عودة إلى التخلي عن السياسة والكلام في السياسة ولنبق مشاهدين نراقب ما يحدث ولا نعلق ولا نكتب ولا نشارك فالدولة المصرية الآن لا تستقر في أى اتجاه ولا يبدو أن الأمور سوف تستقر لأن....
...للأسف عدنا للكلام في السياسة!!!....
.....لا لن نعود إن شاء الله فما بقي من العمر أعز علينا من أن نضيعه بين رأي ورأي مخالف ومدح ممن يشاركنا الرأى وسب وقذف ممن يعارضنا وليس من الحكمة أبدا أن نكسب أعداء في هذه السن المتقدمة ولنترك الذي يحدث يتم أو تنفرط العقد أو تتعقد أكثر ...
....لم يعد يهمنا فلنتحدث في شأن آخر...
توفي أخيرا عبقري مصري لم يحتمل قلبه الرقيق ما يحدث في مصر لما نعلمه عن وطنيته الخالصة وحبه الكبير لهذه الدولة التي لم تقدره في حياته كما يجب وهذه عادة المصريين!!
كان لي شرف لقاء هذا العبقري سنة 1965 ومنذ ذلك الزمن البعيد عرفته أكثر وبالطبع هو لم يعرفني بعد ذلك لبعد المسافة واختلاف الهوى والعمل !!
...ولم نتصل أبدا رغم اللقاء الأول شبه الناجح في نادى مدينة عين شمس الجامعية ...ثم سمعت عنه بعد ذلك كما سمع عنه أهل مصر جميعها وأعجبني ذكاؤه وعبقريته كما أعجبتهم وتعلمنا منه كيف (نرى) الموسيقى والألحان وكيف نتذوق أيضا كلمات الأغاني الخالدة الرائعة ونقلنا وصفه لدقائق اللحن ومعاني الكلمات إلى مستوى آخر لم نعهده من قبل في تذوق الموسيقى والأغاني المميزة
أعود إلى لقائي بهذا العبقري الذي ولد في العام الذي ولدت أنا فيه وكان لقاؤنا كما ذكرت في مدينة عين شمس الجامعية وكان عازفا للأكورديون وعمره 17 سنة لكنه عزفه كان يبشر بمستقبله الذي عرفناه! كنت في ذلك الوقت أعزف على آلة العود الشرقي وذلك هو سبب اللقاء وكان تدريبا على حفلة سوف تتم في الجامعة لم أوفق أنا في هذا التدريب لوجود من هم أمهر مني فتم استبعادى برقة وبأدب.. فيما بعد أتقنت العزف على العود ولكن ليس احترافا بل هواية أقضي فيها ساعات جميلة تعلمت المقامات الشرقية وحفظت معظم أغاني أم كلثوم والتي تعتبر جامعة تدرس فيها الألحان الشرقية من يدخلها يؤهل للسماع أولا والعزف الجيد إذا كان من أهل هذه الهواية
.... وبالمناسبة فقد تخلف كل أفراد الفرقة تقريبا بعد ذلك ولم يبق منهم على مستوى الشهرة العربية وربما أكثر إلا هذا العبقري الذي يرى الموسيقى أكثر من المبصرين ويرى جغرافيا أصابع الأكورديون ثم الأورج بعد ذلك أكثر من أى عازف ..ولم يكن فقط عازفا ماهرا أو ملحنا عبقريا ولكنه كان متحدثا لبقا وممتعا وخفيف الظل لا تسأم من حديثة وخاصة في برنامج غواص في بحر النغم في الإذاعة ثم كيف ترى الموسيقى في التلفزيون المصري..
له فضل على كثير من المطربين وخاصة الشباب (متوسطي العمر الآن) هذا العبقري كان مهذبا إلى أبعد الحدود ومحبا لمن يلقاه ومعينا للمبتدئ وأكثر احتراما لمن يشاركه في أى برنامج..له أصدقاء في الوسط الفني وخارجه ومحبين على مدى بلاد العرب جميعها وكان مشجعا للمطربين العرب وملحنا لأعذب الألحان في موسيقى الأفلام التصويرية ومن العجب أنه حينما كان يتكلم عن الموسيقى التصويرية للأفلام يشرح المشهد كمن يراه ويشرح كيف تصوره الموسيقى وتبرز جماله...وأذكر في هذا السياق ملحنا عبقريا آخر يشترك مع عمار في عدم التقدير من الدولة وأكثر هو محمد علي سليمان والد أنغام ...إنه من العباقرة المصريين الذين لا يعرفون كيف يصلون إلى الشاشات وكيف يعلنون عن أنفسهم ولكنه رقيق متعلم مثقف موسيقيا جدا ورائعا في ألحانه التي لا يماثلها ألحان غيره حيث له طابع خاص من نوع راق جدا و(معقد أيضا) أى ليس بسيطا مثل باقي ألحان أقرانه من الملحنين وطبعا لا ننسي العبقري المصري حلمي بكر وباقي الملحنين وسوف أتناول بعضهم بالذكر إذا طال الأجل إن شاء الله ...رحم الله أستاذنا عمار وأطال عمر عباقرة مصر من الأحياء
التعليقات (0)