مواضيع اليوم

يوم أن بُعِثت مصر من جديد !

هشام صالح

2011-03-20 13:02:28

0

من يرى الشعب المصرى يقف فى طوابير طويلة بكل إحترام حتى يدلون بأصواتهم ، ويرى وقوف الفنان الشهير أو السياسى الأشهر أو المسئول بجانب الرجل البسيط ، ومن يرى وقوف رئيس الوزراء فى الصف مثله مثل غيره ، ومن يرى أول إستفتاء لا نعلم نتيجته النهائية - وإن كنا نعرف أن تدخل أصحاب الأيدولوجيات المعروفة ساعدو فى إنتشار الموافقة على التعديلات ، وذلك بتوجيههم لعامة الناس وبخاصة الغير متعلمين بأن التصويت بنعم هو تصويت مع الإسلام أما التصويت بالرفض فهو تصويت ضد الإسلام (!) ، وهذه هى النقطة الوحيدة السيئة فى تلك التجربة الفريدة من نوعها - ومن يرى ذلك الرجل الأبكم الذى ذهب ليدلى بصوته وينطق بفرح مصر مصر ، ومن يرى ذلك الرجل المُسن وتلك السيدة المُسنة يذهبا ولأول مرة من تلقاء أنفسهما ليس لمجاملة مرشح قريب أو حبيب ولكن لأنهم يشعرون أن صوتهما له أهمية ، يتأكد أن مصر فعلاً تغيرت .
أمس ظهر للجميع أن ما يُقال عن سلبية الشعب المصرى هو محض إفتراء ، فمنذ يوم 25 يناير والشعب المصرى يصنع تاريخ جديد ليس له فقط ولكن للعالم وللمنطقة العربية بوجه خاص ، وحكام الدول العربية المُتوجسون خيفة من التحول فى مصر عليهم أن يقفوا بجانب الشعب المصرى ويراهنوا عليه ولا يراهنوا على نظام حكمه السابق والساقط من التاريخ .
لذلك على الجميع أن يعلم أن مصر بُعِثت من جديد والرهان يكون على الشعوب وليس على أنظمه غير شرعية إحتكرت السلطة والثروة ومقدرات شعوبها ، حتى الآن لم نرى دولة عربية أيدت علناً ما حدث فى مصر ، ولم نرى وقوف أى نظام حاكم لأى دولة عربية مع الشعب المصرى وقياداته الجديدة ، فالكل متوجس مما يحدث ، وموقف الشعوب العربية يختلف تماماً عن موقف حكامهم ، فمعظم الشعوب العربية إبتلاها الله عز وجل بحكام يتشابهون فى كل شىء ، بداية من الديكتاتورية ونهاية بحكمة هؤلاء الحكام التى يتغنى بها منافقيهم .
ومصر اليوم تحتاج إلى بيئة مناسبة لتمر تلك الفترة الحرجة بسلام وأمان لأن هناك من ينظر لها ويحسب حساباته ، فأعداء مصر الحقيقيين –الخارجيين - يعلمون أن أهم شىء يُهددهم أن تكون مصر ومعها الدول العربية دول ديمقراطية ، فالديمقراطية وهى التى يتنعم فيها العدو الأول لمصر والعرب ويتباهى بها قادتها من أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة التى تعيش فى محيط من الديكتاتوريات ولكن عندما تتباهى بذلك فهى تشعر بالخوف من وصول الديمقراطية لمحيطها الديكتاتورى (!) .
وهناك أيضاً أعداء للثورة داخليين وهم أشد خطراً من أعداءها الخارجيين ، لأن الآخرين معروفون ومكشوفون أما الأعداء الداخليين فهم يعملون كطابور خامس وكالمنافقين يلبسون ويلتحفون برداء الثورة الجديد ليداروا أجسادهم ولحم أكتافهم الذى تربى من خير وعطايا وفساد النظام السابق الذى يبايعونه سراً ويتمنون عودته .
وعلينا جميعاً أن نعلم أن مصر فى فترة ميلاد جديد وفترات الميلاد تحتاج لرعاية خاصة ونكون متنبهين لأن أقل شىء من أعراض المرض لو لم نعالجه بسرعة ويقظه من الممكن أن يتحول إلى مأساة .
أتمنى من الله أن يحمى مصر من أعداءها الخارجيين ومن قبلهم الداخليين .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !