المؤلف: جاك فونتنيي
ألجيرداس .ج. غريماس
المترجم: سعيد بنكراد
يتناول الكتاب ظاهرة الهوى كما يمكن أن تتجسد في صفات يتداولها الناس ويصنّفون بعضهم بعضاً استناداً إلى ممكناتها في الدلالة والتوقع الانفعالي؛ فالبخل والغيرة والحقد والحسد والغضب وغيرها من الصفات هي كيانات تعيش بيننا ضمن ما تحدّده "العتبات" التي يقيمها المجتمع ويقيس من خلالها "الفائض الكيفي" في الانفعال الموجود على جنبات "اعتدال"، هو ذاته ليس سوى صيغة مفترضة لا يتحدّد مضمونه إلاَّ ضمن التقطيعات الثقافية المخصوصة التي يتحقق داخلها هذا الهوى أو ذاك.
إن الهوى ليس عارضاً أو مضافاً أو طارئاً يمكن الاستغناء عنه أو التخلص منه، كما يمكن أن نتوهم ونحن نحتفي بعقلٍ لا يأتيه الباطل من الجهات الأربع. إنه جزء من كينونة الإنسان وجزء من أحكامه وميولاته وتصنيفاته. وباعتباره كذلك، فقد كان دائماً محط ذم وتحذير وشُبْهة؛ فلقد رأى فيه البعض "جنوناً يسير ضد العقل" واعتبره البعض الآخر "انصياع الروح للجسد الذي يداهمها"، واعتبره فريق ثالث حصيلةً لفوضى تصيب الحواس وتقود العقل إلى الانهيار والتلاشي أمام رغبات جسد "تستهويه الشهوات وتقوده إلى المعاصي".
جاك فونتنيي
سيميائي فرنسي، أستاذ اللسانيات والسيميائيات بجامعة ليموج، رئيس جامعة ليموج، (2005- 2010)، من الأعضاء الفاعلين في مدرسة "باريس السيميائية".
التعليقات (0)