مواضيع اليوم

يوميات-3-

راميار فارس الهركي

2009-10-22 16:03:07

0


اجلس في غرفتي الواقعة في احدى الفنادق القريبة من مركز المدينة ، لااكتب اليك ياأخي العزيز رسالة اوضح فيها كل شيء رأته عيني واستساغه عقلي عن هذا البلد الذي انا فيه حالياً .

منذ الوهلة الاولى التي هبطت فيها الطائرة في احد مطارات هذا البلد الفسيح ، كانت نفسي تتشوق للعيش فيه عيشة كريمة والتعايش مع ابناءه والعثور على عمل يكفيني حاجتي والسكن في منزل مريح والاقتران بالفتاة التي يختارها قلبي بعيداً عن ضغوطات الاهل والاصدقاء ، ولكني ماذا وجدت ؟ ويارتني ماوجدت ؟

يااخي العزيز:

وجدت ان ابن البلد لايكف عن الاستجداء والوقوف مطولاً امام تقاطعات الشوارع ليل نهار ماداً يديه للمارين من ذوي الخير والاحسان .

وجدت ان المئات من العوائل بل الالوف لايملكون بيتاً يأوون اليه وكل بيوتهم ماهي الا عبارة عن خيام كالتي يستعملها البدو في الصحاري.

وجدت ان اهل السلطة يتغندقون بحياة الترف لايائبهون بما يحصل لأبنائه من قتل وتدمير وتهجير ، وقد شغلهم السباق الحثيث على سرقة الاموال والحصول على امتيازات لهم ولذويهم .

وجدت ان المئات من العاطلعين عن العمل من ذوي الشهادات العليا يقضون يومهم اما في التسكع على صحفات الانتر نت او في الشوارع والاسواق.

وجدت ان الايتام والارامل لامعيل لهم ولاعمل يبعد عنهم خطر الحاجة والمجاعة ، ولاسبيل لهم سوى الشوارع يسترزقون منها شتى انواع الرزق .

وجدت ان الحب والاخلاص للوطن وللحبيب صار سلعة يباع ويشترى بها ، فلا حب حقيقي ولااخلاص ولاهم يحزنون.

وجدت يأاخي الكريم ان ضمائر الناس ميته لاحياة فيها بعد ان انهكتها الحروب والمجاعات والكوارث الانسانية وتعاقب الظلمة من حكام هذا البلد.

فبعد كل هذا وذاك ، واقولها لك خصوصاً بعد ان تسلمت منك رسالة وانت تدعو لي الله ان يوفقني ويسدد خطاي للعيش حياة كريمة خالصة بعيدة عن حياة الذل والمهانة التي عشتها في بلدي .

اقولها لك انني لست بحاجة الى دعاءك بعد الان هذا لاني سأحزم كل شيء واغادر هذا البلد للعودة الى بلدي فالعيش بذل ومهانة خير لي الف مرة من العيش في بلد يعج بالارامل والايتام والمتسولين والعاطلين عن العمل .

ارى من الافضل ان تدعو الله ان يصب بركاته على رؤوس المساكين من ابناء هذا البلد ا وليس لي لاني فرد واحد مقابل الملايين من الافراد الذين هم اولى بدعاءك .

دمتَ بخير
اخي الحبيب

راميار فارس

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !