يوميات 8

كنت انا ومجموعة من الاصدقاء قبل 8 سنوات نجتمع مرتين في الاسبوع في بيتي ، ونبحث في المواضيع الثقافية والادبية والاجتماعية والتاريخية ، نتناقش ونتبادل الاراء ويطرح احدهم رأيه حول كتاب او موضوع ما ، قام بقراءته مؤخرا.

وكثير من لقاءاتنا الثقافية كانت تعقد في ليال الشتاء الباردة والممطرة حيث الساعات الطويلة المتزامنة مع قطع مستمر للتيار الكهربائي خصوصا في فصل الشتاء .

وكانت امي (رحمها الله) تلقي بلائمة على اصدقائي لكثرة الاجتماع في بيتنا خوفا منها ، ان تشعر السلطات الامنية الحاكمة بوجود اجتماعات ليلة شبابية في بيتنا لان اللقاءات والاجتماعات الشبابية خصوصا في ساعات اليل خط احمر انذاك.

ومع تأكيدي المستمر لامي العزيزة من اننا لا نناقش الامور السياسية او المتعلقة بنظام الحكم وانما فقط الثقافية ، الا انها رحمها الله ظلت منزعجة من كثرة تردد اصدقائي الى بيتنا ، وكانت تردد على مسامعي المثل الشعبي الذي يقول (الباب التجيك منه ريح سده واستريح ).

رحمها الله .

مرت السنوات وانتقل البلد الى مرحلة التغيير الجديد ، ولم نعد نجتمع كما كنا في الايام الخوالي فأصدقائي تفرقوا بعيدا عني ، منهم من انتقل الى جوار ربة ومنهم من هاجر الى الخارج.

وانا أكتب هذه الكلمات ، وكلي حنين الى تلك الايام الجميلة واللحظات الممتعة التي قضيناها مع الاصدقاء على موائد الادب والثقافة ، أتسأل مع نفسي هل من الممكن ان نجتمع ثانية وفي نفس المكان ونحن نتناول الافكار ونتبادل الاراء حول مرحلة التغيير الجديدة التي يمر بها البلد ، ام انها ايضا خط احمر مفروض من السلطة الجديدة ممنوع تجاوزه.

السبت

2/10/2010

راميار فارس الهركي