يوم الأحد
في الأحد المتبقّي من الأصابع
على هيأة فكرة عند طاولة
قبالة ظهيرة
لم يُعدَّ لها سكان الصمت المجاور
حديقة تقلِّل من مزاج سيء السمعة .
الأحد المتدلّي من حبل غسيل يُجفِّفه
الضجر ا لعاطفي,
وحماقات الانتظار ,
يردد جزافا ’’عما يتساءلون’’ يمشي عشوائيا في اتجاه ؛كيف يتساءلون ؟
ما الداعي ليوم قيامة آخر يسيل من بين ركبتي طفلة تدشّن أنوثتها بالبكاء الأحمر فجأة؟
الأحد الجالس على كرسي هزَّاز عند شرفة تطل على المكر العائلي ؛
الجالس على رصيف شارع لم يزرِّرْ سترته يمشى عكس الدورة الدموية ؛
يمشى إلى آخر زقاق في العزلة ؛
الجالس كبوذي على حافة الإفلاس الروحي
يربت على كتف طقس منشغل بتسوية شؤون تقاعده المبكر ؛
الجالس على ركبة امرأة خرجت تتشمس في الذاكرة
كإله في المنفى
كوردة لم تتفتح في كورال عطرها
الأحد مبتور الساقين؛
يخرج للتنزه على هيأة فكرة تستحم في مسبح نظرية الفوضى
ليس شماتة في التوقيت الإداري
ليس نكاية بربطات عنق تورطت في عقدها
ليس تشجيعا لألوان لن تكتمل قوس قزح بعد صفارة الحكم الفيدرالي
لعله الهواء وحده يصلح لمغازلة النساء اللواتي
يطلع النهار من تعثُّر الماء في نظراتهن.
من المفترض
أن يعود الرعاة
بسلال مملوءة بالخلاء؛
والبحارة بحدائق ضوء تدافع عن عزلة الدلافين
من المفترض
أن يجلس الظل يرتق المسافة بين فردة حذاء مهملة
وأخرى مافتئت تتأنق في حبسها خلف فترينة .
من المفترض إنه يوم وطني لأداء الواجب الجغرافي وانتخاب الهواء بدل
توريث الكلام
والرقص بالمقلوب !
يأتي يوم الأحد بشق الأنفس ,
يأتي من ملل سترة
من بكاء أبكم
من جدار أعياه عرق العاطلين
من مفترق السؤال عن رغيف الفرن التقليدي
من بطانية يلوذ بها حلم المغترين
من زيت الزيتون تعده ربة البيت لصغيرها المستعجل دائما إلى مدرسة تغلق أبوابها برتاج بيداغوجيا فارقة.
يجلس الأحد حذو الجسر يلهو بأعضاء السراب
ليس لأنه الأحد
أو ربما كان يوما آخر يشبهه
يوم لا يعاني برد المفاصل
يوم أقصر من سلم بين قرطاج وروما
أقصر من ترتيبات لقاء أخير بين عاشقين بلا ركلات ترجيحية .
أقصر من تهريب ’’ ألف ليلة وليلة’’ إلى بورتبلات صبية القرن المراهق
أقصر من دخلة عروسين على غربتهما
من المفترض
إنه يوم خارج التاريخ
بلا نكد رسمي
بلا مهام حزبية
بلا أوهام ايروتيكية
فقط ..ثمة واحد وعشرون جراما زائدة
كل ما جاء في بالنا أن في الحياة يوم أحد متجدد !
التعليقات (0)