أخي محمد دحلان رسالتنا !!
24-08-2010 12:53
إن الذهاب إلى المفاوضات المباشرة لم ولن ولا يعنى في الجوهر والمضمون بالنسبة للفلسطينيين سوى حقيقة واحدة وهي التمسك بالثوابت الوطنية والقدرة على تحدّي الواقع والثبات على الحقوق الشرعية والمشروعة / وهو ما أثبتته التجربة العملية في سياق مشوار طويل من التفاوض مع الإسرائيليين وإبداء المرونة حين يلزم الأمر دون مساس بالحقوق الأساسية التي تمثّل عمق القضية الفلسطينية، كما أن ثقة القيادة الفلسطينية بنفسها وإيمانها بعدالة القضية لا تتزعزع، فهي قيادة مجربة قالت كلمة نعم في مكانها وقادرة على قول كلمة لا أيضاً في كل زمان ومكان ... ولا أدل على ذلك أكثر من موقف الرئيس الراحل أبو عمار في كامب ديفيد 2000 عندما رفض كل الضغوط والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية وتحدّى ضعف الحال العربي حينها، وسجّل ما لم يسجله أحد من موقف مشرف وثابت في التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية، والرئيس أبو مازن لم يكن بعيداً عن موقعة كامب ديفيك تلك بل كان أحد الفرسان الذين دعموا وساندوا الراحل أبو عمار في موقفه ولم يكن أقل صلابة ... وبالرغم من أن الذهاب إلى المفاوضات المباشرة مرة أخرى مع الإسرائيليين يأتي في ظروف حرجة وحساسة وبعد صراع إرادات بين القيادة الفلسطينية التي واجهت ببسالة غير مسبوقة التحديات القائمة في مقابل حجم هائل من الضغوط والتهديدات الأمريكية والدولية والتعنّت الإسرائيلي والعجز العربي ... إلا أن هذه القيادة تدرك جيداً بأنها قادرة على الذهاب إلى أقصى الأرض لنقل الموقف الفلسطيني والدفاع عنه والتمسك بثوابته الوطنية ... بهدف إنجاز الأهداف والتطلعات الوطنية في الحرية والإستقلال وكنس الإحتلال ... وهي غير قابلة للمساومة أو التنازل عنها أو المساس بها / وتنطلق القيادة الفلسطينية في موافقتها على العودة إلى طاولة المفاوضات من جديد / بهدف المحافظة على بقاء القضية الوطنية على الأجندة الدولية وبحثاً عن حلول عادلة تلبّي طموحات شعبنا وتخفّف من معاناته / وأيضاً من أجل إحراج المجتمع الدولي والضغط على الراعي الأمريكي لتحمل المسؤولية التاريخية والأخلاقية في الوفاء بالإلتزامات الدولية إتجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة / خاصة وأن المنطقة برمتها مقبلة على مرحلة تحوّلات جدية على كافة المستويات خلال الشهور القليلة القادمة / وهذا لا يتعارض مع الموقف المبدئي والثابت والمعلن للقيادة الفلسطينية والذي تم إبلاغه لكافة الجهات المعنية في اللجنة الرباعية بما فيها الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا / بدعم كامل من لجنة المتابعة العربية الذي يتمسك بمرجعية واضحة ومحددة لهذه المفاوضات ووقف كافة الإجراءات الإسرائيلية لفرض الأمر الواقع على الأرض بما يؤثر سلباً على نتائج المفاوضات بين الطرفين .. وهو ما تضمّنه بيان اللجنة الرباعية / وفي حين تقف القيادة الفلسطينية موقفاً صلباً وثابتاً إتجاه هذه القضايا الجوهرية / فإن العبرة ليست بالذهاب إلى المفاوضات بل ماذا نطرح على طاولة المفاوضات ومدى القدرة على التمسك بالثوابت الوطنية وهو ما ثبت بالدليل القاطع في أداء القيادة الفلسطينية طيلة الفترة الماضية وهي لذلك فإنها إستبقت بدء المفاوضات بتحميل الطرف الإسرائيلي المسؤولية عن أي فشل متوقع للمفاوضات، كما أكدت ذلك في رسائل واضحة لأعضاء اللجنة الرباعية صاحبة الدعوة للبدء في المفاوضات.
التعليقات (0)