مواضيع اليوم

أديان... و أديان

kamal kasem

2011-09-11 08:13:53

0


الأديان هي عبارة عن قوانين إلهية، منهم من يقول بعضها اجتهادي بأمر إلهي.

ولهذا السبب تقبلها الناس، لكونها مصدر إلهي (مع تحفظ البعض طبعا).

أما الآن فلكل دولة قوانين وضعيه قد تخلط بين الإلهي والاجتهادي، وتأتي بقوانين لم تأت بها الأديان التي مصدرها إلهي، إلا الطقوس الدينيه.


وتقبلها الناس بالمواطنة. لأنها لم تفرض على أحد أي طقوس دينية فهي لم تسنها قط. وفي هذه الحالة يصبح الناس أكثر تسامحا تجاه بعضهم البعض، لأن طقوس العبادات أمر متروك لصاحبه.


إذا هناك قوانين وضعيه تنقح من حين لأخر لتناسب العصر، ولم تفرض طقوس دينية على أي أحد، وجلبت الطمأنينة للناس تجاه بعضهم البعض. وهناك قوانين ناقصة (لم يرد فيها نص) مصدرها إلهي، مع وجود بحبوحة في الاجتهاد على الأرجح، وفرضت طقوس دينية بعينها يترتب عليها العقاب...الخ.

إذا الفرق هو زيادة القوانين على اختلاف حدتها مع القوانين الإلهية التي تعود لإنسان القرون الغابرة وغياب الطقوس الدينية.
وموطن الجدل هو الطقوس الدينية، أم شيء آخر؟

اليهودية، المسيحية، والإسلام كلها أديان بدأت ضعيفة وأصبحت قوية عندما أصبح لكل منها دولة وليس أي دولة بل دولة إلهية. فقوانينها ثابتة تخضع لمقاصد معينة يحددها رجال بأعينهم، وتدعمهم السلطة الإلهية في ذلك، وأتباع هذه الأديان هم إما بحكم الولادة او الاختيار.

وإذا اعتنق أحد ممن ينتمي لهذه الأديان دين (قانون) دولة ليس بمواطن فيها، احترم من قبلهم، وقذف من قبل أهل دينه بالكفر ...الخ، حتى لو كان يؤدي هذه الطقوس الدينيه. مع أن الدين (القوانين) أكمل وأسهل وتلبي حاجة العصر والظروف الحالية لا تلك التي كان عليها أهل النصوص الأصلية الدينية. والسؤال هنا هل الطقوس الدينية هي موطن الخلاف، مع أن الجميع يصلي كل على طريقته لرب واحد وإن اختلفت ماهيته وكنهه، ام أن الخلاف مجرد تبني قوانين تنافس قوانيني الإلهية، على لسان كل صاحب دين؟ وهذا فيه ما فيه من تقليل النفوذ وإضعافه...ألخ.

جميع الأديان قالت كما قال القرآن: من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وكلها قالت لكم دينكم ولي دين، ولكن سرعان ما تغير الحال، فأصبح الأمر يخضع لمحاكم التفتيش التابعة للكنسية (مع انتفاء هذه الظاهر اليوم)، أما الإسلام فأصبح حارسا ومراقبا ومفتشا على قلوب اتباعه لهذا الغرض أو غيره، أما اليهودية فهي لم تكن يوما دينا لغير اليهود، وهذا ما يجعلها أكثر عنصرية من غيرها من الأديان.

الحقيقة أن الأديان تكتسب قوتها، وإن كانت ضعيفة من حيث كمال المضمون، من السلطة الإلهية، في حين أن الأديان (القوانين) الوضعية تعد أكثر كمالا وانسجاما مع الواقع المعيشي في عصرنا، ولهذا لن يتنازل المنتفعين من هذه الأديان الإلهية، لأنهم المتحدثون الرسميون باسمه، عن أفضليتهم عن غيرهم من الأديان، وسيستمر الصرع. أما لو تبنى الناس الأديان (القوانين) الوضعية التي تعبر عن الحاجة الحالية لهم، وهي تترك كل من أراد ان يناجي أو لا يناجي او يصلي او لا يصوم ...الخ بينه وبين ربه، لحققوا حقيقة أديانهم قبل التحول من دعوة لدولة.

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !