اجرى الحوار: جان كرد
س 1: أستاذ فارس تمو، هل تعرفنا بأنفسكم باختصار وذلك حرصا منا على تقوية التعارف بين المثقفين الكورد؟
- فارس مشعل التمو تولد الدرباسية 1977 - تخرجت من كلية الحقوق – جامعة حلب وحاليا انا طالب بكلية الصحافة في جامعة صلاح الدين في هولير..
- انا هاوي في رسم الكاريكاتور.. ومبتدئ في كتابة المقالة النقدية ، النقد الفكري والنقد الكاريكاتوري الساخر
- انتسبت الى حزب الاتحاد الشعبي الكردي في عام 1992 وبقيت في الحزب لغاية 1997 حيث قدمت استقالتي بسبب امية وتخلف المسؤول الحزبي المباشر عني، وعدم تمتعه بادنى مستوى ثقافي او سياسي، وهذا المرض العضال الذي لازالت حركتنا الكردية في كردستان سوريا تعاني منه، هو سبب بؤسنا وسباتنا في الواقع.
- انضممت الى الجمعية السورية لحقوق الانسان في عام 2004 وفي نفس العام قدمت استقالتي بسبب عنصرية بعض الشخصيات القيادية في الجمعية تجاه الكرد.
- ساهمت في العديد من نشاطات الشباب الكرد اثناء انتفاضة قامشلو، واعتقلت في الشهر الخامس من عام 2004 بسبب لوحة كاريكاتورية فيها رسم لتمثال صدام حسين المخلوع على تابوت، حيث تفتح ابواب التابوت بعد كسر التمثال ويخرج منه الشعب فرحا باليوم الجديد... والى جانبه تمثال بشار الاسد على تابوت مغلق.. ولازال مغلقا..
- كنت من مؤسسين اللجنة الكردية لحقوق الانسان في 842006 وانتخبت لعضوية مجلس ادارتها في مؤتمرها الاول، التي كانت رحمها الله شبابية الفكرة واصبحت سلفية الادارة، ولم احضر مؤتمرها الثاني.... حيث تم تاخير عقده عام كامل عن الموعد الحقيقي للانعقاد بسبب المماطلة والتهرب....وتفاجئت في فترة انشغالي بالبحث عن والدي بعد ان اختطفته الاجهزة الامنية، وانشغالي بالهروب من العصا الامنية في سوريا، بان المؤتمر قد تم انعقاده في ليلة لم يكن فيها ضوء قمر... ماذا نقول يااخي.... لعنة الله على ذلك الكرسي الذي يلتصق به قادتنا.... لا لشيء.... وانما فقط لادارة الدفة حسب رغبة واهواء الغير.
كما يفترض بالمدافعين عن حقوق الانسان اصلاح انفسهم اولا والتجرد من الفردية والديكتاتورية البسيطة، قبل الادعاء بالدفاع عن حقوق الانسان..... ومع الاسف الاغلبية منهم بحاجة لمن يدافع عنهم ويحميهم من انانيتهم وديكتاتورية طبائعهم الشخصية.
س2: أنتم تكتبون باستمرار عن الملفات السورية الساخنة والباردة، ولكنكم تركزون على القضية الكوردية أو ضحايا النظام السوري من الكورد؟ أليس هذا انعكافا في الصومعة القومية بدل الانطلاق إلى الباحة السورية؟
صحيح انني اركز على ضحايا الحكم الملكي في سورية من الكورد في معظم كتاباتي.. ولكن ليس من منطلق التعصب القومي ..او الانعكاف في الصومعة القومية، او الابتعاد عن الساحة الوطنية.. بل على العكس تماما... فانا بطبعي لا اعطي اي اهتمام للنعرات القومية التي تم اثارتها في سوريا اساسا لغايات سياسية سلطوية لتحويل الشعب عن الهدف الرئيسي المتمثل في اطلاق الحريات وديمقراطية البلاد واشغاله بصراعات قومية..... ولا اشجع الاطروحات التي تعتبر ان الحالة القومية هي ضد المواطنة .. فالقومية هي حالة خاصة بشعب قومي ويعتبر جزء من الحالة العامة ... اي مكون من مكونات الشعب الوطني
ولا تعارض بين الخاص والعام..... ومن لا يخلص ويدافع عن الخاص باعتدال وبدون الغاء الاخر او تجاوز على حقوقه..... لا يكون مؤهلا للدفاع وحماية الحالة العامة... اي لا يمكنه الاخلاص لمواطنته
س3: برأيكم ، لماذا زيارة الأسد الأخيرة الى طهران، أهي بالتنسيق مع الأمريكان، أم مجرد اظهار العلاقة المتينة بين النظام السوري القائم والرئيس الايراني المغضوب عليه داخليا وخارجيا؟
