برنامج (كلمة ) للشيخ محمد حسان
يوم بدر
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...
اللهم لك الحمد انت نور السوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيوم السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت ملك السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت الحق ووعدك حق ولقائك حق والجنه حق والنار حق والساعه حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق
اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اعلنت وما اسررت انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت
واشهد ان لا اله الا الله الموصوف بصفات الكمال والجمال والجلال المنزه عن العيوب والنقائص والمثال تمت كلماته صدقا وعدلا ووسعت رحمته الخلق احسانا وفضلا له الخق والامر له النعمه والفضل له الثناء والمجد له الملك والحمد
واشهد ان سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفي الله وخليله البشير النذير السراج المزهر المنير خير الانبياء مقاما واحسن الانبياء كلاما لبنة تمامهم ومسك ختامهم رافع الاصر والاغلال الداعي الى خير الاقوال والاعمال والافعال الذي بعثه ربه جل وعلا بالهدى ودين الحق بين يدي الساعه بشيرا ونذيرا وداعي الى الله بأذنه وسراجا منيرا فختم به الرساله وعلم به من الجهاله وهدى به من الضلاله وفتح به اعينن عميى واذانا صمى وقلوبا غلفى وتركنا على المحجه البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك... اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبي عن امته ورسول عن دعوته ورسالته وصلي اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى اله واصحابه واتباعه واحبابه واتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى اثره الى يوم الدين
اما بعد :
فحياكم الله جميعا ايها الاخوه الفضلاء الاعزاء وايتها الاخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبؤتم جميعا من الجنه منزلا واسال الله الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذه الساعه المباركه على طاعته ان يجمعنا في الاخره مع سيد الدعاه وامام النبين في جنته ودار مقامته انه ولي ذلك والقادر عليه
احبتي في الله (كلمه) برنامج اختار فيه كل ليله كلمة واحده ازرع في بستانها ورد حياتي وازهار انفاسي ورحيق حبي وحلال عليكم ايها الاكارم قطف الزهار وجني الثمار ونحن اليلله على موعد مع كلمة كريمه جليله مباركه نعم اننا الليله على موعد مع
بدر:
وما ادراكم ما بدر وهل يعرف شبابنا وتعرف اجيالنا شيء عن بدر تعالو بنا كعادتنى لنؤصل لهذه المفرده تاصيلا لغويا واصطلاحيا لنخرج بعد ذلك معا الى هذا البستان الحافل بورد العز وزهرات النصر وعبير التضحيه بدر
قال ابن منظور بلسان العرب بدر وابتدرت بدورا أي اسرعت الى الشيء ويقول العرب او تقول العرب وكلاهما صحيح بادرت الى الشيء أي اسرعت اليه وابتدرو السلاح أي اسرعو لاخذ السلاح ومنه البدر
والبدر هو القمر ليلة تمامه وكماله وليلة البدر هي ليلة الرابع عشر وسنمية ليلة البدر لكتمال وتمام قمرها
هذه هيه المفردات الغويه لكلمة بدر
وبدر اصطلاحا:اسم مكان او اسم واد بين مكه والمدينه على بعد 28 فرسخا من المدينه النبويه المطهره وفي هذا المكان وقعت غزوة بدر الكبرى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ومنه قوله الرحمن(وقد نصركم الله ببدر وانتم اذله فتقوا الله لعلكم تشكرون )
