مواضيع اليوم

" وجه وطني المتشح بالأسى "

متوكل ابو اسامة

2010-11-22 05:48:52

0

 

 

كلما كبر الوعي داخلي يزداد ويتشح وجه وطني أسى وحزناً.
منذ نعومة اظفاري ووطني يستغيث ، تارة يصرخ في وجوه الحكام ، وتارة
يصرخ في وجوه رجالات الدين ، وتارات أخرى يصرخ في وجوه الفقراء والبؤساء، يكبر الوجه بحزنه واّهاته ، وتتغير ملامحه إلا أنه لا يفقد الأمل فيمن يستطيع ان يتعرف اليه؟
يا وطني هل أخبرتَ عشاقك أنَّى لهم ان ينصهروا ويذوبوا في عذابك؟
قل لهم إنه كلما ازداد الوعي كلما اتسعت حدقتا عيناك دهشة وحرقة .

في ساعات التبكير الأولى دائما ما يطل عليّ وطني بوجهه البهي الأسر ، وبمجرد ماان تتسارع لحظات الخيانة وتنمو أغصان الذل في وجوه الأشياء يكتسح وجه وطني سواداً يعيد الظلمة من جديد في وجوه عشاقه.

في وطني يشيع حكماً إسلامياً عظيماً ، ولكنني دائما مااسأل: هل هو حكم الله أم حكم الشيطان؟

كيف تقبل عقولنا التسليم بهذا الدجل ، وجدلاً إذا قبلت فأين هو الحكم الاسلامي؟

وفي وطني يشيع في عقول رجال الدين وفي عقول اتباعهم السذّج إن الدين إنما فتوى اصدرها الشيخ الفلاني ، او حكم أطلقه صاحب العمامة البيضاء ، او تأييدا لمقولة إمام المسلمين وحاكمهم ، لكن أين هم من إصدار فتاوي تستنكر إهدار حقوق الانسان او إهدار مقدرات البلد ، اوفقط الإيماءة إلى طبقة المسحوقين في وطن الثراء ، او التلميح الى سيطرة الوافدين من الغرب على مقدرات البلد؟ لا شيء من ذلك وهذا ......! وفي المقابل نرى تلك النخبة من رجال الدين تمتلك من القصور ابهاها ، ومن أدوات المواصلات أفخمها ، وإذا دخلت مكتب أحدهم في مقر عمله تجد مكتبه وكأنه بهو فندق خمس نجوم ، فأين هم من هموم الوطن؟ وأين هم من صراخ تلك الفئة التي ركعت للتراب حبا ولعنة؟ وأين هم من إيقاف فتيل الصراع القائم بين مذهبي السنة والشيعة؟ وأين هم من حقوق المرأة في الاسلام -إن كان لها حقوقاً تذكر؟ - وأين هم من إستشراء البطالة المحلية والتي يقابلها عمالة من كل بقاع الدنيا؟ وأين هم من ثروات البلد التي تنهب في الصباح والمساء؟
وأين هم من نظام العمل والعمال ، ونظام التأمينات الجائر؟

أولئك هم نخبة العلماء في وطني ، افيسأل وطني عن سبب وجهه المتشح بالحزن والاسى؟!

وفي وطني هناك نظام إجتماعي عجيب . يختلط فيه الموروث الديني بالموروثين الاجتماعي و التاريخي ، فتجد بينما الإسلام يركز على الا فرق بين عربي او أعجمي إلا بالتقوى ، تجد أن المجتمع يتوقف عند هذا الأمر في مسائل الزواج ، وليس ببعيد عن هذه المسألة مسألة الخضيري والقبيلي ( فاطمة ومنصور ) .. فأي مجتمع إسلامي أنت؟

وفي وطني هناك الف وطن ووطن ، فالنجدي القصيمي يقرّب النجدي القصيمي في سلّم الترقيات في العمل ، وهكذا هو الحال بالنسبة للنجدي من المجمعة والنجدي من شقراة وغيرها ، والجنوبي يفعل ذلك مع الجنوبي وحال الحجازي نفسه .. وتخيّل المزيد والمزيد والأمثلة كثيرة ... فهل يُلام وطني عندما يتشح وجهه أسى وحزناً؟!

يا وطني الرائع أنت أسير تاريخ عبء أسسه السلف وغذاه الخلف ، فإلى متى وأنت تقاوم تضاريس الأسى والألم؟

ويزداد وجهك أسى وحزناً يا وطني عندما تفقد لك محباً كادحاً طالته حسرات الزمن لتحوله إلى مجرد عظام لا يُعرف مصدرها ، نعم أيها الوجه المتوشح جمالاً وأسى ، وجهك رغم أساه والمه الا إنه صامد ، رغم تلاشي ملامحه إلا أن هناك من يستطيع أن يتعرف إليك حتى في أحلك حزنك ، فتذكر يا وطني أولئك القادرين على معرفتك حتى وإن تواروا وراء ترابك ، إنهم فقط القادرين على جعلك شامخا رغم أساك.

وتذكر يا وطني " إني اخترتك حباً وطواعية..
وتذكر يا وطني " إني اخترتك سراً وعلانية...

وتذكر يا وطني " إني دائم الخضرة وإن بان بعيني الاسى..
وتذكر يا وطني " إني دائم الثورة وان صارت صباحاتي مسا.."

 

ولكن هل هناك متسع لوجهك يا وطني ان يظل على تماسكه؟

رحم الله أبي وكل من توارى تحت التراب ورأيت في وجهه صورة وجهك أيها الوطن.


ماذا يمكنني أن أزيد ؟!
هل لديكم وجه وطن كوجه وطني ؟ إذن حدثوني عنه .


عمتم وطناً لا يشيخ.






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !