يعجبني العرب في تقيدهم بالشرعية , يعجبني الحكام العرب في تقيدهم بالشرعية الدولية , يعجبني الاحتكام إلى القانون , يعجبني الاتجاه إلى الأمم المتحدة للبحث عن حل لخلاف بين دولة وأخرى , يعجبني الإصرار أمام مجلس الأمن لحلِّ نزاع قائم , يعجبني التملص الذكي لبعض قادة الأمة العربية من المسؤولية , يعجبني الاندفاع في أول وهلة للعودة للبيت العربي في جامعة الدول العربية لبحث شان عربي , ,يعجبني الصراخ الصامت للقادة العرب من وراء مجالسهم , يعجبني أن يقر أحدهم بان لا سيادة له على أرضه فهي على ملك إسرائيل , كل هذا جميل فهو بادرة خير أن ينخرط العرب الذي ضربتهم المذلة لعقود بان ينساقوا أخيرا إلى منطق القانون والشرعية الدولية ليتبعوا الأسلوب المتطور والحديث لبحث ما علق من السياسة في بعض الثنايا المصلحاتية بين دولة ودولة أو بين دولة وقوة احتلال ولكن هل سنكون مثاليين اكثر من الملك هل من المعقول أن يصبح الحاكم العربي ينادي بالشرعية الدولية قبل من وضع هذه الشرعية ,هل يعقل أن يتذلل الحكام العرب إلى مجلس الأمن لرفع ظلم أصاب طائفة منهم قال المتنبي يوما (يا اعدل الناس إلا في معاملتي ...فيك الخصام وأنت الخصم والحكم ) كيف لكم يا سادة العرب أن تساهموا في إذلال شعوبكم وهم مبعث الفخر لكم في كل أحوال أموركم فبدونهم لا يمكن لكم أن تكونوا ,هل تذكر العرب أن مجلس الأمن بُعث بفكرة غربية وبتصور غربي وكانت وقتها الدول العربية اغلبها تحت الاحتلال لا تفقه معنى الحرية وكان العالم الغربي متطورا ومتقدما على كل العالم بقرون فهل مستوى تفكير الفكر العربي وقتها كان بمستوى التفكير الغربي حتى نعرف المقاصد الحقيقية لبعث الأمم المتحدة مجلس الأمن ولو كان المراد من هذا المجلس حقيقة الأمن لكان اسمه مجلس إقرار الأمن وليس الأمن فقط فالأمن المقصود به هنا هو فرض أمن حسب رؤية صاحبها والمجلس لصاحبه والكل يعلم أن بعض الدول المتطورة هي التي تسيطر هناك وغيرها من الآليات , تقيدوا بالشرعية يا سادة زمانكم ولن تحصلوا على ما تننظرونه من الأمم المتحدة ولا غيرها لان صاحب القرار جلاد وان اعترف لكم بحق فهو يعاقب نفسه على فعلته الغير شرعية في احتلال العراق وأفغانستان وغيرها وهو عبارة على إقرار منه بأنه مخطئ لهذا السبب البسيط انصح بالعودة إلى الديار قبل أن يعلم الجميع بهزيمة العار لقادة لم يتعلموا من السياسة سوى الحديث والكلام ولم يتعلم المواطن العربي من قادته إلا الثرثرة وكثرة المطالب دون جدوى حتى وقع الجميع في فخ المهاترات والمزايدات ونحن دوما في طور تجريب هذه الفكرة وتلك والجميل أن الأفكار التي تخرج من العرب وان كانت صائبة تقبر في حينها حتى تعلو عليها فكرة أروع من قائد فرنسي أو أمريكي .إن الشرعية الحقيقية هي التي تفرزها الحقيقة التي نراها وهي أن الظلم موجود والشر موجود ولا يمكن أن يكف إلا إذا لقي تجاهه من يصده بنفس فعلته فالعين بالعين والسن بالسن . عن أي شرعية تبحثون والنار تأكل أجساد الاناسات في غزة وفي العراق وفي أفغانستان ونحن نجوب العالم من هذا المجلس إلى ذاك هل احتكمت إسرائيل إلى مجلس الأمن عندما قررت الدخول إلى غزة ؟هل احتكمت إسرائيل إلى الشرعية الدولية وهي تركز المستوطنات في أنحاء متفرقة من فلسطين والأرض المتبقية تتآكل شيئا فشيئا أمام أعين العالم المتحضر اجمع ولا أحد يتحرك .احتكم الرئيس المصري بالشرعية الدولية فاحكم إغلاق معبر رفح وزاد في إحكام إغلاقه بمساعدة أمريكية تقنية حتى لا يعبر السلاح إلى غزة هل شحنات الأسلحة التي تقتل الفلسطينيين حاليا والتي ترسل بها أمريكا مثل ما فعلت ذلك في حرب 2006 مع حزب الله هل هذا شرعي ؟هل هل هذا قانوني ؟لماذا نحرسهم ؟ولماذا نعينهم على قتلنا ؟لماذا ؟ ولماذا ؟ عفوا لقد غفوت ولم اعد اعي ما أقول . لقد تذكرت الآن أن هناك أمور لا اعرفها ويعرفها أولى الأمر منا هناك أمور تتجاوزنا جميعا نحن الشعوب العربية وهي على ملك حكامنا إنها السياسة وأسرارها و ما اكبر هذا الباب إذا أرادوا الفسح فيه قالوا أنها سياسة وان أغلقوه برروا ذلك بأنهم اقتنعوا بالأمر السليم إن الشرعية الحقيقية هي في استرداد الحق بالقوة كما اغتصب بالقوة وبعدها نتحدث عن الشرعية وعن القانون فان الحديث عن الحق وعن القانون وعن حقوق الإنسان إنما هي أمور تناقش بعد الضروريات والضروريات هنا هي الحرية والكرامة والعزة وفرض الذات وهذا لن يكون بالمجالس والحوار بل بالقوة وفرض الذات عنوة واسترجاع ما اغتصب حتى يعرف الجميع الوزن الحقيقي لصاحبه فلا تحدثه نفسه بالعودة للجور عليه أو حتى الاقتراب منه وبعد أن تستقر الأحوال وتتكون الدولة وتنمي المجموعة حالها لتصبح دولة هانئة وهادئة ومحترمة ونتحول إلى حالة الرفاه والترف والمزاح عندها نشغل المواطن بحقوق الإنسان وباليات تنظم حياته مع بني وطنه ,أملى كبير في المقاومة بأنها قاومت العديد من الأفكار الجامدة للساسة والشعوب أيضا بان الحياة ليست مناصب وديبلوماسية فقط بل هي نضال فالتقيد بالشرعية أمر مهم ولكن عندما يكون في وقته وفي إطاره المعقول كما سبق ذكر ذلك فهل امتلكت باكستان القوة النووية بالشرعية وها هي دولة قوية وقادرة .؟ هل امتلكت فرنسا النووي بالشرعية ؟هل ترسانة إسرائيل شرعية ؟هل بداية نجاح النظام الإيراني العسكري وصلته بالشرعية ؟لماذا كل هذه المثالية ؟ لماذا يحكم الحكام العرب على شعوبهم الحياة بمذلة والكل يعلم أن الشعب ليس ملكا لاحد ,فليعتبر الجميع ما حصل لنا نحن العرب من خسارة مادية ومعنوية من جراء سعينا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وها هو يؤجل النظر في ملف الاعتداء الإسرائيلي على غزة إلى وقت لاحق وها أن أمريكا تتفهم أسلوب قتل الأبرياء فهو حماية لامن إسرائيل فماذا جنينا من الشرعية سوى التأخر والإهانة واخيرا أبعدت كل الأطراف الحقيقية في النزاع واصبح الاتحاد الأوروبي وأمريكا هي التي ستتولى النظر في مبادرة تحقن الدم العربي الفلسطيني .فهل ستكون النتيجة لصالح العرب ؟ لن تكون هناك نتيجة وهذا نتيجة أخطاء بعض الساسة العرب الذين لم يستخدموا وزنهم الحقيقي في العالم وخاصة دول الطوق لكف النزاع لخوف أو لقصر النظر مختبئين كما أسلفنا أن هذه دواعي سياسية وانصح انه لا بد لبعض الرؤساء والملوك أن ينسحبوا من السياسة بالسياسة حفاظا عن السياسة الحقيقية عساهم يُكرمون, وترك المكان لاخر عسى أن يتغير المشهد ويبقى الأمل قائما دوما ونتمنى أن لا ييأس المواطن العربي لان تقلب الحياة كذا كما قيل سابقا : هي الأمور كما شاهدتها دول .. من سره زمن سائته أزمان . فلن يفرح المغتصب كثيرا ولن يدوم الشر إلى الابد ولا بد للمشرق أن يشرق من جديد ولن تكون الرجال فيه عبيد .
نابل في 08/01/2009
سامي بلحاج
802 348 97 216 +
هذاالمقال نشر بجريدة الشروق التونسية
التعليقات (0)