" الجزائر المحتلة " ... إلى متى ؟؟؟

" الجزائر المحتلة " ... إلى متى ؟؟؟ 

- فجوة التضاد بدأت في مرحلة من مراحل التاريخ الحديث, حيث بدأ الحديث عن بعض الأحداث والتواريخ والمغالطات التاريخية التي لا طائل منها تغزوا الإعلام الحكومي العسكري وغزت بذلك كل الميادين من السياسة والتعليم, فحتى الإقتصاد لم يسلم من هذه الأخطاء التي ارتكبت وما زالت ترتكب في حق مواطنين أبرياء قد زُج بهم في غياهب أحداث ليس لهم فيها لا ناقة ولا شاة, وتحملوا بذلك نتائج مغالطات تاريخية الهدف منها إنشاء فجوة بين شعوب أبانت غير ما مرة عن وحدتها وتضامنها في الماضي عبر القرون وحاربت بكل ما أوتيت من أجل سلامتها وحريتها ووحدتها من الإعتداءات الإستعمارية.

- لنكن واقعيين, ولندخل إلى الواقعية والمنطق الحر بما فيه الكفاية لنصل إلى جواب يكفي لنصد به كل التساؤلات التي تطرح دائماً حول قضية شعوب شمال إفريقيا المختلفين حول بعض القضايا العالقة كما يسميها أعمدة العسكر في "الجزائر المحتلة"

- فعندما يتحدث أي بلد عن وحدته الترابية إلا ويتحدث عن الأعداء والأصدقاء, ويكيل بمكيالين لكل المحاولات الإنفصالية التي من شأنها أن تزعزع استقرار بلده سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

- قضية شمال إفريقيا أيها الإخوة والأخوات هي مثل كل القضايا التي تتداول مسألة الثقافة والهوية والأرض واللغة والجنس, وتتدخل فيها أطراف أخرى تتمتع بحصانة ولها مصالح في زعزعة استقرار البلد الجار, وتتدخل فيها أطراف أخرى تزعم كونها صاحبة نوايا حسنة وبخيط أبيض هو في الحقيقة الثمرة التي يجنونها من الخلاف.

- لنأخذ الاشياء بوزنها وبمسمياتها, "فالجزائر المحتلة" كانت إلى وقت قريب مزرعة من مزارع الإستعمار التركي قبل أن تنتقل إلى المستعمر الفرنسي حيث كان لهم أن وجدوا كل شيء فيها وجعلوا منها مقاطعة تابعة لحسابهم ولأراضيهم حيث استقروا فيها لمدة قاربت القرن ونصف القرن وعاثوا فيها فساداً قبل أن تطردهم الثورة الشعبية التي طردت آخر الجنود الفرنسيين وأبقت على الخونة والغادرين الذين قبضوا على الجزائر في فترة ضعفها فقتلوا ودمروا واستأصلوا وقطعوا ما ابقى عليه الإحتلال الفرنسي من أرامل وأصوات ومقاومين في كل ربوع البلاد فلم يعد لديهم ما يزعجهم في أرض المليون ونصف المليون شهيد والتي حولوا أرضها إلى مقبرة جماعية للمسلمين وأبقوا على الخونة الغادرين وثلة قليلة من المستضعفين, وقاموا بتزوير الحقائق ونشر الأكاذيب والمغالطات في تاريخهم الذي لم يجدوا فيه ما قدمته إليهم فرنسا مؤخراً أي قبل أشهر معدودة من شرائط فيديوا ومخطوطات تاريخية تهم المقاومين الشرفاء الذين يدافعون عن وطنهم بكل الطرق ويجعلون دمهم رخيصاً في سبيل عزة وكرامة وطنهم الذي لم يكونوا محظوظين كثيراً لأنه وببساطة سقط في الإستعمار مجدداً, فوالله لو كان هؤلاء المجاهدون والشرفاء يعلمون بما سيؤول إليه وطنهم الآن لما قدموا نقطة عرق في سبيله فما بالكم بالدم والشهادة,

- "الجزائر المحتلة" أيها الإخوة والأخوات استعمرت ولن يتركها الجنرالات إلا بعد أن يأخذوا آخر قطرة عرق من شعبها لأن الدم سال منذ أزل بعيد, ولم يعد للشعب دم ينزفه من أجل وطن لم يعد يعرف العدو منه ومن الصديق؟ فالجنرالات سخروا كل ممتلكات الدولة من النفط والغاز من أجل شراء كل ما جد من الساحة العسكرية في العالم من صواريخ وطائرات حربية, فليس الهدف منها حماية "التراب الجزائري المحتل" من الخطر المغربي الحادق, وليس من أجل الإحتفاظ بها مثل ديكور يِِؤثث الساحة العسكرية, بل هو ببساطة محاولة لفرض هيمنة على شمال إفريقيا ومحاولة كذلك لفرض سيطرة وسلطة بالقوة على المنطقة التي يزداد فيها خطر التطرف يوماً بعد يوم بحكم انغلاق الجنرالات على أنفسهم وتحويلهم "الجزائر المحتلة" إلى ثكنة كبيرة حيث ظهرت ولا تزال تظهر بؤر خطيرة للإرهاب والإنفصال, جعلت من المنطقة منطقة حساسة استهدفتها شركات سلاح عملاقة من أوروبا وآسيا وامريكا ليس بهدف الإستثمار بل بهدف تقديم آخر التقنيات والمعدات التكنولوجية في مجال الاسلحة لعشاق الحروب.

- فالحملة الشنعاء التي يطلقها المستعمرون "للجزائر المحتلة", والحاقدون الغادرون لشعوب المنطقة ضد الجيران في كل الإتجاهات من الجنوب والغرب والشرق والشمال الشرقي, حيث أنه في الغرب يستعملون كافة الطرق من أجل الإبقاء على الوضع الراهن الذي يكسبون من ورائه أموالاً طائلة بفعل الصفقات المربحة التي يأخذون فيها "خردة" الروسيين مقابل أموال طائلة من أموال الشعب المقهور التي تذهب مباشرة إلى الأبناك السويسرية التي تتباهى كونها صاحبة أكبر محفظة لحفظ أموال الجنرالات والشخصيات العربية البارزة.

- فطريقة تعامل "المحتل الجزائري" مع الجيران تجعل من مسألة السلام في المنطقة مجرد حلم بغض النظر عن الأسباب التي جعلت الجنرالات يتدخلون في تفاهات استثمروها من أجل إخراس شعب ثوري حر وإيهامه بأخطار محدقة لا توجد إلا في مخيلة الجنرالات, يستثمرونها في الإعلام والسياسة والإقتصاد وحتى التعليم لم يسلم من هذه المغالطات التي راح ضحيتها أجيال كثيرة استنفذت كل قوتها من أجل الدفاع عن ترهات وفراغ لا طائل منه ولا وجود له.

- نخلص إلى أن الحال سيبقى على ما هو عليه في البلد الجار "الجزائر المحتلة" بحكم ظروف سياسية واجتماعية وتاريخية لن يتمكن فيها شعب هذا البلد من الثورة من جديد وطرد آخر مستعمر لأرض أجداده فإلى متى تبقى "الجزائرمحتلة" قد عبث فيها الاتراك وتلاها الفرنسيون وأكل ماتبقى وما زال يأكل من كعكتها الكبيرة جنرالات مجرمون

فإلى متى سيستمر هذا الإستعمار ونحن نعيش في عز الألفية الثالثة.

- عبد الله بولحيارا

الولايات المتحدة الأمريكية

deelyara@yahoo.fr