مواضيع اليوم

يوم العراق..هناك يوم أهم!!

نزار جاف

2012-01-05 06:49:21

0

أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي يوم 31 کانون الاول(ديسمبر)، يوما وطنيا يجسد الانسحاب الامريکي من العراق، وقد أطلق عليه"يوم العراق"، وطبيعي جدا أن يبدو إعلان هکذا يوم بمناسبة من هذا النوع، جميلا و براقا و ذو جاذبية خاصة من حيث الظاهر، لکن، وعند التدقيق و التمعن، نرى الصورة و واقع الامر الذي يلقي بظلاله الکئيبة على الارض غير ذلك تماما.
31/کانون الاول(ديسمبر)، أو يوم العراق کما أطلق عليه من قبل نوري المالکي، هو تأريخ حري بالمالکي و معظم القادة العراقيين المخضرمين و الجدد أن لاينسوه أبدا، ذلك انه يوم الحظ و السعد الذي لايوجد يوما آخر يضاهيه، فالامريکيين الذين يحتفل المالکي و"قادة"عراقيين آخرين بإنسحابهم، هم الذين أتوا ببياعي المسابح و خواتم الحظ و دفع الحسد و"منتعلي الاحذية المطاطية" و نزلاء الفنادق و رواد الحانات، من کل صوب و حدب، وجعلوا منهم صناع القرار للعراق الجديد!!
الإحتفالية الوطنية بإنسحاب القوات الامريکية من العراق، و الذي إعتبره المالکي انه(عيد العراقيين جميعا، انه فجر يوم جديد، أطل على بلاد الرافدين ساهم الجميع في إنجازه، ساهم فيه العراقيون.)، يکون عيدا بحق لو کان حقا کذلك، فعن أي إنجاز يتحدث المالکي و النفوذ الامريکي في العراق مازال على قوته و انه يساهم في"صياغة و صناعة و توجيه"القرار السياسي العراقي، وعن أي يوم وطني يتکلم المالکي و القرار العراقي مازال بمثابة سفرة طعام خرقاء تتجاذبه أطراف متباينة بإتجاهات مختلفة؟!
صحيح ان الجيش الامريکي قد إنسحب من الاراضي العراقية، لکن، لماذا لايحدثنا السيد المالکي عن تلك البؤر و الجحور و الحفر السوداء التي خلفها ذلك الجيش خلفه؟ إنسحب الجيش الامريکي، لکن هنالك جيوش أخرى معشعشة في مختلف أرجاء العراق غير انها ليست بلهاء و غبية کالجيش الامريکي کي تظهر بالملابس العسکرية وانما هنالك الزبال و الحمال و التاجر و البائع المتجول و الخباز و الراعي ووو.... والذين يتغيرون فجأة کسوبرمان من شخصياتهم العادية الى شخصياتهم الحقيقية فيفجرون و يقتلون و يحرقون و يدمرون و يسرقون و ينهبون في لحظات قليلة، ماذا عن هذا الجيش و جيوش أخرى تشابهها؟ متى ستنسحب او تنقرض؟ هل بإمکان السيد المالکي أن يحدد لنا تأريخ بهذا الخصوص؟ خصوصا وان حواليه جيش جرار من الذين يقرؤون الاکف و الطالع و لهم خبرة في تحديد و إنتقاء أفضل أنواع خواتم الحظ و دفع العين و الحسد، والسؤال الاهم الذي يطرح نفسه هو: ترى ماذا سيسمي المالکي ذلك اليوم الذي ستتلاشى فيه هذه الجيوش السوداء الخفية من العراق؟

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات