يوم عرفة برلمان الأمة
يوم عرفه يوم عظيم يجمع الأمة من مشرقها لمغربها على صعيد واحد وبزي واحد في صورةٍ يعجز اللسان عن تصويرها في كلماتِ بسيطة وتعجز العين عن التمعن وإطالة النظر في منظر الواقفين بصعيد عرفات الطاهر , عرفة ركن الحج الأعظم الركن الخامس من أركان الإسلام برلمان الأمة يوحدها ساعات يحتضن همومها وأحلامها وطموحاتها ويجمع شتاتها ويضمد جراحها ويوقف نزيفها !.
برلمان الأمة الإسلامية الذي من المفترض أن يوحد صفوفها ويناقش قضاياها بعيد كل البعد عن الأمة ولا أقصد هنا بخطبة يوم عرفة التي من المفترض أن تكون شاملة وجامعة لقضايا الأمة الشائكة بل أقصد وبالتحديد غياب علماء ومفكري الأمة عن ذلك اليوم فوجودهم إن تيسر لا يتجاوز أداء ركن من أركان الحج ومغادرة المكان عند غروب الشمس , للحج مناسك وأوقات لكن أليس أولى أن يكون صعيد عرفات جامعاً للمفكرين والعلماء والساسة ويكون صعيدها الطاهر طاولة حوار ونقاش جامعه وموحده وبرلمان أمة يضع الحلول ويطرح المشكلات ويعالج قضايا جعلت من أمة اقرأ بمؤخرة الأمم !.
بعيداً عن أخطاء بعض الحجاج وتحول الحج لما يشبه السياحة المريحة عند أصحاب الحملات ذات الفئات المعلمة بالنجوم الخمسة والأربعة وما دون أليس حريٌ بأن يكون يوم عرفة يوم لأمة تعاني من تمزق وصراعات سياسية أخذت أبعاداً طائفية ومذهبية وتعاني من تكاثر لقوى وحركات اسلاموية " إسلام سياسي بشقية السني والشيعي " لا يهمها سوى السلطة وتجهيل وتبليد المجتمعات وتخديرها بشعار الإسلام هو الحل أو بشعار الإمام الغائب فذلك اليوم يمكن استثماره من قبل العلماء والمفكرين والساسة يجمع الشتات الواضح على طاولة حوار بعد وقفة طاهرة على صعيد طاهر ومنه تبدأ العجلة بالانطلاق نحو المستقبل ؟
اختلاف الامة مذهبياً وجغرافياً وفكرياً طبيعي جداً فذلك الاختلاف لا يٌلغي القواسم المشتركة ولا يٌلغي قيم فمع ذلك الاختلاف نجد المجتمعات مجمعه على قضايا مصيرية كقضايا التجديد والإصلاح الشامل ونصرة الاقصى والمراجعات الفقيهة والتعددية الشاملة والتسامح والتعايش الخ , كل تلك القواسم والقضايا والمشتركات والهموم والأحلام بحاجة لبرلمان تغشاه الروحانية والسكينة والطمأنينة ولا يوجد بقعة كبقعة عرفات في يومها الذي ميزة الله عن سائر الأيام , من الواجب أن يكون لعلماء ونٌخب الأمة بمختلف مشاربهم وقفة تؤسس للوحدة وتدعم القضايا وتعزز المشتركات والقيم وتضع للهموم حلول وللقضايا تصورات وبرامج تحل عقدها التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم , الحج ركن عظيم ومناسكه عظيمة به من الدروس والعبر الشيء الكثير وأمنية الأمة أن يكون يوم عرفة يوم يؤسس للمستقبل الذي منذ زمن وأمة اقرأ تنتظره وتحاول الوصول إليه بشتى الطرق والسٌبل لكن دون جدوى والعبرة بيوم عرفة كيوم فريد لأمة فريده لكنها مريضة بأمراض مزمنة !
التعليقات (0)