كان يوم 22 اكتوبر يوما عظيما في تاريخ ليبيا لقد فرح وتنفس الصعداء كل ليبي بأنتهاء حكم طاغية إرتكب أكبرالجرائم في حق شعب كان يتطلع إلى المزيد من الحريات والديمقرتاطية ، فحوله الى عبيد يعبدونه من دون الله ، وحرم الشعب من ثروته ووزعها بمينا وشمالا على حكام دول دكتاتورية وعلى جماعات إرهابية وعلى السحرة وشقاق الأقلق . وأنفقها لتحقيق طموحات شخصية وأحلام سرابية وعلى طبع ونشر وتوزيع كتابه الاخضر الأصفر السخيف . وأطلق العنان لأولاده وأبنته وزوجته التصرف باموال الدولة في البدخ ولهوهم والأسراف في مجونهم ، ويشترون القصور في عواصم أوربا واليخوت في المصائف العالمية .وكانوا أضحوكة العالم في البدخ والأبتذال والتصرف الأجرامي في عواصم العالم ووسائل الاعلام الدولية . والحمد لله الذي أطال في أعمرنا نحن الجيل المخضرم حتى نرى هذا اليوم المبارك وندعو الله جل جلاله أن تعيش الأجيال من بعدنا في حرية وديمقراطية ورفاهية وعزة وكرامة .
تابعنا بالأمس الأحتفالات بيوم التحريرفي بنغازي وجميع مدن ليبيا وقد شاركت جماهير شعبية كبيرة من النساء والاطفال والرجال في الأحتفالات إلا أنه لوحظ أن الشباب الثوار لم يشارك بشكل فعال ولم يكونوا ممثلين بشكل ظاهرعلى المنصة أو بين المتكلمين ، رغم أن يوم التحريرهو يومهم والأحتفال كان المفروض أحتفالهم وكانوا يجب أن يكونوا في طليعة الضيوف وقادة المتكلمين . فقد ضحوا بأرواحهم ودراستهم وأعمالهم وقدموا تضحبيات من القتلى والجرحى لم تقدمه ثورة عربية أو أي ثورة شعبية في عالمنا المعاصر . وفي بنغازي إستمعنا إلى خطب نفرلا نعرف من أختارهم للكلام نيابة عن الشعب والثوارفي هذه المناسبة التاريخية الهامة . وكان على المتكلمين أن يركزوا على الترحم على الشهداء ومواساة الجرحي والاشادة بالثوار وتكريم الشباب الذي ضحى بنفسه وبدمه وحياته من أجل أن يتحقق التحرير فاليوم كان يوم الشهداء والجرحى . بدلا من ذلك وجدنا المتكلمين يشيدون بالرجل الطيب المستشار مصطفى عبد الجليل ويكيلون عليه صفات المدح والتبجيل والاجلال وإن الله جاد به ليخلص الليبين من طغيان القذافي . إني أخاف على هذا الرجل الشريف المستشار مصطفى عبد الجليل من أن يعتقد إن ما يقوله هؤلاء حقا لانهم لا يريدون به كلمة حق ولكن تزلفا لحظوة عنده . وأن هذا الأسلوب للتمجيد والتبجيل الشخصي هو الذي أفسد القذافي حتى أعتقد إنه معجزة وفيلسوف العصروملك ملوك أفريفيا وعميد الحكام العرب وأمير المؤمنين ، وأعظم رئيس في العالم حتى سمى الرئيس أبوما إبنه العزيز ورؤساء الدول أصدقائه الأعزاء تواضعا لأنه أكبر منهم جميعا . حتى الملك الصالح الزاهد والنزيه إدريس رحمه الله (الذي نتذكره بالترحم عليه في هذه المناسية التاريخية العظيمة والتقدير لدوره في إستقلال ليبيا ) لم ينجو من هذا النفاق الذي تعوده العرب في عصر إنحطاطهم الحاضر . إننا نرنو لذلك اليوم الذي يقف فيه المواطنون والكتاب والخطباء العرب
