يوم الأرض نقطة التحول الفلسطيني نحو التمسك بالأرض
بقلم :غازي ابوكشك
يوم الأرض نقطة التحول الفلسطيني نحو التمسك بالأرض
بقلم غازي ابوكشك المدير العام للمؤسسة الفلسطينية للإعلام
يحي الشعب الفلسطيني من كل عام الثلاثين من آذار ذكرى يوم الأرض العظيم الذي شكل منعطف هام في القضية الفلسطينية والذي يعود تاريخه لآذار 1976 بعد إن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة ألاف الدون مات من الأراضي ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبية سكانية فلسطينية مطلقه وخاصة في قلب الجليل الفلسطيني. على اثر هذا المخطط قررت قيادات الجماهير العربية داخل الخط الأخضر الفلسطيني بإعلان الإضراب الشامل، متحدية ولأول مرة بعد احتلال فلسطين عام 1948من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ، وكان الرد الإسرائيلي عسكري شديد إذ دخلت قوات معززة من آليات الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والمجنزران والطائرات إلى المدن و القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها موقعة عدد من الشهداء والجرحى واعتقال العديد من أبناء شعبنا داخل الخط الأخضر .و يعتبر يوم الأرض نقطة تحول بالعلاقة بين السلطة الإسرائيلية والجماهير العربية الفلسطينية بالداخل إذ إن السلطات أرادت بردها إن تثبت للجماهير الساخطة والغاضبة من هم " أصحاب الأرض", كما وكان هذا التحدي العلني الجماهيري الأول للكيان الصهيوني المحتل من قبل الجماهير الساخطة. باعتقاد العديد إن يوم الأرض ساهم بشكل مباشر بتوحيد وتكاثف وحدة الصف الفلسطيني بالداخل على المستوى الجماهيري والخارج أيضا وفي المناطق المحتلة منذ عام 67 بعد إن كان نضال فردي لأشخاص فرادى أو لمجموعات محدودة. كما وكان هذا الرد بمثابة صفعة وجرس إيقاظ لكل فلسطيني قبل بالاحتلال الإسرائيلي عام 48)
.
ويعتبر يوم الأرض حدثا مهما في تاريخ الفلسطينيون ذوي الجنسية الإسرائيلية التي فرضت عليهم بالقوة فللمرة الأولى منذ النكبة تنتفض هذه الجماهير ضد قرارات السلطة الإسرائيلية المجحفة وتحاول إلغاءها بواسطة النضال الشعبي مستمدين القوة من وحدتهم وكان له اثر كبير على علاقتهم بالسلطة وتأثير عظيم على وعيهم السياسي. يقوم الفلسطينيون (أينما كانوا) بإحياء ذكرى يوم الأرض ويعتبرونه رمزا من رمز الصمود الفلسطيني. في جميع مناطق الشتات الفلسطيني
وشكلت الأرض ولا زالت جوهر مركزية الصراع الفلسطيني العربي والإسرائيلي ولب قضية وجودنا ومستقبلنا، فبقاؤنا وتطورنا منوط بالحفاظ على أرضنا والتواصل معها. قبل أكثر من ثلاث عقود، في ثلاثين آذار من العام 1976 هبت الجماهير العربية وأعلنتها صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد. وكان يوم الأرض أول هبة جماعية للجماهير العربية، تصرفت فيها جماهيرنا بشكل جماعي ومنظم، حركها إحساسها بالخطر، ووجّهها وعيها لسياسات المصادرة والاقتلاع في الجليل، خصوصا في منطقة عرابة البطوف وكفر كنا والرينة والمشهد والمثلث الفلسطيني ، عرابة، دير حنا وسخنين، والنقب ومحاولات اقتلاع أهلنا هناك ومصادرة أراضيهم. في هذا اليوم، الذي يعتبر تحولا هاما في تاريخنا على أرضنا ووطننا، سقط شهداء الأرض.
ومعركة الأرض لم تنته في الثلاثين من آذار، بل هي مستمرة حتى يومنا هذا، ولا تزال سياسات المصادرة تطاردنا، في كل مكان ليس فقط في الجليل وإنما في الضفة الغربية وقطاع غزة الباسل وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد القدس والمخططات الإسرائيلية المختلفة تحاول خنقنا والتضييق على تطورنا في المستقبل
ما ميّز يوم الأرض هو خروج الجماهير الفلسطينية لوحدها إلى الشوارع الفلسطينية بدون تخطيط، لقد قادت الجماهير الفلسطينية نفسها إلى الصدام مع المؤسسة الرسمية، حيث بلغ وعي الخطر الداهم على الأرض أوجه في يوم الأرض، وقد اقتربت الجماهير العربية في الثلاثين من آذار إلى إطار العصيان المدني الجماعي، فتصرفت جماهيرنا لأول مرة كشعب منظم، استوعبت فيه أبعاد قضيتها الأساسية، ألا وهي قضية الأرض.
أعلنت الجماهير العربية، ممثلة بلجنة الدفاع عن الأراضي العربية إن الإضراب الاحتجاجي على مصادرة الأراضي في منطقة المثلث وذلك في تاريخ 30.3.1976.
بدأت الأحداث يوم 3/29 بمظاهرة شعبية في دير حنا، فقمعت هذه المظاهرات بالقوة، وعلى إثرها خرجت مظاهرة احتجاجية أخرى في عرابة، وكان الرد أقوى، حيث سقط خلالها الشهيد خير ياسين وعشرات الجرحى، وما لبث أن أدى خبر الاستشهاد إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي. وخلال المواجهات في اليوم الأول والثاني سقط ستة شهداء وهم:
1. خير ياسين – عرابة البطوف 2. رجا أبو ريا – سخنين 3. خضر خلايلة – سخنين 4. خديجة شواهنة – سخنين 5. محسن طه – كفركنا 6. رأفت الزهيري – مخيم نور شمس.
.
التعليقات (0)