بلادي اليوم / مصطفى احمد
يحتدم السباق بين المرشحين للانتخابات الرئاسية المصرية للوصول الى القصر الرئاسي ونيل شرف اول رئيس للجمهورية الثانية بعد الاطاحة بنظام مبارك وتكاد المنافسة تنحصر في عدة اسماء فقط فيما يكاد المستقلون يائسون من بلوغ ذلك الحلم فيما تتعزز حظوظ مرشحي الاحزاب الكبيرة . " بلادي اليوم " اختارت عددا من الاسماء المرشحة للانتخابات الرئاسية وهم ( محمد مرسي و ابو الفتوح ومحمد سليم الوا وحمدين صباحي واحمد شفيق وعمروا موسى ) لتقديم دراسة عن طبيعة كل منهم وعن خلفياتهم الايديولوجية وبرامجهم الانتخابية وحظوظهم بالفوز .
1 -محمد مرسي
بعد استبعاد المرشح الاساسي للاخوان خيرت الشاطر وتقديم المرشح البديل محمد مرسي تشير الاستطلاعات الى ان حظوظ مرسي بالفوز بالانتخابات ضئيلة وذلك لعدة اسباب :
اولا لوجود مرشح قوي بحجم عبد المنعم ابو الفتوح الذي ترى مجموعة كبيرة من الاخوان بان لديه كافة الامكانيات التي تؤهله لفوز بالانتخابات عكس محمد مرسي
وثانيا لعدم وجود هالة او كاريزما قوية يتمتع بها مرسي وذلك لعدم ظهوره الاعلامي المستمر وانتهاجه الاسلوب العلمي اكثر من الاسلوب السياسي
لكن هناك جانب اخر مختلف تماما عن ما تشير اليه الاستطلاعات، حيث ان دعم جماعة بحجم الاخوان المسلمين وحزب له قاعدة شعبية عريضة مثل حزب الحرية والعدالة لمحمد مرسي يجعل منه منافسا قويا، كما ان اكثرية المصريين الغير مهتمين بالشؤون السياسية بالفطرة والتي تقدر نسبتهم بحوالي40 % من مجموع المقترعين يرغبون بالادلاء باصواتهم لمرشح اخواني .
1- محمد سليم العوا
رغم شعبيته الكبيرة داخل مصر كونه مفكر اسلامي وحقوقي معروف الا ان استقلاليته احد اسباب عدم فوزه في الانتخابات، وفكرته الرئيسية في الانتخابات القادمة هي مشروع الاسلام الوسطي ولا يتمتع باستجابة في صفوف الشباب الاسلامي، حيث ان ميول الشباب المصري يكاد ينحصر في الاخوان والسلفية وان نسبة الذين يشجعون مشروع الاسلام الوسطي لا تتعدى الـ 5 % بين الشباب الذي يحسب على التيار الاسلامي
2- عبد المنعم ابو الفتوح
رغم انه اخواني سابق الا انه رشح للانتخابات الرئاسية قبل ان يقرر الاخوان تقديم مرشح، وبعد ان قرر الاخوان المشاركة بالانتخابات الرئاسية، ودعم محمد مرسي كمرشح للاخوان، مما ابعد ابو الفتوح عن دعم الاخوان، ويرى السلفيون الذين لم يقدموا مرشحا للانتخابات الرئاسية بعد خروج مرشحهم حازم صلاح ابو اسماعيل ان الاصوات التي كانت ستذهب الى ابو اسماعيل ستذهب الى ابو الفتوح، حيث تتجه بوصلة السلفيين الذين لديهم ما يقارب 25 % من الاصوات نحو ابو الفتوح كونه اسلامي و رجل دين، ويتمتع بالقوة، والممارسة السياسية، هذا بالاضافة الى انقسام فئة من شباب الاخوان بين مرشح الاخوان محمد مرسي وابو الفتوح، مما يزيد نسبة الاخير بالفوز ضمن المرحلة الاولى من الانتخابات الرئاسية، وهناك جهات اسلامية اخرى في مصر ترى في ابو الفتوح المرشح الاقرب الى توجهاتها، والكثير من الشعب المصري يرى انه الشخصية المعروفة والقوية والبعيدة عن النظام السابق
3- عمرو موسى
يتمتع عمرو موسى بشيء واحد غير متوفر عند بقية المرشحين هو العلاقات الخارجية مع الدول العربية والعالم وذلك لعمله لسنوات في السلك الدبلوماسي حيث شغل منصب وزير خارجية مصر ومن ثم امينا عاما لجامعة الدول العربية وهو ما يمكن اعتباره السلاح الاقوى الذي يتمتع به موسى، حيث يستخدمه من خلال اطلاق الوعود بالحصول على الدعم المالي والمساعدات الخارجية، والابقاء على علاقات مصر الخارجية، ويرى غالبية الشعب المصري ان هذه الوعود لم تجلب لهم شي في الفتره السابقة ولا الفتره القادمة، وان هذه المساعدات الخارجية لم تملئ بطون الجياع، ولن توفر فرص عمل كافية لنسبة العاطلين عن العمل . و حظوظ موسى معتمدة على العلمانيين ومؤيدي النظام السابق واعضاء الحزب الوطني المنحل، وطبقة من الشعب المصري التي تعتمد على السياحة، و ترى ان وصول الاسلاميين الى الحكم قد يؤثر على عملهم، وهذه وتقدر نسبتهم بحوالي 5% من المقترعين، اضافة الى فئة من الفنانين والرياضيين والادباء، التي بضرورة ان يحافظ الرئيس على علمانية الدولة وتقدر هذه الفئة بحوالي 5% من الاصوات ايضا ، وبالمحصلة قد يحصل عمرو موسى على 25% من الاصوات وهذا ما يجعله قريب من الفوز بالمرحلة الاولى من الانتخابات، الا ان وجود مرشحين علمانيين مثل ( احمد شفيق وحمدين صباحي ) قد يفتت نسبة الاصوات التي يحصل عليها موسى في المرحلة الاولى، وهذا ما سيصب في مصلحة المرشحين الاسلاميين .
4- احمد شفيق
آخر رئيس وزراء عينه مبارك في ذلك المنصب قبل أيام قليلة من تنحيه، ويصر شفيق، الذي عاد وقُبل ترشيحه مؤخرا بعد قبول لجنة الانتخابات تظلمه على استبعاده بموجب قانون العزل السياسي، على أن مبارك هو مثله الأعلى، وذلك رغم ما تثيره تصريحاته من غضب في الأوساط الثورية في مصر، لكن رغم ذلك فان شفيق ليس مرشحا يمكن الاستهانة به، حيث يتمتع شفيق بخبرة في جهاز الدولة وخبرة المؤسسة العسكرية التي ينتمي لها، وبالتالي فإن احتمال دعم هاتين الجهتين له يظل أقوى من احتمال دعمهما لمرشح آخر، ناهيك عن تمتع شفيق بتأييد في أوساط رجال الأعمال وفلول الحزب الوطني المنحل .
5- حمدين صباحي
هو رئيس حزب الكرامة الناصري، وهو يساري ذو تاريخ طويل من العمل السياسي بدئه مذ كان طالبا فى جامعة القاهرة. ويرى البعض أن له حظوظا أكبر من غيره من المرشحين.
إلا أن آخرين يرون أن حظوظ صباحي ضعيفة، حيث إن صباحي يعتمد على ارتباطه بالحقبة الناصرية وبتيار القومية العربية، كما انه يعتمد على حزب ضعيف ليس له قاعدة في الشارع ويتوقع أن يكتسب صباحي مزيدا من الاصوات، لكنه لن يصل في المعركة الرئاسية إلى حدودها التنافسية.
مركز بلادي للدرسات والابحاث الستراتجية
التعليقات (0)