النظام السوري... او .. بالاحرى نظام بشار الاسد البوليسي المخابراتي بامتياز هو نظام مساومات ومناورات سياسية وتكتيكية خالية من اي مبدأ، او اي نوع من انواع الالتزام الدولي... في سبيل تحقيق مصالح دولة الرئيس الفردية والحواشي وهوامشها على حساب الشعب السوري.. والزيارة الاخيرة لبشار الاسد الى طهران من وجهة نظري يتوفر فيها الأمرين.. التنسيق مع الامريكان والفرنسيين.. طبعا بموافقة ومباركة ايرانية... وبذات الوقت توجيه خطاب القوة من طهران لاظهار العلاقة المتينة مع ايران، وعرض العضلات، واظهار قدرة التحكم بالخيوط والمحاور الاقليمية والدولية، وقدرة اللعب باوراق اساسية في المنطقة.. كاثبات لمتانة محور الممانعة(سورية ،ايران) .. وتوجيه رسالة للمجتمع الدولي لايهامه بان المساومة مع ايران لا تتم الا من خلال البوابة السورية على الرغم من ان ايران تعتبرنفسها دولة عظمة ويجب ان تكون المحادثات مباشرة معها ولاترضى بوساطة بشار الاسد او غيره بشان ملفها النووي.
س4: لماذا لم ينقل الاعلام السوري التصريحات المتشددة للرئيس السوري تجاه العالم الخارجي لدى زيارته الأخيرة إلى طهران؟ ألن يسمع ذلك الغربيون؟ أم أن الاعلام السوري يريد اخفاء حقيقة هذه السياسة ذات الوجهين عن الشعب السوري فقط؟
لان احدى اهم سمات الاعلام الرسمي السوري... هي انه اعلام متخلف جدا.. ولازال يعيش في السبعينات... ويدار من قبل عنصر امن يطلق على نفسه اسم وزير الاعلام ويتعامل مع الشعب السوري باستخفاف ... وكان الاعلام الرسمي هو المنبر الاعلامي الوحيد لدى الشعب السوري... في ظل انتشار الفضائيات والانترنت.
والمشكلة الحقيقية التي يعاني منها هذا الاعلام لا تقتصر على عدم نقل هذه التصريحات فقط .. فكل الاخبار والاحداث الداخلية والخارجية .. يكون الاعلام الرسمي السوري هو اخر من يعلم بها.
وفي النهاية لا نعلم ..قد ينقلون هذه التصريحات النارية بعد شهر او شهرين ... لبطئ وصول التعليمات الامنية لهم.
س5: يشكو الكثيرون في سوريا من فرض نظام منع وكبت على المواقع الانترنتية المعارضة، هل ينفع هذا في اضعاف المعارضة أم يزيدها قوة؟
من المفترض ان يزيد حجب المواقع الانترنتية في سورية من قوة المعارضة.. من خلال تفعيل الشارع السوري والقيام باعتصامات للاحتجاج على سياسة الحجب.. لكن واقع المعارضة السورية واقع غير مؤهل للقوة.. ولا يتوقف الامر على حجب الانترنت فقط ، بل هناك العديد من العوامل التي تفرض حالة السكون على المعارضة السورية.. واهم هذه العوامل هي ابعاد رموز المعارضة السورية والزج بهم في المعتقلات الامنية.. اعادة تفعيل دور الاجهزة الامنية وتسليطها على الشعب السوري بقبضة من فولاذ هذه المرة.. اتباع سياسة تجويع الشعب، وأشغال الشعب السوري بصراع مرير مع رغيف الخبز.
س6: منذ اعتقال الأستاذ مشعل التمو ومسلسل الاعتقالات لم يتوقف بين صفوف المناضلين الكورد خاصة، هل يستطيع النظام بهذا الاسلوب من القضاء على روح التمرد الكوردي على الاستبداد السياسي؟
اولا... ان مسلسل الاعتقالات في الفترة الاخيرة بحق المناضلين الكورد... لا يمكن له.. ولا لاي سلطة كانت ان تحد او تقضي على روح التمرد الكوردي على الاستبداد السياسي والقمع والاضطهاد القومي .... وما يحدث على الساحة السياسية الكوردية في سورية.... هو امتصاص لروح التمرد الكوردي وتشتيتها بطرق امنية ممنهجة ومدروسة ومحكمة التطبيق... ومن اهم العوامل التي تؤدي ايضا الى تشتيت روح التمرد لدى الشعب الكوردي في سورية هو غياب قيادة سياسية واضحة المعالم والاهداف .. وايضا بعثرة جهود الجماهير الكوردية بين مايزيد عن اربعة عشر حزب كوردي .. تتحاشى جميعها اي تعبئة جماهيرية للمواجهة السياسية ... وتبذل جهود جبارة لابقاء روح التمرد الكوردي تحت الرماد والمحافظة على حالة الهدوء الشعبي النسبي للحيلولة دون تجاوز الخطوط الحمر المرسومة للعمل السياسي من قبل السلطة .
س7: كيف قرأتم الانتخابات الأخيرة في اقليم جنوب كوردستان؟ وما تأثيرها في الوسط السياسي الكوردي السوري؟
في الحقيقة ان التجربة البرلمانية الاخيرة في جنوب كوردستان (اقليم كوردستان العراق الفيدرالي)..وفتح الباب البرلماني على مصراعيه امام المعارضة.. خطوة جريئة ونادرة الحدوث في اغلب المجتمعات الشرق اوسطية... وتمكن حكومة الاقليم من فتح المجال امام صراع ديمقراطي مدني حضاري على مقاعد البرلمان على الرغم من بنيتها الحديثة النشوء ... وما يتربص بها من مؤامرات داخلية واقليمية ... بحد ذاته انجاز تاريخي .... وكما ان الرئيس القومي.. والوطني الديمقراطي الاخ مسعود برزاني... الرئيس المنتخب... اثبت حرصه على الشعب الكوردي في اقليم كوردستان العراق.. وحمايته لهم من التفرد واحتكار السلطة والبرلمان بيد فئة معينة... لان وجود المعارضة بحد ذاته حماية للمواطن من تجاوزات السلطة وبمثابة رقيب ومتابع شرعي لاعمال السلطة .. ورغم حداثة هذه التجربة الديمقراطية وما واجهها من عوائق فانها تعتبر بمثابة بداية البداية ..وبداية عملية الارتقاء الديمقراطي الشعبي... اي انها بذور الانفتاح على التغير الحقيقي في المجتمع نحو مجتمع متمدن سياسي مؤمن بتدوير النخبة داخل السلطة من خلال العملية الديمقراطية ... وهذه التجربة لاتتوقف عند هذا الحد بل هي بحاجة الى حماية من قبل الرئيس المنتخب والبرلمان المنتخب والحكومة الجديدة ودفع عجلة الاصلاح والتطوير نحو الامام... والقضاء على المحسوبيات.
وبطبيعة الحالة القومية فان اثر الانتخابات البرلمانية الاخيرة في الاقليم ينسحب على عموم الشعب الكوردي في الاجزاء الاربعة... لما في هذه العملية الديمقراطية من اثبات على ان الشعب الكوردي شعب حضاري متعطش للحرية والديمقراطية... وشعب مؤمن بالتعايش السلمي المشترك ومحافظ على حدوده الوطنية و مواطنته بقدر ما يعشق ويدافع عن هويته الكوردستانية.
اما بالنسبة للحركة السياسية الكوردية في سورية... فلا اعتقد بانها مؤهلة للاستفادة من التجربة السياسية في جنوب كوردستان او الاستفادة من الانفتاح التركي على القضية الكوردية في شمال كوردستان وذلك لانها لا تعتبر مفاوض قوي وواضح الاهداف والمعالم عن الشعب الكوردي في سوريا.. وكما انها ليست مؤهلة لتكون ذلك المفاوض لطالما تعاني من عقم سياسي يمنعها من توحيد الهدف والقرار السياسي.
س8: ما رأيكم بما يجري في أنقره تجاه "الانفتاح على الكورد"؟ هل على الكورد الاستجابة له؟ وكيف؟
اعتقد بان الانفتاح التركي على القضية الكوردية هو مطلب تركي بالدرجة الاولى ومتعلق بسياسة واستراتيجية تركيا بشان مستقبل المنطقة.. والساسة الترك متيقنين بان الحفاظ على مصالحهم في المنطقة لا يتم بالتهديد والوعيد وحل القضية الكوردية لكسب العاطفة الكوردية في شمال وجنوب كوردستان من اهم العوامل التي تضمن لهم تحقيق الحلم التركي بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي .... وتضمن لها حماية مصالحهم في المنطقة بدون عمليات عسكرية او تدخلات مباشرة او غير مباشرة ..... اي انها تتبع نهج جديد في السياسة الدولية والاقليمية والتي يترتب عليها تعديلات جذرية في السياسة الداخلية... وبكل تاكيد ان على الشعب الكوردي في شمال كوردستان الاستفادة من الظروف الحالية... والاستجابة لتوجهات الحكومة التركية وهذه الاستجابة ليست بحاجة الى حماية دولية او طرف ثالث .... لان الانفتاح السياسي الديمقراطي على القضية الكوردية يختلف عن الاتفاقيات السرية لحماية ودعم جزء كوردستاني... والتي كانت تحتاج الى التضحية بجزء كوردستاني اخر وتحتاج الى حماية طرف ثالث.... بينما الانفتاح السياسي الديمقراطي على الشعب لايحتاج الى حماية ولا يمكن تجزئته لانه اذا بدأ ... تبدأ العملية السياسية نحو الارتقاء والتطور الشعبي الذاتي والطبيعي ... على الرغم من ما تواجهه من معوقات ترافق عملية الارتقاء..... وهذا الارتقاء بالعمل السياسي بشكل روتيني ومتتابع يحقق كل مطالب الشعب الكوردي القومية على مراحل تتناسب مع مراحل تطور الحالة الديمقراطية الشعبية......
