على موعدٍ
ليس يخلفه أحدٌ
والمكان هو الخطُّ
إذ ترتدي يوم زينتها
سعفات النخيل المتوجِ
معشوقةً للجمال
على موعدٍ
والمكان هو الخطُّ
إذ غمرت جيدها
في مياه الخليج
وغواصُ دارينَ
يلثمه درةً من خيال
على موعدٍ
والمكان هو الخطُّ
والساحرون يجيئون صفاً
أعَدوا لذا اليومِ عدتهُ
حبالاً
عصياً
وأشياءَ أخرى مؤرجحةً
بين حزم العِصيّ ورقص الحبال
على موعدٍ
والمكان هو الخطُّ
إذ يسكب الوقتُ قهوتهُ
مُرةً في عروق الحشود
خبيرٌ هو الانتظارُ
بما يفصلُ الشيءَ عن ضدهِ
ربما بعّد الشيءَ في قربهِ
ربما قرّب الشيءَ في بعدهِ
ربما عّلق الشيءَ بين مناخينِ
من عبثِ اللغو في صيفهِ
واحتقانِ المساماتِ في بردهِ
ربما تنمحي في شمائلهِ
كلّ ما قد ألفناهُ
من خارطات الحدودْ
على موعدٍ
والمكان هو الخطُّ
والساحرون استعدوا
وطَرْفةُ لم ياتِ بعدُ
أما زال مختبئاً
في شقوق الجدارِ
يغازل خولة
والأمرُ جدُّ
وتقترب الساعةُ الصفرُ
يقتربُ الغيبُ
تشخص أبصارُ من حضروا
والمظلةٌ تهبطُ .. تهبطُ
والصمتُ مدُّ
وتنعتق الساعةُ الصفرُ
ينبجس الغيبُ
يمتشق الساحرون العصيّ
ويُلقونها والحبالْ
( سحروا أعينَ الناسِ )
وانقدحت شعلة الإنفعالْ
وطَرْفةُ
ما لاح في الأفقِ
هل أخلف الوعدَ ؟
هل يخذل الكرّ
أنقى الثلاث الخصالْ ؟
ويعدو السؤالُ وراء السؤالْ
فتنفجر الأرضُ تحت السنابكِ
تنشقُّ عن طرْفةٍ
حاسرَ الرأسِ
مغتسلاً في عيون العماليقِ
صنوَ النخيل الطوالْ
ويستَلُّ من قلبه الحرفَ
يُلقيهِ
يلقفُ ما صنعوا
ينتشي الرملُ
يخضرُّ ما كان تحت الرمال
————-
إشارة لقول طَرَفة بن العبد :
ولولا ثلاث هن من عيشة الفتى
وجَدِّك لم أحفل متى قام عُوّدي
إلى أن يقول :
وكرّي إذا نادى المضافُ مُحَنباً
كسِيدِ الغضا ، نبّهتَهُ ، المتوردِ
التعليقات (0)