مواضيع اليوم

يوم من أيام أكتوبر بعد العبور من 6 إلي 26 أكتوبر

مهندس سامي عسكر

2010-12-09 12:59:49

0

بعد عبور القناة والقضاء علي النقط الحصينة البالغ عددها 29 نقطة علي طول القناة من بور سعيد إلي السويس إلا نقطة عيون موسي مقابل مدينة السويس شرق القناة علي بعد خمسة كيلومترات تقريبا من القناة والتي سقطت في 19 أكتوبر في وجود القوات الدولية حيث كان طلب الصهاينة أن يتم الاستسلام في هذا الموقع تحت إشراف القوات الدولية لضمان سلامة أفراد العدو حين تسليم الموقع للقوات المصرية .....بعد الاستقرار في مواقعنا الجديدة في سيناء الحبيبة بدأت الأمور تأخذ شكلا مكررا في كل يوم ......نتراشق مع العدو طوال ساعات الليل والنهار وتأتي طائرات العدو من أول ضوء حتي آخر ضوء لتقصف مواقعنا الجديدة وكان من أصدقائنا الجدد هو (أبو جاموس)..... وهو مدفع الميدان الإسرائيلي عيار 155مم أو هو نفس المدفع المركب علي الدبابات الإسرائيلية..... كان هذا المدفع هو صديقنا الدائم طوال العشرين يوما الأخيرة من شهر أكتوبر 73 أي في أعقاب العبور مباشرة رغم أنه قد ظهرت بوادر قذائفه المتناثرة بأعداد لا يمكن حصرها بعد عبور الطائرات المصرية إلي سيناء في يوم 6 أكتوبر الساعة الثانية ظهرا...وكان هذا المدفع هو شقيق المدفع المركب علي الدبابات الإسرائيلية في ذلك الوقت .....كان علي خط بارليف 29 نقطة تسمي نقطة حصينة وهي كانت كذلك فعلا لأنها عبارة عن خنادق ملتوية تحت الأرض مبطنة بألواح الحديد تسمح فقط بسير طابور من الأفراد واحدا وراء الأخر ولا تتسع لفردين معا وتنتهي بحجرات واسعة تحتوي علي خمسة أو ستة مدافع من هذا النوع وغيره ولكل مدفع مزغل أو بوابة حديدية بسمك لا يسمح لقذائفنا بالاختراق وكانت هذه النقط الحصينة وخنادقها جميعا مسقوفة بقضبان السكة الحديدية التي انتزعها الصهاينة من سيناء وفوقها ثلاثة طبقات من شباك من الصلب كبيرة الحجم مملوءة بالأحجار الضخمة في طبقات تبلغ ثلاثة أو أربعة أمتار وكان لهذه (الدشم ) أي النقاط الحصينة أبوابا تفتح لإطلاق القذائف ثم تقفل فورا بعد صلية من القذائف حسبما يراد...أما لماذا سمينا هذا المدفع (أبو جاموس) بهذا الاسم فلأن صوته كان هكذا (فووووووووووووووعج).....وكنا إذا سمعنا فووووووو توقعنا أن تسقط علينا القذيفة فإذا وصلت إلي آذاننا (عج) عرفنا أننا قد نجونا منها وكنا نضحك في كل الأحوال ليس لأننا لا نخاف الموت ولكن لكثرة سماع أبو جاموس ...فقد اعتدنا عليه ...كنا نرى القذائف من هذا المدفع تقع علي أطراف المواقع المجاورة وعادة لا تصيبها إلا في القليل من المرات وقد رأينا خلال مهماتنا المتعددة التي شملت عديدا من مواقعنا لهدف إصلاح بعض القطع الحربية في جبهة القتال المتقدم كثيرا من القذائف وخزانات القنابل العنقودية  ذات اللون الأخضر والأصفر والمضادة للأفراد وللمركبات الثقيلة والتي ألقتها الطائرات المعادية  (كان مكتوبا عليها US NAVY MARCH 1973)) ) من هذه القذائف وخزانات القنابل العنقودية ما وقع علي أطراف الموقع ولم ينفجر !!! كنا نسمع قذائف أبو جاموس ونراها تسقط مثلا في نقطة قريبة من الموقع المصري المستهدف ثم القذيفة التالية بعد مكان الأولى بقليل والثالثة إلي اليمين والرابعة في المنتصف أو في اليمين هكذا أو دون ترتيب معين وكأنما يبحث المدفع عن وسط الموقع المستهدف بمجرد المحاولة..... في أول ساعات العبور كانت مدافعنا من الجانب الغربي لسيناء تمطر خط بارليف بآلاف القذائف لتمنع العدو من الرد ولتسمح لقواتنا بعبور القناة ...وتلاحظون سادتكم أنني لم أذكر شيئا عن قذائفنا علي العدو وهذا طبيعي لأن مواقع العدو في النسق الثاني أي بعد أن بسطنا سيطرتنا علي المواقع المتقدمة علي شاطئ القناة كانت عند المضايق أي علي بعد ثمانية إلي اثني عشر كيلومترا من شاطئ القناة نسمعها عند انطلاقها ثم تغيب عنا لبعد المسافة فلا نري ولا نسمع تأثيرها وهي طبعا من مهمة قوات الاستطلاع خلف خطوط العدو أما كيف استولت قواتنا علي النقط الحصينة فهذا نتركه للحلقة القادمة إن شاء الله لكثرة بطولات جنودنا وضباطنا الخيالية التي حدثت آنذاك




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !