كان يعيش كباقي الناس قبل ان تجمعه الايام بها ، ينام باكرا وينهض باكرا ليباشر عمله المعتاد في احدى الدوائر الحكومية ، ثم يعود بعد ساعات العمل المملة الى بيته، يعيش في وحدة قاتلة اعتاد عليها منذ سنوات.
مرت الايام وهو يعيش في روتين قاتل ، ذهاب الى العمل وعودة الى وحدة قاتلة لا مؤنس فيها ولا انيس.
شأت الصدف ان يلتقي بها في احدى ميادين العمل بعد ان عرفها وعرفته وتكلم معها وتكلمت معه ، وشيئا فشيئا وقع في حبها كالغريق الذي لا يعرف الى النجاة سبيلا .
بات يفكر بها صباحا ويلحم بمصارحته لها وبحبها له ، ليلا ، واستمر على هذه الحال ايام واشهر كانت بالنسبة اليه سنوات طوال .
كان كالسجين بين جدران السجن همه الوحيد الانعتاق من سجنه والانطلاق الى فضاءات الحرية ، اما هو فكان همه الاكبر الانعتاق من سجن الصمت والبوح بما يختلج في صدرة من أحاسيس ومشاعر نحوها.
في أليل كان الكاتب يكتب ، والمحامي يراجع قضاياه ، والمهندس يخطط لبناء مشروعاته.
اما هو فكان يحلق ليلا في خيالات العشاق التي لا تعرف للخيال حدودا يبني قصورا من الحب والسعادة عسى ان تجمعه معها في الاحلام ، بعد ان حكم عليه الواقع بالسجن المؤبد بين جدران الصمت.
تمضي ساعات أليل يبني ويحلق ، وتأتي ساعات الصباح مسرعه ، يقوم من فراشه وهو منهك من كثرة البناء والتحليق .
التعليقات (0)