مواضيع اليوم

يوم غضب وقيادة جماعية للسيارات تحضر له نساء سرا في السعودية

منير مصطفي

2011-05-28 12:48:47

0

لندن ـ القدس العربي: علمت صحيفة الغارديان البريطانية ان عددا من النساء السعوديات يخططن ليوم غضب وقيادة سيارات جماعية وضد القرار بمنع المرأة قيادة السيارة، ويتم التنظيم والاعداد للاحتجاج بشكل سري، ومن خلال البريد الالكتروني والرسائل الهاتفية في محاولة لمفاجأة السلطات السعودية.
ونقلت الصحيفة عن ناشطة مشاركة في التحضير قولها هناك الكثير من الدعوات السرية للاستفادة من الدفع وعمل شيء الان. واضافت ان الناس يتحدثون عن خروج المرأة لقيادة السيارة وان الدعوة لا تلقى دعما من النساء فقط بل من الرجال ايضا.
ويأتي هذا التحرك بعد اعتقال منال الشريف (32 عاما) بعد قيادتها السيارة في مدينة الخبر، في شرق السعودية، وحثها النساء على قيادة السيارة في شريط على اليوتيوب، وبهذا اعادت قضية سياقة السعوديات السيارات وكلفة السائقين الاجانب الى الاضواء ومجال الجدل العام.
وادى الحادث الى ظهور عدد من الافلام القصيرة والصور التي تظهر فتيات سعوديات وهن يقدن سيارات مكشوفة، على يوتيوب منها فيلم يصور فتاتين سعوديتن في سيارة مكشوفة في واحد من معارض السيارات الى تسليط الاضواء على القضية المرتبطة بوضع المرأة في السعودية.
وتعتبر محاولة الشريف واحدة من محاولات اهمها تلك التي قامت بها نسوة من الطبقة المتعلمة والراقية بقيادة سيارات مطالبات بالغاء قانون حظر القيادة، الذي يحظر على المرأة سياقة السيارة وذلك بعد حرب الخليج الاولى عام 1991. وتواجه منال الشريف عشرة ايام في الحبس.
ونقلت صحيفة الغارديان عن محامي الشريف قوله ان المدعي يحتاج التى عشرة ايام لاستكمال التحقيقات ثم سيقرر ان كانت بريئة ويطلق سراحها ام يحيلها ستتم احالة الملف الى وحدة الادعاء وهي الوحدة الحكومية التي قد تقرر احالتها الى مدع خاص كي يحقق في القضية.
وقال عدنان صالح ان ما اعتقد ان العدل والصواب هو اخلاء سبيلها بكفالة. وترى الصحيفة ان تمديد مدة التحقيق نظر اليه كنوع من التحدي من قبل السلطات السعودية العازمة على الابقاء على قانون حظر المرأة من قيادة السيارة. وتطرح قضية الشريف بعدين الاول انه إما جاء لمخالفتها القانون او لانها تجرأت على تحدي الاعراف والتقاليد الاجتماعية التي ترى في قيادة المرأة للسيارة خرقا للحشمة.
ونقلت الصحيفة حالة من خيبة الامل لدى بعض ناشطي حقوق الانسان، فقد قال وليد ابو الخير والذي يعرف الشريف لقد اضافوا عشرة ايام اخرى للتحقيق معها، واضاف ان هذا مخيب للامال فالسلطات تريد اظهار انها لا تهتم باحد وانها لا تخضع للضغوط.
وعلقت الصحيفة من ان التحرك من قبل السلطات سيؤدي الى اثارة الغضب في داخل السعودية وخارجها فيما يراه الكثيرون رد فعل مبالغا فيه من قبل السلطات. وتبنى اصلاحيون وناشطون قضية الشريف على امل ان تثير قضيتها تحركا يشبه التحركات التي تدور في العالم العربي. ومن اجل مواصلة الضغط على الحكومة وقع 1500 ناشط على عريضة قدمت للعاهل السعودي وتدعوه للافراج عن الشريف وتوضيح فيما اذا كان يجوز للمرأة قانونيا قيادة السيارة ام لا. وتحضر الحكومة نفسها لاحتجاج كبير وقيادة سيارات جماعية من المقرر عقده في السابع عشر من حزيران (يونيو) القادم والذي كانت ستنظمه الشريف التي تعمل في شركة النفط السعودية ارامكو. ومنذ اعتقالها تم وضع العديد من الافلام والصور التي تظهر نساء يقدن سيارات.
وفي ضوء التحركات النسوية اكد نائب وزير الداخلية احمد بن عبدالعزيز يوم الخميس وقال ان المرأة لا يمكنها قيادة السيارة بموجب القانون الصادر عام 1411 الموافق 1991. وفي هذا تناقض مع تصريحات سابقة لمسؤولين سعوديين قالوا ان الامر لا يتعلق بقانونية القيادة بل بالمحاذير الاجتماعية التي قد تترتب على قيام المرأة بقيادة السيارة.
واكد محمد بن عبدالعزيز ان الامر بناء على القانون مفروغ منه وان الوزارة تقوم بتطبيقه. ويؤكد محامي الشريف ـ صلاح ان القانون لا يحظر على المرأة قيادة السيارة، قائلا انه لا يوجد اي بند في القانون السعودي المتعلق بالطرق يحظر على المرأة قيادة السيارة.
واشار ان الحكومة اتخذت هذا الموقف لخشيتها اغضاب المحافظين. وكانت الشريف قد اخلي سبيلها بعد خمس ساعات من الحادث الذي تم يوم السبت ثم اعيد اعتقالها يوم الاحد بعد ان قامت بوضع فيديو على الانترنت تحث فيه البنات على القيام بمثل ما قامت به.
وظهرت في الفيديو وهي تتحدث الى الكاميرا لو اصيب الزوج بسكتة قلبية فماذا ستفعل الزوجة؟ وان لم يكن موجودا ولا تعرف القيادة.. ليس كل واحد قادرا على تشغيل سائق، فهذا امر مكلف للعائلات الفقيرة.
وكانت الشريف قد قالت انها قررت ان تنظم حركة قيادة المرأة للسيارة بعد ان علمت بمعاناة بهية المنصور، الطالبة في جامعة الملك فيصل والتي عانت الكثير في دراستها بسبب عدم توفر النقل لها. وقالت الى صحيفة الخليج ان كل سيدة لديها اعمال في المدينة وتحتاج الى قيادة السيارة وانهاء عملها والعودة للبيت.
واكدت ان التظاهرات ليست ضد القانون وانهن لسن ضد احد وكل ما تفعله مع اخريات هو انهاء التظاهرات من اجل حق قيادة السيارة. وقد اعتقالها الى حالة من الغضب في الشبكات الاجتماعية فيسبوك وتويتر ونقلت الغارديان عن ايمان النجيفان، طالبة الدكتوراهة في جامعة الرياض والتي تكتب مدونة باسم امرأة سعودية ان المحافظين والاغنياء مصممون على منع المرأة من قيادة السيارة لانه يمنع من لا يستطيع تشغيل سائق من المنافسة في قطاع الاعمال.
واضافت ان من لديه سائقين هم افراد الطبقة المتوسطة العليا وعليه فانهم يتحكمون بالاعمال وفي حالة رفع الحظر فان النساء من كل الطبقات سيخرجن للعمل وينافسن الرجال.
وتقول الصحيفة ان كون الشريف شيعية فقد تم تسييس عملها، حيث اتهمت بانها عملية لقوة اجنبية لكنها ليست وحيدة حيث تنقل عن ام في جدة بدأت تقود سيارتها هذا الشهر بعد نهاية تأشيرة سائقها واصبحت مضطرة لاخذ ابنها للمدرسة قولها ان تحدي عار سياقة المرأة قد يكون بداية عدد من التحديات التي ستقوم بها المرأة في السعودية.
وقالت ان اعتقال منال اصاب النساء بالصدمة لان قيادة السيارة امر صغير، فالمرأة بحاجة للتحرك من مكان لاخر وتريد استقلالا، وعندما سافر سائقها لم تجد من يعينها ولهذا خرجت وقادت السيارة واخذت ابنها للمدرسة وذهبت مرتين للتسوق.
وقالت ان منال لم تخرق اي قانون او فتوى. وترى ناشطات في مجال حقوق الانسان ان هناك قلة من الرجال ممن سيعارضون قيادة المرأة للسيارة (15 بالمئة)، وتقول ان هناك عددا كبيرا من النساء ممن يقدن السيارات وان مشكلة منال انها وضعت فيلما على يوتيوب.
وترى النساء ان السماح لهن بقيادة السيارة سييسر عليهن الحياة ويقلل من نفقات واجور السائقين حيث يوجد في السعودية اكثر من 750 الف سائق اجنبي. يتقاضى الواحد منهم ما معدله 196 جنيها في الشهر.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !