مبدأ ما أخد بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة لم يخترعه الرئيس جمال عبد الناصر لأنه غريزة طبيعية مستقرة في داخل أي حيوان وهو كالأكل والشرب وبقية الشهوات وهي سبب النزاعات والحروب بين الحيوانات ومن بينهم الأنسان منذ بدء الخليقة وسيستمر حتى يوم يبعثون . نسمي هذه الغريزة ترفعا أحيانا بشريعة الغاب وهي ليست تشريعا يمكننا تغييره أو تهديبه ولكنه شئ متأصل في داخلنا . لم أسمع أحدا يطالب بالتوقف عن الأكل والشرب والحب لانها من مخلفات شريعة الغاب . قد يقول قائل إذا كان هذا هو الحال فلماذا نمنع الحروب والقتل ونستنكر الأعتداء والعنف أليست من شريعة الغاب مثل الأكل والشرب والحب . والجواب بسيط نحن لا نلغي هذه الغرائز الحيوانية وإنما نحاول التغلب عليها لمصلحتنا ورغبتنا في إرضاء غرائز أخرى أهم لنا وهي غريزة طلب الامن والسلامة . والأنسان من بدء الخليقة يقاتل الأخر ويستولى على ما يملكه ويفرض سيطرته ولا يمنعه من ذلك إلا الخوف من المقاومة وتظافر القوى ألأخرى عليه لأيقافه . وهذا التوازن في القوى بين الافراد طلبا للأمان هو أساس المبدأ الذي نعرفه في السياسة الدولية اليوم وهو توازى القوى الدولية الذي سيطر على سلوك الدول منذ القدم . وهو السبب في عدم تجدد الحروب الكبرى اليوم بفضل الأسلحة النووية . ورغم إستمرار الحروب الصغيرة المحدودة إلأ أنها لا يسمح لها أن تتوسع لتكون حربا كبرى لتدخل القوى الأخرى لانهائها أو تحجيمها بحيث لا تمتد إلى بقية العالم .
هذه النظرية الطبيعية أو الغريزة الطبيعية ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة هي التي اّمن بها الرئيس عبد الناصر وكانت دائما موضع إعتباره في النزاع العربي الأسرائيلي رغم فشله في إسترجاع فلسطين الذي لم يمنعه من الأستعداد والمحاولة من جديد . وإذا استعرضنا كل الحروب نجد أن التناولات الدولية عن الأراضي المحتلة والمحررة في الحروب تمت طلبا للأمن وتوازن القوى ولم تقدم دون مقابل . وما لم تشعر إسرائيل بالخوف وحاجتها إلى الأمن والسلامة فلن تنسحب من الاراضي التي أحتلتها من العرب لانها لا تخاف من قوى عربية تهدد امنها وسلامتها وواثقة أن القوى الدولية الأخرى لن تفرض عليها التنازل بالقوة عن الأراضي التي أحتلتها . أنسحاب إسرائيل سلميا من بعض الأراضي العربية في الماضي لم يكن تنازلا عن الأرض التي احتلتها بل موافقتها على تحويلها إلى مناطق منزوعة السلاح في هدنة مؤقتة و تكتيكا إستراتيجيا وعسكريا لتقسيم وإضعاف المقاومة العربية في فترة بناء دولتها وتهويد الضفة الغربية والقدس . العرب أمام إختيارات صعبة لكن من الأكيد أن الضفة الغربية والقدس لن ترجع للعرب بمساع من القوى الدولية لأن هذه القوى الدولية اليوم لا تعتبر أن النزاع العربي الأسرائيلي يهدد مصالحها أو أمنها وسلامتها . والعرب إذا كانوا عاجزين عن إسترداد الأرض الفلسطنية بالقوة فخيارهم الوحيد هو الضغط على القوى الدولية للضغط على إسرائيل بأستعمال سلاح المقاومة حسب إمكانياتها والمقاطعة لمصالح هذه القوى الدولية في المنطقة العربية. والخيار الثاني الذي يظهر أن العرب أختاروه هو قبول الامر الواقع وطلب السلامة ونسيان فلسطين والقدس وكان الله في عون الفلسطنيين .
التعليقات (0)