أمام حكامهم علنا أسيادا أمرين لا قطيعا مداحين . فلا حكم للأئمة أو أولياء الأمور أو الملوك المعظمين بعد اليوم . كما نامل أن يكون حكامنا أكثر تواضعا ورفضا لمثل هذا المديح والتبجيل في الأعلام
. أما كلمة رئيس المجلس الأنتقالي المستشار مصطفى عبد الجليل الذي نحترمه كثيرا فلم تكن كما توقعناها. وكان من المفروض أن يركز المستشار على دور الشباب في معركة التحرير والأشادة بتضحياتهم ، وتأكيد ما تعهد به بأنشاء دولة ديمقراطية مدنية وإحترام حقوق الانسان وتنمية البلاد والخطوات التي سيتخذها المجلس الأنتقالي والأسس التي يراها في أختيار الحكومة المؤقتة . ولم يكن في حاجة للتعرض لمواضيع هي من إختصاص المؤتمر العام المنتخب والبرلمان مستقبلا وخاصة ألى موضوع ديني متشعب التفاسير مثل تعدد الزوجات فالله قد حلل تعدد الزوجات ولكنه إشترط العدل في سورة النساء في الأية الكريمة( فأنكحوأ ما طاب لكم من النساء مثتى وثلاث ورباع فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة ) وعرف سبحانه وتعالى العدل بين النساء في أية أخرى في نفس السورة ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ) . ومن هذا نفهم أن الأصل في السماح هو زوجة واحدة والله عليم حكيم . كما أن كل دساتير المسلمين تقر بأن الأسلام دين الدولة وهو تعبير شامل وكاف للتعبيرعن تمسك المسلمين بمبادئ الأسلام في حياتهم وتشريعاتهم ولا حاجة الى النص على أن الشريعة الأسلامية مصدرا للتشريع ، كما أنه لا يوجد إسلام متشدد أو إسلام معتدل بل إسلام واحد صالح لكل زمان ومكان . أما موضوع الفوائد الربوية في المصارف فذلك موضوع يجب أن يترك للبرلمان المنتخب ورأي الخبراء المسلمين . فالفوائد المصرفية المعروفة ليست ربوية في رأي الكثيرين فهي مقابل نفقات إدارية وربح ثابت مضمون لتشجيع المسلمين على إستتمار أموالهم في البنوك والشركات بدلا من إكتناز المال الذي نهي عنه الأسلام . ويمكن للحكومة إعفاء قروضها العقارية والزراعية والصناعية للمواطنين وتحمل مصاربف إدارتها وفوائدها من ميزانية الدولة كما حصل في النظام الملكي السابق . أما المصارف الأسلامية التي أنتشرت أخيرا فتستعمل لفظ الأرباح بدلا من الفوائد وهي ناجحة بين مجموعات صغيرة من السكان وتقوم المصارف العادية بتغطية الجوانب التي تعجز المصارف الأسلامية عن تغطيتها .
أني أقول هذا الكلام صراحة لأننا نحب ونتق في المستشار مصطفى عبد الجليل الذي بايعه الشعب ليقود سفينة الوطن إلى شاطئ السلامة وأنشاء دولة اليمقراطية والحريات والرفاهية ونتعشم فيه أن لا يبت في الأموربالرجوع إلى من حوله فقط ولا حتى إلى نفسه ، بل بالرجوع إلى الشعب وحده وتلبية طلباته ونواهيه وأوامره فهو السيد الأمر والداعية الأكبر والعارف بحاجاته الدنيوية وواجباته الدينية . ولنتعود على إستيعاب معنى ديمقراطية حكومة الشعب بالشعب وللشعب و يجب أن نكررهذا المعنى في كل أعمالنا وتصرفاتنا .
.
التعليقات (0)