اننا اليلله على موعد مع بدر مع يوم الفرقان مع يوم لقاء الجمعين انه اليوم الذي اعز الله فيه جند الرحمن وهزم واذل فيه جند الشيطان اننا الليله على موعد مع يوم بدر ذلكم اليوم الذي كان في مثل هذا اليوم تماما ففي مسند احمد بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ابن عباس (كان يوم بدر يوم الجمعه 17 من شهر رمضان للعام الثاني من هجرة النبي عليه الصلاه والسلام ) وقد اخترت الحديث عن بدر في هذا اليوم فقد لا يتفق التاريخ الا في كل 33 عام مره ففي هذا اليوم الذي نحن فيه في يوم الجمعه 17 من رمضان لكن في العام الثاني من هجرة النبي عليه الصلاه والسلام منذ ما يقرب 14 قرنا كانت معركه بدر كانت غزوة بدر الكبرى تلك الغزوه التى نصر الله عز وجل المستضعفين من الموحدين واذل فيه الشرك والمشركين ما احوج الامه الان الى ان تستلهم روح بدر ما احوج الامه الان الا ان تتعلم درس بدر فلامه الان مهزومه عسكريا واقتصاديا وسياسيا ونفسيا والمهزوم نفسيا مشلول الفكر والحركه لا يستطيع ان يخطو على الطريق العملي خطوه لتغير هذا الواقع المر الاليم ويريد المرجفون في كل زمن وفي كل مكان ان تبقى الامه مهزومه وقل من يذكر الامه الان بايام عزها وقل من ينبه الامه الان الى سالف مجدها مع ان امم الارض بلا نزاع تتغنى بتاريخها وتفخر ببطولاتها بل وتكرم رجالها وابطالها وابنائها وان احق امم الارض بهذا الاعتزاز والفخار بجداره واقتدار هي امه نبينا المختار بشهاده العزيز الغفار وشهاده النبي المختار صلى الله عليه وسلم ولكن الارجاف نخر في جسد الامه نخرا وتعالو بنا حتى لا ينسحب بساط الوقت سريعا من تحت اقدامنا لنعرف ابنائنا واخواننا واجيالنا شيء عن يوم بدر فقل من يعرف هذا اليوم الحافل ولنرجع الى الوراء قليلا ونرجو ان تدبروا معي الليه ايها الافاضل لان شبهات كثيره حقيره قد اثيرت على يوم بدر وعلى معركه بدر اثارها المستشرقون والتقطها افراخ المسشرقين في كل مكان وزمان ولا زال هؤلاء يدندنون على هذه الشبهه الحقيره الذي يغني بطلانها عن ابطالها كما سابين الان
في مطلع شهر رمضان في السنه الثانيه من الهجره ترامت انباء الى النبي صلى الله عليه وسلم ان عير لقريش بقيادة ابي سفيان تهبط من الشام في طريق عودتها الى مكه بها ثروة طائله هائله لقريش قدرو هذه الثروة وقتها بخمسين الف دينار ذهبيا وهذا ثورة طائله تقريبا كانت لقريش بالكامل بستثناء رجل واحد لا يعنيني ان اذكر اسمه الان المهم ان العير وان التجاره الضخمه والثروة الطائله كانت بقيادة ابي سفيان في هذا العير في طريق عودتها من الشام الى مكه وترامت الاخبار الى النبي المختار ويا لها من فرصه بالمفهوم العسكري او الاستراتيجي كما يردد الان المتخصصون في مثل هذه المصطلحات
اقول فرصه ذهبيه للمؤمنين الموحيدين في المدينه النبويه وضربه عسكريه وسياسيه واقتصاديه قاسمه للمشركين في مكه ان هم فقدو هذه الثورة الطائله واخذها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه نعم فقال النبي عليه الصلاه والسلام لبعض اصحابه وارجو ان تدققو في كل لفظه لبعض اصحابه هذه عير قريش فيها اموالهم اخرجو اليها لعل الله ينفلكموها أي لعل الله ان يجعلها لكم نافله
من اين النافله هنا الشبهه انتبه هنا يطعن المسشرقون الحاقدون الجاهلون ويلتقط افراخ المسشرقين مثل هذه الشبهات فانا اقول دوما لا يخرج الان علينا على شاشه فضائيه او على صفحه مجله او جريده مستشرق بشبة جديده على الاطلاق انما هم ينبشون القبور ويستخرجون ما فيها من عفن وانا اقول لكم ايضا ولا يوجد الان علام من علمائنا يستطيع ان كان صادق ان يدعي انه يفند شبة تفنيدا جديدا لم يسبقه اليه احد من سادتنا وعلمائنا وااممتنا
لا والله ما ترك سادتنا شبةة من هذه الشبهات الا وفندوها بالدليل العلمي والحجه القاطعه الساطعه والبرهان الواضح جزاهم الله عنا خيرا اسمع للنبي عليه الصلاه والسلام (لعل الله ينفلكموها) ان يجعلها الله لكم نافله والانفال لا تكون الا في الحروب نعم وهل نسيت اخي الحبيب واختي الفاضله ان قريش لا زالت معلنه الحرب على النبي صلى الله عليه وسلم من اول لحظه صعد فيها جبل الصفى ونادا عليهم واقام عليهم الحجه بالبرهان لا زالت قريش معلنه الحرب الضاريه على رسول الله الى اخر لحظه انسيتم انهم طردوه من بيته وبلده وعذبو الصحابه من الموحدين وطردوهم من ديارهم وسلبو كل اموالهم واخذوا كل متاعهم ولم يتركو صحابيا واحد حتى ممن نجح ان يهرب بشيء من ماله لم يتركوه بل ولاحقوه واتبعوه انه صهيب الرومي وقالو له اتيتنا حقيرا صغيرا وتريد اليوم ان تخرج باموالنا الى محمد فخيروه بين امواله والخروج الى محمد فترك كل امواله لهم وذهب هنالك الى النبي المختار لقول له نبينا ربح البيع ابا يحيى
هؤلاء المستشرقين اتهوا النبي واصحابه بانهم قطاع طرق خسئتم وكذبتم وعليكم لعائن الله المتتاليه يا من تجهلون قدر ضرة تاج الجنس البشري كله يا من تجهلون عدله وانصافه وصدقه وامانته ووفائه وخلقه والله الذي رفع السماء بغير عمد ما وقع محمد صلى الله عليه وسلم في خيانة قط ولا مره واحده لا اقول بكلمه ولا بفعل بل والله ولا بطرفة عين والله ما خان محمد طرفة عين ولا بطرفة عين
روى النسائي وغيره بسند صحيح (ان النبي صلى الله عليه وسلم راى عثمان ابن عفان قد جائه يوم فتح مكه ومعه عبد الله ابن سعد ابن ابي سرح كان النبي صلى الله عليه وسلم قد اهدر دمه وساترك لك تصور الجرم البشع الذي وقع فيه عبدالله ابن سعد حتى يقول النبي مقولته ان يهدر دمه وفجاه يرى النبي عبدالله ابن سعد واقف الى جوار عثمان ابن عفان وعثمان يقول للنبي بايعه يا رسول الله يبايع مين عبدالله ابن سعد الذي هدر دمه
فنظر النبي اليه ثم اعرض عنه فقال عثمان بايعه يا رسول الله فنظر اليه النبي واعرض عنه فقال عثمان بايعه يا رسول الله والنبي يستحي من عثمان كما في حديث يقول لعائشه
(اني لاستحي من عثمان لانه رجل تستحي منه الملائكه )
فعثمان له مكانته في قلب رسو الله وشفاعته لها قدر عند رسول الله فمد النبي يده وبايع عبدالله ابن سعد ثم مضى مع عثمان رضي الله عنه
فالنبي غاضب حزين التفت الى الصحابه وقال لهم اوما كان فيكم رجل رشيد يراني كففت يدي عن بيعته 3 ليقوم اليه ليقتله فقال يا رسول الله والله ما ندري هلا اومئت لنا بعينك فقال النبي (ما ينبغي لنبي ان تكون له خائنة اعين )
فيوم يخرج عليه الصلاه والسلام لسترداد شيء من الحق المسلوب وانتبه لما اقول وهوه لا يزال في حاله حرب يقينا والحرب معلنه فلو استرد النبي شيء من هذا الحق المسلوب وهذه الاموال الطائله التى حرم منها هو واصحابه المهاجرين لاخذ مما ينبغي ان يوءخذ ولكنه الكذب والضلال ومخالفة الحقائق اني اذكر من قول المستشرقين قولة ابريطاني اثناء احتلالهم لمصر حين قام المصريون بثورات لطرد هذا المحتل الظالم الخاشم البريطانين وقام احهم ليذبح مصري بسلاحه الابيض ليذبحه فلم يملك هذا المصري شيء ليدفع عن نفسه الا ان يعض يد هذا الجندي البريطاني الخاشم الظالم فقتله وذبحه ثم ذهب البرياطني الى اخ من اخوانه ليصف له المصريين بقوله انهم وحوش تصور انه عض يدي وانا اذبحه يا سلام
قتل امريء في غابه جريمه لا تغتفر وقتل شعب مسلما مساله فيها نظر
قال الحبيب الوفي الابي الزكي السهل السري السمح السخي الحبيب النبي (قال هذه عير قريش فيها اموالهم اخرجو لعل الله ينفلكوموها ) ومن هنا لم يخرج كل الصحابه بالمدينه النبويه اذ ورب الكعبه لو علم الاطهار الاسود الابارر الخيار ان النبي المختار ما خرج من المدينه الا للنفير أي للقتال والجهاد ما تخلف عنه رجل واحد من المهاجرين والانصار لان كثيرا من الصحابه تخلف عن غزوة بدر منمن من الساده الكبار لان النبي ما عزم عليهم بالخروج وما اخبرهم بالخروج للقتال اطلاقا
وخرجو ا مع الني صلى الله عليه وسلم نعم ما يقرب من 300 يزيدون قليلا وبضعه عشر معهم 70 بعيرا معهم فرسان اثنان هذه عدة قتال اطلاقا ستعجب ان علمت ان الصحابه خرجو يتعاقبون على هذه الابل كما قال عبداله ابن مسعود قال(كنا يوم بدر كل ثلااثة يتعاقبون على بعير واحد وكان ابو لبابه وعلي ابن ابي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب النبي تاره ثم ينزل ليمشي على الارض ثم يركب علي تاره ثم ينزل ليمشي على الارض ثم يركب ابو لبابه وهكذا فيقول ابو بكر ولبابه لا يجوز ان نزل انتوتمشي فيرد النبي عليه الصلاه والسلام (ما انتما باقوى مني على المشي وما انا باغنى منكما عن الاجر ) انه امام النبيين صلى الله عليه واله وسلم
ها هو محمد صلى الله عليه وسلم الشاهد ايها الافاضل سمع ابي سفيان الخبر وكان ابي سفيان داهيه من دواهي العرب لما سمع ان النبي خرج مع بعض اصحابه لملاقاه عير قريش
استاجر رجل يقال له ضمضم ابن عمر الغفاري استطاع ضمضم ان يزعج مكه كلها اسرع ضمضم على ظهر بعيره ووقف على ظهر بعيره بعد ان جدع انفه وحول رحله وشق قميصه ووقف بنفسه بطوله على ظهر البعير في مكه (يا معشر قريش الطيمة الطيمة وهي الابل التى تحمل المتاع والاموال قال الخوث الخوث ان محمد واصحابه قد عرضو للعير مع ابي سفيان ولا ارى ان تدركوها )
ازعج مكه كلها وتجهزت مكه بسرعه البرق بصوره مذهله نعم الاموال والمكانه والشرف والجاه والعز والكبر وهذه مشكلتهم والله ما منعهم عن التوحيد الا الكبر انهم كانو اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون اننا لتاركون الهتنا لشاعر مجنون
فتجهزت مكه وخرجت مكه في جيش جرار وفي هذا الوقت ما يزيد على 1300 جندي عدد ضخم من الفرسان على الجياد والابل ومعهم السلاح والنساء والخمر والاكل والشرب وخرجو كما وصفهم ربي جل جلاله(بطر ورياء الناس ويصدون عن سبيل الله ) وكما وصفهم حبيبنا صلى الله عليه وسلم (اللهم هذه قريش خرجت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك)
لم بنتظر ابو سفيان الداهيه ان تاتيه النجده وانما قام ليستعمل عقله للافلات بالقافله باي صوره من الصور وبالفعل نجح ابو سفيان بلافلات من النبي عن طريق لا يستطيع ان يصل النبي واصحابه اليهم
ونجة القافله كلها وارسل ابو سفيان لابي جهل وقال لهم انكم ما خرجتم الا من اجل ان تدركو بعيركم وابلكم ورجالكم فنجاهم الله فارجعو
فقال ابو جهل (والله لا نرجع حتى نرد بدر فنقيم بها ثلاثا فننحر الجسور ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان حتى يسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا ابدا
كبر وانفه هذا منهج ابي جهل المهم ايها الافاضل وصل الجيش المشرك بقياده ابي جهل فعلا الى وادي بدر اقرب مكان من ماء بدر ورجع الاخنس ابن شريق ب300 رجل من بني زهره بعد علمه بنجاة القافله واصر ابو جهل مع هذا الانف ان يقاتل محمد واصحابه
وجد الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم نفسه امام وضع جديد ولم يعد له العده خرج للبعير ولم يخرج ابدا للنفير فوجد نفسه تحت امر قد فرض عليهم وقال (اشيروا علي ايها الناس فقام ابو بكر فتكلم واحسن ودعا له رسول الله له بخير ثم قام عمر فتكلم واحسن فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير ثم قام المقداد ابن عمر فقال المقداد يا رسول الله امضي بنا حيث امرك الله فوالله لا نقول لك كما قال بني اسرئيل الى موسى (اذهب أنت وربك قاتلا ها هنا قاعدين ) انما نقول لك انا معكما مقاتلين والله يا رسول الله لو سرتبنا الى برك الغماد لجلدنا معك حتى تبلغه فدعا له رسول الله له بخير
لكن النبي يريد ان يسمع راي الانصار لان ابو بكر وعمر والمقداد كلهم من المهاجرين وهو يريد ان يسنمع راي النصار وعدد المهاجرين الكل 68 فقط ويريد ان يسمع للانصار لان بنود البيعه مع الانصار قال لهم النبي اشيرو علي ايها الناس التقطها صديق الانصار سعد ابن معاذ قال للنبي وكانك تريدنا يا رسول الله قال له النبي اجل يا سعد اريد ان اسمع منك
فقال سعد يا رسول الله لقد امنا بك وصدقناك واتبعناك وشهدنا ان ما جئت به هو الحق والله يا رسول الله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك ولا يتخلف منا رجل واحد انا لصبر في الحرب صدق عند القاء ولعل الله ان يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركه الله
فسر النبي صلى الله عليه وسلم سرورا بالغا واستبشرا بشارة عظيمه من سعد ابن معاذ
وقام رسول الله ينظم هذا العدد على انه جيش نظمه الرسول بنفسه كاعظم قاعد لاعظم جيش على وجه الارض اعطى رايه المهاجرين لعلي بن ابي طالب ورايه الانصار لسعد بن معاذ وقسم الجيش الى ميمنه وميسره فاعطى رايه الميمنه للزبير ابن العوام ورايه الميسره للمقداد ابن عمر والرايه العامه لمصعب ابن عمير وظلت القياده العامه بيد النبي صلى الله عليه وسلم
وقام الحبيب يعبيء الجيش تعبئه ايمانيه والله لن تنصر الجيوش الا بتعبئتها ايمانيا وليس معناويا كانت ليلة الجمعه 17 رمضان سنة 2 هجريه النبي طوال الليل كان قائم يصلي ويدعو ربه ومنهنا ياتي النصر ورب الكعبه النصر لا ياتي الا من الله النصر لا ياتي من الارض الاسباب فقط تاتي من الارضي والاسباب وحدها لا تنصر ولن تنصر (وما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم )وقال تعالى (ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
فمن نصره الله لا يهزمه اهل الارض ولو اجتمعو ومن خذله الله لا ينصر ابدا ولو كان يمتلك عدة وعدد اهل الارض هذه سنن ربانيه
قام النبي يتضرع لله عز وجل وهو من هوه هو حبيب الحق ويقول (اللهم هذه قريش قد اتت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذي وعدتني اللهم اني انشدك عهدك ووعدك )والصديق يلتزم النبي ويحتضنه ويقول له ابشر يا رسول الله فوالذي نفسي بيده لينجزا الله لك ما وعدك
اارد الله ان يطمئنه فانزل عليه ابتداء مطر ليطهرهم به ليذهب عن قلوبهم أي صوره من صور رجز الشيطان الرجيم ليربط على قلوبهم ويثبت اقدامهم تثبتت الارض من تحت اقدامهم وتماسكت الرمال بهذه الامطار التى جائت رحمه من العزيز الغفار ثم اغفى النبي اغفائه فستيقظ (وقال ابشر يا ابا بكر هذا جبريل اخذ بعنان فرسه عليه اداة الحرب )
ويخرج النبي من عريشه ليتفقد ارض المعركه فيشير صلى الله عليه وسلم الى موضع ويقول هذا موطن مصرع عتبه ابن ربيعه وهذا مصرع فلان وهنا مصرع فلان والله الذي لا اله الا هوما خالف احدهم مكان مصرعه مكان ما اشار الحبيب صلى الله عليه وسلم
ويصبح الصباح ويدخل القائد الرسول لينظم الصفوف مره اخرى وفي قدح بيده وفي صحابي ذكي اسمه سواد ابن غزيه رجل واقف كاشف بطنه واقف في الصف ومتعمدا ان يخرج عن الصف قليلا والنبي صلى الله عليه وسلم علمهم التسويه في الصفوف فالرسول بالقدح اللذي بيده ضربه اياه وقال له استوي يا سواد فقال له سواد أنت رسول الله وعلمتنا العدل والحق واريد ان اقتس منك أنت ضربتني واوجعتني وانا اريد ان اقتص منك فقال النبي اقتص يا سواد فقال سواد أنت ضربتنيوانا كاشف عن بطني فكشف لي عن بطنك وكشف النبي عن بطنه وانقض سواد يحتضن بطنالرسول وقال له النبي ما حملك على هذا يا سواد فاجاب سواد وقال اقترب الجهاد وارياد ان يكون اخر ما لمس جلدي جلدك يا رسول الله فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير
روى عبد الرحمن بن عثمان بينما انا واقف في الصف بيوم بدر فاذا عن يميني ويساري فتيان حديثي السن واذ باحدهما يقول يا عم يا عم هل تعرف ابا جهل فقال عبد الرحمن وماذا تفعل به يا ابن اخي فقال هذا الفتى سمعت انه يسب رسول الله وعاهدت الله ان اقتله وان لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الاعجل منا واذ بالفتى الاخر يغمزني سر من صاحبه ويقول لي يا عم يا عم هل تعرف ابا جهل فقال له عبد الرحمن وماذا تريد منه قال سمعت انه يسب رسول الله وقد عاهدت الله ان رائيت ابا جهل ان اقتله وان لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الاعجل منا فيقول عبد الرحمن والله ما سرني ان اكون بين رجلين مكانهما فقال فنظرت فرئيت ابا جهل يغدو ويروح بين الناس بكبر وبطر فقلت لهما هل رائيتما هذا قالا نعم فقال لهم هذا صاحبكما الذي تسالان عنه قال فنقدا عليه كصقر ين في قلب المعركه فقتلاه او فضرباه ثم عاد البطلان بسيفهما الى رسول الله وكل واحد يقول قتلت ابا جهل يا رسول الله فقال الاخر بل انا يا رسول الله فقال النبي هل مسحتما سيفيكما فقالا لا فاخذ النبي السيفين ونظر فيهما فوجد دماء ابي جهل على السيفين معا فقال لهمها كلاكما قتله ولا تعارض بين هذا وبين قتل عبدالله ابن مسعود لابي جهل لان عبد الله ابن سعد وجد ابا جهل برمق الاخير فجتث عنقه واتا به الى النبي صلى اله عليه وسلم
نعم ايها الاحبه وتبعثر المشركون كلفئران امام هول هذه المفاجاه اللايمانيه الكبرىىالتى حسمت بقول الملك (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)
الله جل وعلا مع المعركه مع النبي ومع هؤلاء الفقراء والضعفاء والاطهار والاخيار من اصحاب النبي المختار انتهت المعركه وحسمت المعركه بل ومن جنالله صلى الله عليه وسلم ويقينه كما في رواية انه صلى الله عليه وسلم طلب من علي رضي الله عنه ان يناوله كف من الحصى او من الحصباء فناوله فقال صلى الله عليه وسلم شاهت الوجوه فما بقي احد من المشركين الا ووقع شيء من هذا التراب في عينيه ونزل قوله تعالى (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) فاذا كان الله عز وجل هو الذي رمى وهو الذي قتلهم وهو مع الملائكه ثبت الذين امنو والقلا في قلوةب الكفار الرعب فما هو النصر اذا ان لم يكن ما ذكرت الان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وانتهت المعركه وحسمت المعركه ونصر الله المؤمنين واذل الله الشرك والمشركين
انه يوم الفرقان هل عرف اولادنا وشبابنا واخواننا واخواتنا شيء عن بدر ما احوج الامه الان الى روح بدر وان تستلهم درس بدر وان تعلم انها لن تنصر ابدا ابدا من شرق او من غرب او من مجلش امن او من هيئه امم او من حلف الناتو او من الاتحاد الوربي
لن تنصر الامه الا ان نصرها الرب العلي ولن تنصر الامه الا ان تنصر ربها (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم )
كيف ننصر الله بتباع شرعه والبعد عن نواههيه بتحقيق توحيده وباخلاص عبادته وبلاعداد الذي امر الامه به في قوله (واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ) الامه تحتاج الى اعداد تربوي واخلاقي وايماني وعسكري وسياسي وثقافي واعلامي وتعليمي واعداد بكل ما تحمله الكلمه من معنى اما امه تنتظر سلاحها من يد عدوها كيف تنصر امه محكوم عليها بالفشل وامه تنظر المعونه من الشرق والغرب امه محكوم عليها بالهون والذل لا اريد ان ارجمك ابدا يا امتي فانتي اطهر من ان يرجمكي أي انسان على وجهه الارض لكنها صرخه مجروم وكلماتن مكلوم يريد لامته العزه والنصره واليقذه التى ارادها لها ربها وارادها لها نبيها
بدر (ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
اسال الله ان يجدد في الامه بدر وان يكثر في الامه بدرا وان يرد الامه الى روح بدر وعقيدة بدر انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
والسلام عليك ورحمه الله وبركاته
التعليقات (0)