يُعقد داخله أكثرُ من خمسمائة عقد قران يومياً مقــــامُ الإمـــــــام الحُـــــــسَين فــي القــــاهر
> يقعُ مسجدُ الإمام الحسين بالحي الذي أطلق عليه نفسُ الاسم تكريماً له.. وعلى واجهة المسجد لوحة رخامية كبيرة كُتب عليها الحديث النبوي الشريف: "الحسن والحسين مني.. من أحبهما أحببته، ومن أبغضهما أبغضته".
والمسجد مَبنيٌّ بالحجر الأحمر وَبنيت منارته على نمط المآذن العُثمانية فهي أسطوانية الشكل ولها دورتان وتنتهي بمخروط. وللمشهد ثلاثة أبواب بالجهة القبلية وآخر بالجهة البحرية يؤدى إلى صحن به مكان الوضوء. ويشتمل المسجد على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية.
وداخل المسجد أكبر نجفة في العالم العربي والتي يصل وزنها إلى خمسة أطنان من الكريستال المحلى بالذهب الخالص وقوائمه من الفضة الخالصة.
ويعقد داخل المسجد يومياً أكثر من خمسمائة عقد قران قد تصل أيام الخميس والجمعة إلى الألف، حيث يحرص آلاف المصريين على عقد قرانهم داخل المسجد الحسيني.
وهناك ست مدن ذكر أن رأس الحسين مقبور بها وهي: "دمشق - الرقة - عسقلان - القاهرة - كربلاء - المدينة".
< البلاغ / متابعات
وقد أنشئ المشهد الحسيني عام 549 هـ لينتقل إليه رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ولم يبق منه الآن غير الباب المعروف بالباب. وقد بنيت المئذنة المقامة فوق الباب عام 634 هـ فى أواخر العصر الأيوبي ولم يبق منها أَيْضاً سوى قاعدتها المربعة.
وقد جدد الأمير عبد الرحمن كتخدا ما يعلو المئذنة، كما جدد المشهد والقبة المقامة على الضريح عام 1175 هـ وحليت هذه القبة من الداخل بالنقوش الملونة التى يتخللها التذهيب.
ولما تولى الخديوي إسماعيل حكم مصر أمر بتجديد المسجد وتوسيعه والذي استمر العمل به عشر سنوات حتي انتهي عام 1290 فيما عدا المئذنة التى كمل بناؤها عام 1295هـ. وفي سنة 1939م أمر الملك فاروق الأول بإصلاح أرضية القبة وفرشها.
ميدان المشهد الحسيني يتوسطه مرقد الإمام الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة، وهذا المرقد داخل المسجد المسمى باسمه وهو أهم وأكبر مزار ديني فى مصر، والميدان عموماً هو أكبر وأهم منطقة سياحية ومزار سياحى فى القاهرة لضيوف مصر من العرب والأجانب وهو كذلك اهم منطقة يرتادها أهل مصر من غير سكان القاهرة الذين يحرصون على زيارة المكان كلما وفدوا إلى القاهرة لأي سبب بخلاف من يفدون خصيصاً لزيارة الإمام الحسين وقراءة الفاتحة على روحه.
وترجع أهمية المكان إلى أمور عدة ولعل منها الطابع الديني وَالروحي للمكان فهو يضم بالإضافة إلى مرقد الإمام الحسين الجامع الأزهر أقدم وأعرق وأشهر جامعة إسلامية في العالم والذي يعتبر كذلك قبلة لطلبة العلم من كـُــلّ بقاع الدنيا بل ومزاراً للسياح الأجانب المهتمين بطابعه المعماري وروعة بنائه، ويضم المكان أَيْضاً مقر مشيخة الأزهر التى يفد إليها الأجانب من كـُــلّ الديانات.
كذلك يضم المكان مقر دار الإفتاء كما يوجد بالمكان أَيْضاً مزارات ومراقد لبعض الصالحين والتى تعتبر أَيْضاً مزارات لمريديهم كما تنعقد داخل مسجد الإمام الحسين حلقات للعلم يتقدمها علماء أجلاء يشرحون للناس أمور دينهم وهذا على مدار اليوم وبين الصلوات ويرتادها الكثير من الناس، كما تنعقد داخل المسجد حلقات للذكر والابتهال والإنشاد الديني التي يرتادها الكثير من الناس طلباً للراحة النفسية المستمدة من الذكر والابتهال.
وفى المكان أَيْضاً جانب سياحي فيرتاد السائحون الأجانب المكان لزيارة أسواق تقدم لهم بعضاً من التراث المصري المصنع يدوياً من سوق خان الخليلي من حلي وتمائم ومصنوعات فضية وذهبية… الخ
وعن الطابع التجاري المكان يعج بكافة أنواع التجارة من الملبوسات والأقمشة وَالأدوات المنزلية والموبيليات والأجهزة الكهربية والعشرات من السلع التى تحقق لكل راغب فى الشراء أن يجد بُغيته.
وعن الجانب الثقافي لحي الحسين فإنه يضم بجانب العديد من المقاهي الشهيرة التي يرتادها المشاهير من الكتاب والمفكرين وتلاميذهم، وهناك أَيْضاً حديقة الخالدين وهي مسرح تقدم فيه الندوات الثقافية حول التراث الفنى الشعبي وتقدم فيه أَيْضاً عروضاً فنية من التراث الشعبي وَفولكلوري ويقدم كذلك على مسرحها المنشدين الدينيين على مدار العام وأسعار الدخول رخيصة ومتاحة للجميع.
كما يوجد بالمكان أَيْضاً حديقة مفتوحة فيها الأشجار وَالنافورات والمقاعد متعددة الأشكال والطرز ومساحتها عشرات الأفدنة وهى مفتوحة للجمهور على مدار اليوم بسعر رخيص جداً.
وتحيط بجامع الإمام الحسين والجامع الأزهر فتحيط بهما المكتبات التى تبيع كتباً نفيسة وقيمة في شتى أنواع المعارف والعلوم يغلب عليها الطابع الدينى. ورجال الأمن موجودون بالمكان أَيْضاً يوفرون للجميع الأمن على مدار اليوم.
أما عن شكل هذا المكان فى شهر رمضان الكريم فانه يجل عن أي وصف؛ لأن النشاط يتضاعف ويتضاعف مما يصعب على الوصف.
يتساءَل أحد الصحفيين الذين زاروا المشهد الحسيني: هل يوجد فى العالم بأسره مكان يضم مثل هذا التنوع والتعدد والإشباع؟. ثم يقول:
الحقيقة اننى أظن أن مثل هذا المكان لا يوجد له نظير أو مثيل فى أي مكان، انه ميدان المشهد الحسينى وإنها مدينة القاهرة الزاهرة والعامرة
❊ ❊ ❊
> تذكر بعض المعلومات أن مكتب الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر يقع خلف مقام الإمام الحسين، ما تزال تتصدر المكان، هناك مكتبته، وساعة الحائط التي أهداها عبد الناصر للمسجد الحسيني. وروى شهود أن الأخير كان كثيراً ما يأتي لصلاة الفجر ويجتمع بشيخ من أصحاب الطرق الصوفية في مكتبه هذا.
ي السنوات الأخيرة استقبل المسجد الحسينى شخصيات مهمة من بينهم زوجة رئيس فرنسي سابق تحب زيارة الحسين عند تواجدها بالقاهرة، وزوجة السفير الأمريكى السابق "وولش"، والرئيس الإيرانى السابق "خاتمي" الذى زار الحسين بصُحبة وزير الأوقاف المصري بعد خروجه من الحكم، وقد لفت نظره تلك الكتابات الموجودة على حوائط المقام، حاول قراءتها- كما يقول الدكتور الأمير البرعي إمام وخطيب مسجد الحسين- ولكنه لم يستطع بسبب صغر حجم الخط وارتفاع مستوى النقش مع تداخل الحروف التي خطها الفنانون فى زمن الخديوى عباس حلمى.
ويوجد بعض الأشعار المكتوبة الممتدة عبر شريطين متوازيين بطول الجدار الملتف، وزخارف نباتية تزين المكان، وشبابيك الزجاج المعشق، والأبواب الخشبية المشغولة بالنحاس وباب غرفة المخلفات النبوية المصنوع من الفضة المموهة بالذهب، وكتبت الشهادتين بحبيبات الماس الدقيقة: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
على الباب المؤدي إلى مقام سيد الشهداء مكتوب: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة فى القربى، ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا، إن الله غفور شكور)، هذه الآية من سورة الشورى تلخص فلسفة زيارة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلخص ما يقوم به المحبون القادمون من كـُــلّ القطر المصري لزيارة الحسين.
وهذه الآية هي التى أتت بعشرات.. بل مئات وألوف من زوار الحسين لينفقوا الأموال فى تجديد مقصورتي الحسين والسيدة زينب رضى الله عنهما.
المقصورة الحسينية من الفضة الخالصة وعلى القبر الشريف كسوة مكتوب عليها أسماء الخلفاء الراشدين.
وفي شريط ممتد حول المقام قصيدة كتبها مؤلف غير معلوم على لسان الحسين رضى الله عنه تقول بعض أبياتها:
خيرة الله من الخلق أبي
بعد جدي وأنا ابن الخيرتين
من له جد كجدي المصطفى
أحمد المختار نور الظلمتين
من له أصل كأصلي حيدر
قاتل الكفار يوم حنين
من له أم كأمي فاطمة
بصفة المختار قرة كـُــلّ عين
والدي شمس وأمي قمر
وأنا الفضة بين الذهبين
هذه القصيدة يرددها كثير من رجال الصوفية فى جلساتهم، وهم يتحلقون حول المقام أو فى صحن الجامع، حيث تحصل حضرة أسبوعية فى المسجد الحسينى بعد صلاة العشاء، وكل طريقة لها موعد معلوم، ويطلقون على الجلسات اسم "الحضرة الإلهية" ترتفع الأصوات بالذكر بأسماء الله الحسنى كـُــلّ طريقة حسب الأسماء المختارة وطريقة ونغمة.. وبعد الذكر يبدأ المديح والإنشاد الذي لا يخلو من ذكر آل البيت خاصة الحسين وأخته السيدة زينب والحسن والزهراء وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
وعلى مقصورة المقام تلمح أَيْضاً أسماء الله الحسنى مسبوقة بحرف النداء وسورة الصف والكوثر والفتح والسطور فى ثلاثة أشرطة متوازية.
مشهَدُ العقيلة زينب بالقاهرة
> السيدة زينب بنت علي لها أَيْضاً مشهد عظيم في مصر ومسجد معروف بميدان السيدة زينب بالقاهرة يؤمه الزوار من جميع البقاع للتبرك والدعاء وشهد البعض على أن هذا المكان مشهور بإجابة الدعاء فيه.
يقع ضريح السيدة زينب بالجهة الغربية من المسجد، الوجهة الرئيسة للمسجد تشرف على ميدان السيدة زينب وبها ثلاثة مداخل تؤدي إلى داخل المسجد مباشرة.
ويعتبر الحي الذي يقع فيه المشهد من أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة حيث يكتظ بالمقاهي ومطاعم الأكلات الشعبية واعتاد أهل القاهرة خصوصاً في رمضان الذهاب إلى مقاهي هذا الحي وتناول وجبات السحور هناك.
ومن أشهر معالم هذا الحي شارع زين العابدين وهو شارع موازي للمشهد ويعد من أكبر الشوارع التجارية في القاهرة.
وتروي بعض الكتب التـَـأريخية أن زينب رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء ببضعة أشهر واستقرت بها 9 أشهر ثم ماتت ودفنت حيث المشهد الآن.
ويرى بعض الباحثين أنها ليست زينب بنت علي بن أبي طالب وإنما يعود المقام لشخصية أخرى من أهل البيت. أَيضاً قال البعض إنها زينب حفيدة القاسم الطيب بن محمد المأمون بن جعفر الصادق. ويرى البعض الآخر أنه لزينب حفيدة زيد بن علي ويرى أَيضاً بعض الباحثين أنه لزينب حفيدة محمد بن الحنفية.
وكل رأي من الآراء السابقة له ما يعضده من المصادر الموثقة، حيث أنه بالرغم من شهرة أن المقام لزينب الكبرى بنت علي وما ورد عن ذلك في كتب المؤرخين أمثال المقريزي والسيوطي وَالعبيدلي وروايات المؤرخين عن احتفال مصر بقدوم زينب.
وهناك عددٌ من مؤرخي الشيعة يرى أن زينب بنت علي دفنت بالشام، لكن المشهور عند المصريين أنه مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، ويعتبره الكثيرون أهمَّ مزار بمصر بجانب المشهد الحسيني ويقطعون المسافات الطويلة لزيارته.
تـَـأريخ بنائه
> يُروَى أن المشهد بُني على قبر السيدة زينب من عام 85 هجرياً، وورد ذكر المشهد ووصفه عند الكثير من الرحالة منهم على سبيل المثال الكوهيني الأندلسي الذي دخل مصر في عصر المعز لدين اللــَّــه الفاطمي، ووصف أَن الخليفة المعز هو من أمر باعمار المسجد وبناه ونقش على قبته ومدخله.
وفي القرن العاشر الهجري أعاد تعميره وتشييده الأمير عَبدالرحمن كتخدا القازوغلي وبنى مقام الشيخ العتريس الموجود الآن خارج المسجد ونقش على المقصورة "يا سيدة زينب يا بنت فاطمة الزهراء مددك".
واهتمت أسرة محمد علي باشا بالمسجد إهتماماً بالغاً وتم تجديد المشهد عدة مرات.
وفي العصر الحالي تمت توسعة المسجد لتتضاعف مساحته تقريباً، ضريح السيدة زينب في القاهرة يحتل مكانة كبيرة في قلوب المصريين ويعتبر الكثيرون خُصُوصاً من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة أَن زيارته شرف وبركة يدعون اللــَّــه أن ينالوها.
التعليقات (0)