كيف للبحر أنْ يجفّ؟ - راويه برباره
مَن أُعزّي وأنا بأمسّ الحاجة للعزاء
أمسِ كان بيننا دفئا وسلاما
أمس كان بيننا معطاء هماما
لم اُصدّق النبأ
لا بدّ أنّهم يتهيّأ لهم.
.كيف للبحر أنْ يجفّ؟
كذّبْتُ نفسي
لكنّ الهاتف أبى إلاّ أنْ يزفّ لي الفاجعة
صديقاتي يتّصلْنَ ويسألْنَ ويمهّدْنَ ويبُحنَ لي
..بأنّه قد رحل
زميلاتي معلّمات اللغة العربيّة،
يتّصلْن،
نستعيد الوهم معا
نستعيد الذكريات معا
ونبكي مع طلاّبي وطالباتي اتّصلوا يعزّون.
.فقد عرفوه عن قربٍ
وعرفوا الإنسان المميّز الذي رافق المعلّمين
والطّلاب كذّبتُ الخبرلا يمكن أنْ يتركنا
الآن عملْتُ معه
وكان أبا روحيّا كان كبير
شجّعني دوما
علّمني بصبرٍ
وبهدوء كيف يمهّد الإنسان طرق النّجاح
كان يقرأ كلّ ما أكتبه
ويناقشني
ويسألني وينصحني
ويدعمني
ويعلّم من نصوصي لطلاّبه الأكاديميين
ويفتخر بي
وأنا فخورة بكَ
شاكرة للأيّام التي جمعتني بإنسان مميّز، مغاير
ينظر للأبعاد، ويحاول أنْ يمسك الشّمس بيديه
كم كنتَ متواضعاأذكرُ
عندما سألني أحدهم: " لماذا لا يحمل مفتّشكم الحاسوب المتنقّل والملّفات معه؟"
لم أعرف ماذا أجيب
وبعد أنْ عملتُ معكَ، أجبته على الملأ: " إنّ مفتّشنا لا يحمل الحاسوب معه، لأنّه يحمل كلّ شيء في عقله ورأسه"فأشار أستاذ " سليم عنتير وقال: " ويحمل كلّ شيء في قلبه".
أيّها الكبير يأبى العقل أنْ يصدّق
لكن اليوم
وبعد عودتي من "الرّامة
بعد أن قدّمتُ العزاء لزوجتك وابنتك ونساء أولادك- صديقاتي وزميلاتي- ولحفيداتك...
اليوم فقط عرفتُ أنّ لي أهلا هناك في الرّامة الشّامخة.
كم سأفتقدك كلّما عملتُ وحدي وطوّقتني علامات الاستفهام...
يعزّيني أنّك قرأتَ كلّ نصوصي
وساعدتني على اختيار كلّ النّصوص في مجموعتي الأولى
تعزّيني تلك البسمة التي ارتسمت على شفتيك حين حملتَ الكتاب بين يديك
ستبقى بيننا دوما.
التعليقات (0)