الحج عبادة
لسماحة العلامة السيّد محمّد عليّ الحسينيّ- حفظه الله-
تتميز شعيرة الحج بکونها رکنا مهما من الارکان الاساسية التي بني عليها الاسلام، وهي من الشعائر العبادية التي يتقرب بها المسلم إلى الله عزّ وجلّ وقد أکد عليها الرسول الاکرم(ص) في أحاديثه الشريفة و ورد ذکرها في القرآن الکريم، وتتجلى أهمية شعيرة الحج بالاضافة الى مضمونها العبادي البحت الذي له فوائده الروحية العميقة في تصفية وتنقية أغوار الانسان، بأنها تساعد على وحدة المسلمين وضمان تکاتفهم وتئازرهم وتآلفهم ونبذ الخلافات وکل أشکال التنافر والتباعد والخصومة وبنفس الوقت تسوي بينهم فلا فرق بين أبيض وأسود وأصفر ولا عربي ولا أعجمي ولا فقير ولا غني .
الحج، هو بمثابة محطة روحية لکل الامة الاسلامية وواحدة من أبرز مظاهر العزة والتلاحـم والتقرب الى الله حيث أن المسلم(من أي بلد او عرق کان)، يشعر بالطمأنينة والالفة والسعادة الروحية القصوى وهو يجد الى جانبه ذلك الحشد والجمع الهائل القادم من مختلف بلدان العالم الاسلامي والذي يحوي بين صفوفه مختلف الاعراق الانسانية، وإذا ماکانت شعيرة صلاة الجماعة يقيمها المسلم في بلده ومع أبناء بلده، فإن شعيرة الحج يقيمها بالتکاتف والتآزر مع أبناء امته الاسلامية القادمين من بلدان العالم الاسلامي ومن سائر ارجاء العالم أجمع.
لقد کان الحج وطوال أکثر من أربعة عشر قرن، شعيرة عبادية توقيفية تمنح المسلمين مشاعر الطمأنينة والبهجة والصفاء الروحي حيث تهفو القلوب الى بارئها في بيته المبارك طامحة بالمغفرة والتقرب الى نور وجهه الکريم، وخلال أيام الحج المبارکة، تعارف المسلمون على نزع مافي صدورهم من غل و حقد و کراهية ولو بمقدار شروى نقير وملأ فضائات أرواحهم ونفوسهم بکل معاني الحب والالفة والتودد والتحابب عملا بما جاء من أحکام بهذا الخصوص في محکم الکتاب المبين وفي الاحاديث الشريفة المتواترة عن رسولنا الکريم(ص)، وانه لمن الغريب جدا ان نجد هناك من يسعى الى جعل هذا المضمون والمعنى الروحي والاخلاقي البليغ لشعيرة الحج بصورة مغايرة تماما وهو أمر من السهولة أن نجد الاستهجان رديفا له، ذلك أنه وکما ورد في القرآن الکريم:( ماآتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فإنتهوا)، فإن مناسك الحج وکما ورد في الشرع الاسلامي عبر رکنيه الاساسيين(القرآن والسنة النبوية) وطبقا لما ذکرته أمهات الکتب والمصادر الإسلامية وما عليه اجماع العلماء، لم تکن سوى شعيرة عبادية ذات بعد روحي خالص وليست فيها أية شائبة او رواسب او مخلفات أخرى، ومن هنا فإن من واجب کل مسلم أن ينهى عن أي مظهر سلبي من تلك المظاهر التي هدفها الاضرار او النيل من شعيرة الحج.
محمّد عليّ الحسينيّ
-----------------------------------------------
مكتب العلامة السيد محمد علي الحسيني-لبنان-
Office Alsayed Mohamad Ali El Husseini
P.O.BOX : 25-5092 GHOUBEIRY 1 - BEIRUT - LEBANON || Phone:009613961846
E-mail:alsayedelhusseini@gmail.com
http://twitter.com/sayedelhusseini
Facebook.com/alsayedelhusseini
http://www.elaphblog.com/elhusseini
التعليقات (0)