اول ما نزل من القران الكريم كلمة اقرأ,كلمة اقرأ فيها السر فهي اليوزرنيم وهي الباسوورد .! وهي مفتاح البرنامج الذي يغيير الانسان, وهي ريشة الحقيقة التي يبحث عنها القلقون , وهي التي تنير عقله وتعطيه مرونه في التفكير وسعة في المعرفه وتسام في الاخلاق ,في حين كل مخلوقات الارض تاتي بثقافة جامدة مغلقة غير قابلة للتجديد ولا للتغيير ,فنحن مثلا لم نرى تطورا في عش العصفور حتى صار قصرا بل بقي محتفظا بحيثياته فلا مزيدا من الاتقان ولا انتقاصا من اهمال فهو مبرمج منذ انطلاقة التأريخ والى يومنا هذا وحتى قيام الساعة,فهو يرث اتقان اقامة العش مثلما يرث الريش او المنقار فالحيوانات تولد مبرمجة بالغرائز برمجة كاملة ولذالك لاتتغيير في معيشتها ولا تخطئ في سلوكها فنمط حياتها محدد بشكل دقيق وصارم لأنها غير مكلفة فلا خيار لها في كيفية حياتها ولا مسؤلية عليها فيما تاتي او تدع ولذالك تولد مكتملة التوجيه ناجزة التكوين. اذن هذه هي فلسفة الصيروره في الجنس البشري هي قابليته الهائلة وطاقاته المتفجرة في صناعة التغييروالتطويروهو بمثابة مشروع متالق مفتوح لكل احتمالات التالق والانطفاء ولكل مستويات الفجاجه والنضج ولجميع مراتب الصلاح والطلاح,ولكافة امكانيات الخيير والشر فهو لم يولد ناجزا مكتملا ولم يحـّمل برامج جاهزة فصار مبرمجا, ومن هنا تأتي فلسفة الخياروالنمووالتطويرالى مالانهاية , ومن هنا جائت اقرأ لتكون مفتاح التغيير
بـ أقرأ يعاد تقييم الافكاركما تتقلم الاشجارثم تنميتها واعادة النظر فيها وتمريرها بفلاتر النقد والعقل النقدي والبحث فالعلم ينمو بالحذف والاضافة وكذالك الافكار
اذا دخلت أقرأ خرجت بغير النفس التي دخلت بها اليها... فتغيرك.!
اقرأ هي شعاع التغيير يبدأ من النفس اولا ثم ينعكس على الواقع اثرا وسلوكا,ولكن النفس ترتبط بالفكر لا بالاشياء وتغيير الفكر يعني كلمه ولذالك كان الانفجار المقدس للقران الكريم تبدأ بـ أقرأ, اقرأ هي المعرفة وهي قوه ضاغطة عظيمة لتجعلك تعرف, ولكن ماافقر المعرفة من غير ايمان ,فالفكر بطبيعته مؤمن والعقل من غيرغيب سيختنق روحيا, ولكن ايضا ما افقر الايمان بغيير معرفه , ولكن تبقى الافكار اولا وهي ثاني وتتفجر من عندها الاشياء والمنتجات الحضارية عن طريق اشخاص تربطهم شبكة علاقات ممزوجه بمشروع من نزعات اجتماعية واحده , وليس افرادا يجمعهم النوع البشري بصفات البدائيه , فنحن هنا نريد اشخاص وليس فرد.! فبالفرد انت كائن من فصيلة الثديات تجتمع من ثديات مثلك ولكن انت بالاشخاص تكون انسان اجتماعي تفكر بعقلية الجماعة تنتظم مع اخيك الانسان مهما كان ومهما دان بالحياة الانسانية وظيفتها وغايتها التحديث والتطوير على قاعدة الحذف والاضافة,وقاعدة النافع فيمكث في الارض والزبد الذي يذهب جفاء. المنتجات الحضارية مثل ثورة النقل والاتصالات والطب التي تقبلتها اخير ثقافتنا المنغلقة على ذاتها والمتعاليه بكمال غير مبرر واكتفاء ذاتي فارغ وبـعصبيه امميه ضخـّمت فيها الـ انا واحتقرت فيها الاخر وثبتت على الوهم وظنته حقيقة مطلقة , والحقيقه ان الحقيقة سائله ولا ثابت الا الوهم,
اقول ان ثقفتنا المتخلفة استطاعت تقبل المنتجات الحضارية للغرب المتحضر لكنها لم تستطع الى الان ان تاخذ بزمام الحضارة .! الحضارة تعني الافكار وتعني طريق التفكير وطريقة التفكير وهي صانعة للمنتجات الحضارية وليست المنتجات الحضارية من تصنع الحضارة, الحضارة تعني مشروع فكري نهضوي ساحتها الافكار تنطبق عن طريق الاشخاص لتكوين منتجات حضارية.!
اقرأ تعني ثقافة جديدة تطورت من ثقافة قديمه تعرضت لقانون الحذف والاضافة حذف السئ لأنه زبد سيذهب هباء, والحفاض على الجيد لأنه ماينفع الناس فيمكث في الارض ثم تطوير الجيد نحو الاحسن لنكون من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه لتستمر حركة الانسان بين الحسن والاحسن فيقفز الوعي البشري افقيا وشاقوليا,
عكس هذا عندما تكون اقرأ عنوان لثقافة التخلف والفساد فكما يفسد الانسان فكره يفسد كذالك ضميره ومشاعره بل وحى ذوقه يفقد ذالك الاحساس بقباحة القبيح وجمالية الجميل حتى تتبلد عنده المشاعر وتتكلس عنده الانسانية, أقرا تفسد الذهن والمشاعر معا واقرا تصلحهما معا, اقراهذ ممكن ان تكون ثقافة تطـّلع وارادة وتحفيز ونقد فتكون نهضة وحضارة, واقرا ذاتها ممكن تكون ثقافة اجترار ونسخ ممله فتكون مناخ للتخلف واعادة تدويرالتخلف, فأقرا هذه تفسد وتقعد او تصلح وتنهض بحسب ما تكون الثقافة صالحة او رديئه, فيجدر بالانسان اذن ان يحسن الاختيار لكي ينمي ثقافته ولا يفسدها,
ولكـن تطل مشكلة هنا كيف يحسن الاختيار اذا كان اذا ابتلع ثقافة الجهل من صغره..؟ وكيف يحسن الاختيار بكبره اذا اختارهو ثقافة التخلف وهو يظنها ثقافة المقدس..؟؟ هنا ستكون المتاهه شديدة والدوائر المغلقة عليه عديده وما اسعد الذين يخرجون منها..!
مشكلة الانسان انه تلقائي بطبعه فلا يعيد النظر في افكاره وثقافتة الا ان يتعرض لصدمه فكرية عنيفة وهزة وجدانية عظيمة ساعتئذ يحاول اعادة النظر في ثقافته ومشاعرة وينظر من جديد الى أقرأ بعين الحقيقة لابعين الرضا ولا بعين السخط,
ان الذهن يتقوى باتصاله بالاذهان اليقظة المتزنة.... وحدث ولاحرج عما يصيبه من الانتقاص والفساد من اختلاطه المتواصل بالاذهان السافله المريضه, فما من عدوى تنتشركمثل هذه العدوى..!
أقرأ تعني ان تفكر اكثر من مرة في اكثر من أمر في كل الاوقات وتكون مفعما بالحب..!
أقرا قد تكون باسم الطائفه والشيخ وبعينهما او باسم التاريخ و الحزب وبعينهما او باسم ثقافة الموروث الثقافي وبعينه او باسم الاستبداد وبعينه’ ولكن ان هي الا اسماء سميتموها انتم وآبائكم ماانزل الله بها من سلطان ... فأقرأ باسم ربك الذي خلق...!
مدونة حرر عقلك
التعليقات (0)