مواضيع اليوم

متى ستعود؟

هل المغترب الذي يقيم في الدمام سنوات طويلة أو في الطائف أو في العقبة الأردنية أو في حضرموت أو في أم درمان أو في مكناس المغربية يشعر بنفس الحنين إلى الوطن مثل المغترب في سيدني أو مونتريال أو لوكسمبورج أو كوبنهاجن أو روتردام أو هلسنكي؟
هناك غربة طاردة أي أن صاحب العمل أو الكفيل أو الدولة تلقي بك في أحشاء أول طائرة عائدة إلى بلدك وتنتهي غربتك الأولى في البلد المضيف إلى غربة ثانية في الوطن الأم.
وهناك غربة تحتويك، وتقدم لك الضمان الاجتماعي والعلاج المجاني والتعليم والكرامة والجنسية حتى لو كان المجتمع عنصريا فإن القانون ينصفك ، ثم تتعلم التناغم مع المجتمع الجديد إذا تمكنت من اللغة فهي المحامي الأول عنك.

هناك مغترب يعيش في متر مربع مع عشرة آخرين في غرفة يتقاسمون فيها المكان ورائحة الطعام ورائحة العرق والمرحاض المتسخ دائما، وهناك مغترب احتضنه مجتمع، قد يكون عنصريا، لكنه يرفع رأسه أمام ضابط الشرطة، ويطالب بحقه ولو من بين اسنان رئيس الوزراء، ويقيم في بيت آمن وجيد ومريح.هناك مغترب في مجتمع لا يسمح له بتطور قدراته العقلية والتعليمية والتمدنية ، بل لا يجد في يومه المرهق ساعة أو بعض الساعة لمصاحبة الكتاب.

وهناك مغترب يقدم له المجتمع الجديد الكتاب مع لقمة العيش، كورس التعلم مع مدخرات من مرتبه تكفي لرحلتي الشتاء والصيف.

في كل الأحوال فالوطن الأم أيضا يكبر، ويتكدس، ويكتظ بأهله، ويتسابق الناس على فرصة عمل دونها الموت، وقد تظل الديمقراطية عرجاء والحاكم نصف إلــَـه، وإذا عاد المغترب فلن يجد له مكانا في السباق.
عطلة المغترب تكون كالتالي: أسبوع أحضان وقبلات وحكايات، واسبوع راحة وتأمل وحوار في الماضي والحاضر، واسبوع أحاديث عن مستقبل بين الوطنين ، الأم والمضيف،وذلك بعد أن تكون مصروفاته اليومية قد تراجعت، وفي الاسبوع الرابع تسأله ابنة أخيه: متى ستسافر؟
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 21 يناير 2014





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات