في حياة كل منا الكثير من المواقف الانسانية المشرفة التي لا نسطيع نسيانها وتبقى راسخة في الاذهان عقود طوال .
فبعد مرور 9 سنوات على موقف جليل مر بي في احدى مراحل حياتي ، عادت بي الذاكرة وانا جالس في مكتبتي الى موقف انساني نبيل انقذني من براثن الضياع عندما كنت مغتربا عن بلدي وبعيدا عن الاهل والاصدقاء.
بعدما انقطعت بي السبل وانا غريب عن هذا البلد ، غرد طائر الامل واسمعني الحان جميلة لم اسمعه بها من قبل.
أهداني الامل ، انسانا وصديقا واخا عزيزا امتاز بالفضائل النبيلة التي قرأت عنها ولم اصادفها من قبل مع نفسي او مع الاخرين.
جاءني الامل بهذا الصديق الذي ضرب لي مثالا حيا عن معنى الصداقة الحقيقية وحب مساعدة الاخرين ، ليقف الى جانبي في السراء والضراء ، لا يكف عن تقديم الدعم المادي والمعنوي لي حتى اللحظات الاخيرة وانا اقف على شرفات المطار اودعه والحزن بادي على قسمات وجهي، للعودة على بلدي.
ومرت السنين والاشهر والايام وانا ادعو الله ان يجمعني مع هذا الانسان قبل حلول ساعة الفراق عن هذا العالم ، لاقدم له كامل حبي وتقديري وشكري وامتناني ومكافأته على صنيعه معي.
وقبل عام من الان سافرت الى نفس البلد ، ولحظة وصولي توجهت من فوري الى عنوان صديقي العزيز وكلي أمل ان التقي به بعد تلك السنوات ، ولكن الذي حدث كان عكس ذلك ، فقد اخبرني جاره انه ترك المكان ما يقارب 7 سنوات ولم نعد نسمع عنه اي شيء خصوصا انه في بلد مترامي الاطراف والكل منشغل بأموره الدنيوية .
عدت الى الفندق وكلي حزن واسى مما سمعته من ذلك الجار ، وبقت ايام ابحث عن صديقي ، اسال هذا وذاك دون ان اتلقى جوابا شافياً.
قررت بعدها العودة ، وقبل ان اتوجه الى المطار ذهبت الى بيت جاره القديم وكتبت رسالة الى صديقي بكلمتين هما :
(لم انساك ولن انساك) .
وقلت لجاره : سلمها اليه عندما يعود في يوم من الايام.
توجهت بعدها الى المطار استعدادا للعودة الى احضان وطني الحبيب .
راميار فارس الهركي
التعليقات (0)