ماهر حسين .
في ذكرى رحيل الزعيم العربي المصري جمال عبد الناصر اعتدت مشاهدة فيلم (ناصر 56 ) حيث تقوم العديد من القنوات الفضائية بعرض هذا الفيلم الرائع في إطار إحياء الذكرى .
من فيلم (ناصر 56) أخذت العنوان ليكون عنوان مقالتي هو (ناصر 2012) ...فقصة ناصر لم تنتهي في 28/9/1970 ...بالطبع عبد الناصر رحــــل عن عالمنا وهذا هو القدر الذي نؤمن به .
هناك تغيرات كثيرة واكبت الذكرى السنوية للرحيل هذا العام ...فمصر تغيرت وانتقلت من الجمهورية الأولى التي أسسها وقادها عبد الناصر إلى الجمهورية الثانية التي جاءت بفعل الشباب المصري الثائر على نظام الرئيس مبارك وأتت هذه الثورة الثانية بالإخوان المسلمين ووصلت بهم للموقع المنشود في سدة الحكم ...الآن يرأس مصر رئيس إخواني هو الرئيس محمد مرسي الذي ما زلت أتمنى له التوفيق من كل قلبي ...وأعلم بان الرئيس مرسي وعلى خلفية موقفه الاخواني لم يقم بإحياء ذكرى الراحل عبد الناصر حيث انتدب وزير دفاعه كممثل للمؤسسة العسكرية حيث قام بزيارة أسرة الراحل جمال عبد الناصر ووضع إكليل من الزهور على قبر الراحل الكبير ...فعل ذلك مرسي كرئيس لجمهورية مصر العربية وليس باعتباره قائد إخواني وهذا يحسب للرئيس مرسي ولا يٌحسب عليه ، بنفس الوقت وللأسف قام شباب الإخوان المسلمين بشن حملة تشويه ضد الزعيم الراحل عبد الناصر حيث هناك شعور عام بالخوف من ظاهرة التعاطف مع فترة حكم الراحل عبد الناصر وخاصة وبأن فترة الراحل صاحبها قرارات و مبادرات مميزة ساعدت العديد من الفقراء وخاصه من الفلاحين ولقد ساهمت القرارات التي أتخذها عبد الناصر بإرساء العدالة الاجتماعية الغائبه...هذا و يلا حظ بأن هناك خوف حقيقي من تصاعد ظاهرة المؤيدين للتيار الشعبي المصري الذي يقوده المناضل حمدين صباحي خاصة بظل عدم شعور المواطن المصري بانجاز حقيقي في ظل رئاسة الدكتور مرسي وحكومة قنديل.
في ذكرى رحيل جمال عبد الناصر حسين سلطـــان عبد النبي ...نتحدث عن العدالة الاجتماعية في مصر ...نتحدث عن جيش مصر ...نتحدث عن الكرامة العربية والوحدة العربية والحلم العربي ...نتحدث عن حركة عدم الانحياز ..وعن منظمة التحرير الفلسطينية .
العدالة الاجتماعية ..هي عنوان الثورة المصرية الثانية التي تقوم على أنقاضها الآن الجمهورية الثانية ....الكرامة العربية والحلم العربي والوحدة العربية مازالت الأمل والطموح ولنا بتجربة أتشرف بان أعيش في ظلهـــا وهي تجربة الإمارات العربية المتحدة فهي خير مثال على قدرة العرب على التوحد فالإمارات نموذج حقيقي للوحدة وللاتحاد حيث تحولت الإمارات المتصالحة إلى الإمارات العربية المتحدة التي تشكل نموذج للتقدم وللتطور وللازدهار ...أما في فلسطين فستبقى منظمة التحرير الفلسطينية العنوان الدائم والوحيد الذي يجد فيه شعب فلسطين المخرج من كل أزمة يمروا بها وخاصة بأن حٌلم الدولة يتباعد والسلام أصبح صعب المنال يوما" بعد يوم ....تلك من العنوانين التي يفرضها علينا عبدا لناصر بـــ2012 .
فالزعيم عبد الناصر ما زال رمز الكرامة العربية ...يرفع الأحرار صوره ويحتفلوا بذكراه ويستمعوا إلى خطاباته ...نبحث عنه في الأحزاب فلا نجده في الكثير منها لأن عبد الناصر أكبر من الأحزاب التي تحمل أســــمه ومن هنا جاء تأيدي (للتيار الشعبي ) لأننا جميعا" نحمل عبد الناصر في عيوننا وقلوبنا ...كأمة عربية.
رحل عبد الناصر وها هي ذكرى رحيله تمر علينــــا ...تستمر المقالات والكلمات والتأبينات وتستمر الحاجة له وهذا قدر العظمـــاء من أبناء الأمة ولكن بالطبع هذا لا يمس بإيماننا المطلق بالقضاء والقدر وحكمة الله عز وجل ولا يمس هذا بإيماننا التام بقدرة الأمة على إنجاب عبد الناصر وغيره .
في ذكراه لهذا العام (ناصر 2012) توحدت أربع أحزاب ناصرية في مصر ...وزار ضريح الراحل حمدين صباحي حالما" بمصر العدالة والكرامة والحرية ...ونعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)الراحل وترى فتح بان الراحل عبدالناصر كان وما زال زعيمــا" وجزء" لا يتجزأ من ثقافة المناضلين من اجدل الحرية والاستقلال .
بالنسبة لي ...
فانا لم أكن ممن عاصر الرئيس جمال ولم اكن مما رفع شعار (أرفع راسك يا أخي فأنت عربي ) ولكني عثرت في بعض الكتب والأوراق الخاصة بوالدي رحمه الله على صورة ..كرت... يحمل صورة للراحل ناصر وخلفها أية الكرسي ،أحببت الراحل من حبي لوالدي وأحببت الصورة وقرأت الكثير الكثير من النقد والمديح لتجربته التي أراها تجربة إنسانية تحمل من الخطأ ما تحمله من الصواب ولكني أحببت الرجل وتجربته فأنا سأبقى مخلصا" للفقراء ولمجانية التعليم ولمجانية العلاج ...رحل ناصر في عام 1970 وها هي ذكرى الرجل تستمر وهنا نحن في (ناصر 2012) وها هو الرئيس مرسي القادم من حركة الإخوان المسلمين يشيد خلال قمة عدم الانحياز بالراحل ويؤكد على ذلك المهندس خيرت الشاطر في إشارة إلى دور الزعيم الراحل في تامين العدالة الاجتماعية...وهذا حضور جديد للراحل الزعيم ناصر في عام 2012.
ونختم بأبيات من قصيدة الراحل محمود درويش في رثاء الراحل الزعيم جمال عبد الناصر حيث قال في قصيدته (الرجل ذو الظل الأخضر ) ...
نعيش معك
نسير معك
نجوع معك
وحين تموت
نحاول ألا نموت معـــك !
رحم الله الرئيس جمال عبد الناصر ورحم الله كل المخلصين لامتنا والصلاة والسلام على سيد الخلق ..نبي الإنسانية ...الرحمة المهداة ...محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه أجمعين .
التعليقات (0)