مواضيع اليوم

أبن تيمية وغيره بحاجة لنقد

Riyad .

2015-02-07 15:55:35

0

أبن تيمية وغيره بحاجة لنقد

لأبن تيمية أراء فقهية تندرج تحت ما يٌسمى بفقة الأزمات , فأبن تيمية عاش في عصرٍ كانت فيه الدولة الإسلامية غارقة بوحل الصراعات الداخلية ومعرضه للهجوم الدموي من المغول والتتار من جهة والصليبيين من جهة أخرى فكان عليه إطلاق أراء فقهية تواكب تلك الدموية  نزولاً للواقع وبرضى السلطة أنذاك التي كانت في أمس الحاجة لمثل تلك الإجتهادات .

أبن تيمية تراجع عن كثيرٍ من أراءه التي كانت موافقة لمرحلة الأزمة لكن من أتى بعده نقل جميع تلك أراء دون أن يٌعرج على التراجعات ودون أن يوضح أو يضع النقاط على حقائق فقة ابن تيمية المتوافق مع الأزمة التي عاصرها أبن تيمية فكانت النتائج إستنساخ لكل الأراء وبذر بذور التطرف والتشدد بأرض كانت جرداء وإستنساخ للأزمة التي وقعت بتلك الحقبة التاريخية السوداء ونقلها للمجتمعات المتأخرة نقل كٌلي دون إعمال للعقل أو على الأقل محاولة للفهم والترجيح وتلك ظاهرة سلفية قديمة وحديثة بحاجة لأن تموت أو على الأقل بث روح التفكير والتجديد بجسدها المترهل والمشوه جراء التمذهب والتخندق الغير مبرر ....

كثيرٌ من المتشددين والمتطرفين يستدلون بفقة أبن تيمية " فقة الأزمات" دون أدنى إعتبار للعقل أو للترجيح فإجتهاد أبن تيمية لا يمكن أن يكون قياساً وحجة يستدل بها , فالفتوى والرأي الفقهي إجتهاد ومنتوج بشري مٌعرض للصواب والخطأ , وابن تيمية وغيره قديماً وحديثاً أخطاؤوا وأصابوا و تقديس الأراء والفتاوى لا يحقق  مصلحة كما يعتقد البعض أو يحاول أن يعتقد بل يفرز مفاسد عظيمة بدأ الجاهل قبل العالم رؤيتها والإحساس بها , أبن تيمية وغيره من القدماء والحٌدثاء أنتجوا أراء فقهية متعددة كانت متوافقة ومناسبة لعصرهم الذي لا يعلم أحداً خفاياه ومن الحكمة والدين عدم نقل كل شيء وتطبيقة فالإسلام كدين معاملات صالح لكل زمان ومكان والإستدلال بأراء فقهية قديمة يٌعيد المجتمعات لتلك العصور التي كانت في مجملها عصور دموية ظلامية فإستنساخ العصور القديمة عملية معقدة بوابتها العمل بجملة أراء فضلاً عن التمثل بالنماذج والشخصيات ومحاولة تبنيها كقدوة دون إعتبار للشخصية البشرية و الإنسانية , القرأن الكريم والسنة النبوية هما الأساس لأي رأي ديني والإجتهاد الفردي كإجتهاد أبن تيمية قديماً ومحمد بن عبدالوهاب حديثاً وغيرهما إجتهاد شخصي تكون فيه نسبة الخطأ اكبر من الصواب الإجتهاد الفردي ليس بمقدس ولا حرج من نقد الإجتهادات المختلفة وتعريضها لمشرط البحث الفقهي الذي آن أوان إعمالة وإطلاقة بجسد الفقة ومختلف العلوم فالمراجعات الفقهية والفكرية تقضي على التشدد والتطرف وتقطع طريق من يصطاد في الماء العكر ويحاول إنزال الأراء القديمة بعصر جديد مختلف في كل شيء عن العصور القديمة التي شهدت نشأة وخروج جملةً من الأراء الفقهية والغير فقهية كانت موافقة لتلك العصور عن غيرها !.

مع دخول المتطرفين منطقة الأراء الفقهية القديمة والحديثة فإن من الواجب إطلاق عجلة البحث الفقهي المتوقفة منذ قرون وتعريض تلك الأراء المختلفة للنقد والبحث العلمي الهادف فالإستشهاد بتلك الأراء لتبرير جرائم دموية مسلك خطير وإساءه لفقهاء قدماء بٌني إجتهادهم على ما كانوا يعيشون فيه من ظروف إستثنائية فالإجتهاد الجماعي يقضي على الخلاف والإختلاف عكس الإجتهاد الفردي الذي ينتج أراء صالحة لزمن وغير صالحة لأزمان فنسبة الخطأ تكون عالية لأن الظروف المرحلية فرضتها بقوة فضلاً عن عوامل قلة العلم وتزاوج السياسة بالدين والتعصب وغلبة العصبية بأوجهها المتعددة على الحراك الفكري بمختلف مناهجة ومدارسة  ...!







التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات