في خضم المنزلق الخطير الذي قاد المنطقة بأكملها نحو الهاوية والاحتراب والاقتتال والتنافر المادي والفكري بسبب الطائفية والتكفير والتي انتجتها وايقظتها وحركتها عوامل وظروف كثيرة جدا لامجال لذكرها ولعل اهمها التدخلات الخارجية الاقليمية التي كانت تنتظر الفرصة وكأنما هي متربصة ومتوثبة للانقضاض على امتنا العربية والاسلامية بمجرد حصول حالة الضعف والوهن تبين من خلال الاحداث ان امتنا كانت نائمة في وهدة وراقدة وتحسبها يقظة فيما ان الامم المتكالبة عليها والمحيطة بها كانت تخطط وتفكر وتدير وتنظم وتصّدر وتنفذ لا خطوط حمراء تمنعها ولا صلة دين او انسانية تصدها فالمهم لديها مصالحها وتحقيق احلامها حتى لو كان على حساب تناثر الاجساد وسقوط الجماجم ولابد ان يكون الخطر الايراني هو الاعظم والاكثر تأثيرا والاشد بطشا ذلك ان الخطر الايراني قد تلبس بلباس التدين والاسلام والمذهبية وهنا يكمن الشر والخطب فعندما يتحول الولاء للوطن الى ولاء للطائفة والمذهب عندها يتحول الشريك في الوطن مهما كان عنوانه الى عدو وعندها تتحول المواطنة الى عمالة الى الاجنبي فيتحول المواطن الى آلة للقتل و تتحول الفتوى الى وسيلة لاستقطاب الشباب الى الحروب ودفعهم اليها ويتم تشريع القتل والنهب والسلب فيصبح سفك الدماء الى حالة يومية طبيعية من يوميات الحياة وتتحول الحياة الى جحيم وظلم وفساد مشرعن من قبل المؤسسة الدينية عندها يكون الفساد وكما قال المرجع الصرخي في احدى محاضراته (الفساد اذا كان ممنهجا تحت ظل وعباءة وعمامة المرجعية لا خلاص منه والفساد القادم المتوقع ذاك لا يلزمه قانون ولا يلزمه دستور لا يوجد فيه اي محاججة, يوجد مرجع وهيبة مرجعية رغما عليك ترضخ له لانه تحت عباءة وظل المرجعية)..
هذا هو الفساد الذي يعم المنطقة ليس فسادا سياسيا او اقتصاديا فحسب بل فساد في الفكر والتحريف والتزييف الديني فيوظف الدين والفتوى لصالح مشاريع هدامة ومدمرة بالتاكيد هذا الدين الموجود الان الذي يحكم به الايرانيون والسيستاني لا يمكن ان يكون دين محمد صلى الله عليه واله الذي جاء به من ربه باي حال من الاحوال وكل من يدعي غير ذلك فهو اما جاهل او مستفيد من الوضع اللاانساني السائد حاليا في المنطقة وخاصة في العراق وسوريا ومن بين فكي الفساد والتكفير نجم عن ذلك وضعا مأساويا لم تشهد له المنطقة مثيلا ربما في تاريخها فهناك الملايين من النازحين والمهجرين والارامل والايتام والشيوخ والنساء والاطفال والمرضى الذين يعانون الامريّن في حياة قاسية وصعبة جدا من التشرد والضياع والامية والمرض والاوبئة وهي تتوسد التراب والخيام الممزقة وتعيش في ظروف الطقس البارد لا تجد ملجئا او وطنا قد سكنه الغرباء والعملاء وتركوهم بلا مأوى او ملجىء الا الى الله وهو نعم المولى ونعم النصير , فمن يعيد الامل يا ترى والامنيات ومن يعيد الاحلام والبسمة الى شفاه الاطفال الذابلات ومن يعيد بعض الغبطة التي فقدتها وجوه الثكالى والامهات , ومن يعيد المياه الى مجاريها بعد ان عكرتها عصا الفساد والقتل التكفيري الفارسي والتكفيري الارهابي الداعشي لابد من مشروع حقيقي يخرج وينتشل الشعب من هذا المأزق فكان مشروع الخلاص للسيد الصرخي في احد عشر بندا حيث دعا الى تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار اليها ملزمة التنفيذ والتطبيق و إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى وحلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد الى أن تصل بالبلاد الى التحرير التام وبرّ الأمان ..
واليوم عندما انبثق التحالف الاسلامي الجديد كانت للمرجعية العراقية العربية كلمتها في هذا المجال فهي كما تريده ينبغي ان يكون مشروطا بامور مهمة كما جاء في بيان المرجع الصرخي الموسوم ((التحالف الإسلامي … بين .. الأمل والواقع ) في 18-12-2015 بقوله ((ونأمل ان يكون بعيداً عن منافسات وصراعات ومنازعات محاور القوى الدولية).. فلا بد اذن لهذا التحالف اذا اريد له النجاح ان يكون منبعثا من ارادة الدول نفسها وليس محورا من محاور الصراع الدولي ويقول ايضا ( ونأمل أن يكون قويّا رصينا متحمّلا مسؤولية الشرع والأخلاق و الإنسانية في تخليص شعوب المنطقة خاصة في العراق و سوريا من الظلم والحيف والفقر والمرض والهجرة والنزوح والحرمان والقتل والإرهاب فإذا هو كذلك فانه عمل جريء وشجاع وإننا وباسم مَن يوافقنا من أبناء شعبنا العربي والإسلامي المظلوم نعلن تأييدنا ومباركتنا ودعمنا الكامل للتحالف الإسلامي ، ونأمل أن يكون التحالف عند حسن ظن الملايين المحرومة المظلومة التي تركت الديار قفارا وسكنت البراري والجبال وعبرت البحار وغرق وفُقِدَ الآلاف وهم يشكون ظلم العباد إلى الله الواحد الأحد)) وهنا فهذه الشروط التي وضعها المرجع هي الاساس لتأييد هذا المشروع فمصلحة الشعوب هي الأولى وهي الغاية لكل تحرك اقليمي يستهدف الخلاص من هذه الازمة ولابد ان يسمي هذا التحالف المسميات في مكانها لا ان يتركها ضبابية في استراتيجيته – ومنها الموقف من محاور الشر والعدوان – وان يكون عند حسن ظن الملايين المحرومة والمظلومة التي تركت الديار وسكنت البراري والجبال او غرقت في آتون البحار وهي تشكوا ما جرى لها الى الواحد القهار..
التعليقات (0)