ومن جهة اخرى فان الحلم القومي الكوردي بكوردستان الكبرى... ايضا خاضع للتطوير وفق تطور المبادئ والمفاهيم في المجتمع الدولي..... فالنظام الفيدرالي الذي يعتبر من انجح النظم القانونية التي تنظم العلاقة بين الشعب والسلطة ويضمن في ذات الوقت حقوق كافة الشعوب القومية ضمن حدود الدولة الوطنية .... قد يكون يوما ما في المستقبل من النظم القانونية التي تنظم العلاقة بين الشعب القومي فيما بين بعضه البعض رغم توزعه على دول مستقلة عن بعضها البعض....اي فيدرالية قومية...لان الشعب الكوردي محكوم بعملية التوازنات الدولية والاقليمية ... لذا فالنظام الفيدرالي هو من افضل النظم لحل القضية الكوردية في الاجزاء الاربعة مع حفاظ كل جزء كوردستاني على حدوده الوطنية من خلال الفيدرالية الوطنية التي تنظم علاقة الاقاليم ضمن حدود الدولة الوطنية التي يتبع لها الجزء الكوردستاني... في ذات الوقت تكون هناك فيدرالية قومية تنظم العلاقة بين الاجزاء الكوردستانية الاربع للحفاظ على الهوية الكوردستانية التاريخية.
س9: ما رأيكم بمشروع "الحركة الوطنية الكوردية" للأستاذ صلاح بدر الدين؟ وبرأيكم هل سترد أقطاب الحركة على المشروع بجدية؟ أم أن لها مشروعا خاصا بها ستطرحه على نفسها وعلى الشعب الكوردي السوري؟ وهل يهتم الشباب الكوردي بهكذا مشاريع أصلا؟
بصراحة مطلقة الاستاذ صلاح بدر الدين يستحق التقدير والاحترام لما يتمتع به من جرئة سياسية وايمان بضرورة فتح الطريق امام جيل الشباب الكورد للمشاركة في العملية السياسية.. وما يتمتع به من حنكة سياسية نادرة لا تتوفر لدى اغلب قيادي اطراف الحركة السياسية الكوردية في سورية.... ومشروع الحركة الوطنية الكوردية الذي طرحه بحيادية نابع من حنكته السياسية وقراءته للظروف السياسية التي تمر بها حركتنا السياسية الكوردية مقارنة بالمستجدات الدولية والاقليمية... وقد طرحه للمناقشة لاثراءه بالمزيد من الدراسات الفكرية والعلمية من قبل المفكرين والمثقفين الكورد بغض النظر عن شخص الاستاذ صلاح بدر الدين لانه واضح في طرحه وواضح في حياديته وسعيه لتحقيق المصلحة الكوردية العامة لا الشخصية.... وسوف انشر لاحقا دراسة متكاملة للمشروع اعبر فيها عن وجهة نظري من الناحية الفكرية والسياسية.
من جهة اخرى اعتقد بانه من المفترض ان لا تتسرع الحركة السياسية الكوردية في سورية في رفض او تبني المشروع الى ان يتم اثراءه بالدراسات الفكرية والعلمية من قبل المفكرين والمثقفين الكورد ... هذا من الناحية الافتراضية ولكن في الواقع لا اعتقد بان الحركة السياسية الكوردية في سورية بوضعها الفكري والسياسي الحالي سوف ترد على المشروع سلبا او ايجابا بسبب تعاليها وعجرفتها ونسيانها للشعب ولانها ترى نفسها في مرتبة اعلى من المثقفين والمفكرين والشعب وجيل الشباب الكورد في سورية.... والحركة بحاجة الى وقفة تأمل ومراجعة جادة وحقيقية للمواقف السياسية واعادت حسابات ومعالجة سريعة لما تعانيه من عقم سياسي وذلك لمصلحتها ومصلحة الشعب الكوردي في سورية.. ولااظن بان الحركة لديها مشروع جاد وخاص لتوحيد الموقف والقرار السياسي..
ومن وجهة نظر الشباب الكورد في كوردستان سورية(غرب كوردستان) عمليا هم فقدو الامل باي اصلاحات سياسية في صفوف الحركة السياسية الكوردية في سورية بسبب اتساع الهوة بين الحركة والشباب الكورد او بالاحرى الشارع الكوردي .. وخاصة بسبب ما تعانية الحركة السياسية من ديكتاتورية حزبية مفرطة ثبتت القرار السياسي بيد حفنة من القيادين الكورد الذين سيطرو وتحكمو بمصير الحركة السياسية وبمصير الشعب الكوردي في سورية بشكل سلبي لايخدم الشعب الكوردي من الناحية القومية ولا من الناحية الوطنية السورية..... لذا فان الشباب الكورد يعلقون الامال على هذا المشروع وخاصة انه مطروح من قبل شخص محنك سياسيا.. وعاصر جميع مراحل النضال السياسي في غرب كوردستان... ويمتاز بموقع ومكانة سياسية وثقافية وفكرية مرموقة تخوله من طرح مشروع جدي وتفعيله وخاصة وانه يطرحه بحيادية.... واعتقد ان المفكرين والمثقفين عليهم ان ياخذو دورهم الحقيقي في ممارسة الضغط الفكري والثقافي والشعبي على الحركة السياسية لتبدأ عملية التغير الحقيقي في النهج السياسي والهدف والقرار السياسي.
س10: كان النظام السوري الحاكم يتهم المعارضة بالتعامل من "الأجنبي" لضرب السياسة الوطنية له، فكيف تقرأون العلاقات السورية - الأمريكية الآن، هل مجرد لعبة ومزاح بين "الوطني" و"الأجنبي" أم أنها جادة ومثمرة؟ وما انعكاساتها على المعارضة الغارقة في صمتها الآن؟
اولا النظام الحاكم والمسلط على الشعب السوري منذ استلام البعث للسلطة يحكم الشعب السوري وفق مبادئ النظرية الثورية التي تنتهج المثالية في تقسيم الامور وتوزيعها بين الابيض والاسود كالثورة والثورة المضادة... الثوري والمرتد.... الوطني و الخائن .... المواطن و العميل... وهذا المنطق الثنائي الذي يؤدي الى خنق العقل الانساني تم تلقينه للشعب السوري على مدى اجيال متعاقبة..... لذا فالمعارضة السورية سلفا هي متهمة بالتعامل مع الخارج لانها تمثل الثورة المضادة على ثورة البعث وتخريب لحركته التصحيحية ... ولكن مع الاسف حتى المعارضة اصبحت تنظر الى موضوع التعامل مع الخارج من خلال ذهنية "التحريم" .. وهذا ما يبرر صمتها وعدم قدرتها على اتخاذ موقف واضح من المعارضة في الخارج او موقف صريح وواضح من علاقات وتنازلات النظام السوري الدولية....لان الامر اصبح عند المعارضة السورية حلال أو حرام "بالمطلق".... وبشكل طبيعي وذاتي وفق هذه النظرية تنقطع اي صلة بين المعارضة في الداخل والمعارضة في الخارج ... لان الخارج يعني الكافر والمرتد والعميل والخائن....مع ان العمالة والخيانة تنطبق على النظام الذي يتنازل عن جزء من ارض الوطن كلما دخل في مأزق دولي.....
والعلاقات السورية الامريكية لا تمت الى الدبلوماسية بصلة بل هي مجرد عملية تنازلات من الجانب السوري للحصول على تهميش دولي اعلامي وسياسي لما يجري من اضطهاد واستبداد وقمع امني للشعب السوري.... والانفتاح الاميريكي على النظام الحاكم في سورية بمقابل تقديم الطاعة والولاء والحفاظ على المصالح الاميريكية في المنطقة وفك الارتباط مع ايران ..... لان السياسة الاوبامية الامريكية الحديثة تعيد اجترار السياسية الاميريكية القديمة المتمثلة بدعم الانظمة الديكتاتورية للحفاظ على المصالح الاميريكية في المنطقة.
بامكانكم عدم الرد على السؤال الذي تجدونه محرجا لكم
مع التحيات القلبية
جان كورد
23/8/2009
Li gel silavan, Azadbit Kurdistan
Cankurd
التعليقات (0)