قبل كل شيء ، انا شخص لااستطيع العيش بدون كتابة مذكراتي اليومية حتى ان البعض من الاصدقاء يصفون فعلي هذا بالتافه والغير مجدي ، اما انا فأرى عكس ذلك ، فأنا اعتبر كتابة المذكرات ، الجدول الذي يسير حياتي نحو الهدف الذي اسعة انا نحوه.
وقفت على شباك المحاسب في الدائرة التي اعمل فيها وهو حال كل موظف عندما يشارف الشهر على نهايته وقفت لاستلام راتبي ، بعد ان استلمت هذا الراتب الذي لايسد رمقي حتى نهاية الشهر ، قمت بتوزيعه على الدائنين الذين وحتى يوم أمس اصموا اذني من كثرة هواتفهم ورئاسلهم تذكيراً منهم بموعد سد مستحقاتهم التي في ذمتي.
قبل ان اصل البيت مررت على المكتبة واقتنيت بعضاً من مؤلفات الكاتب جرجي زيدان حيث كانت الكتب التاريخية تجذبني منذ الصغر بما فيها من عبر ومواعظ التي لو التزم بها اولي الامر لما الة احوال الامة الى ماهي عليه الان من تفرقة في الصف وتبديد في الاراء السديدة وعدم الاخذ بها وتسلط الاقوياء على رؤوس الضعفاء .
دخلت من الباب الخلفي للبيت المؤدي الى المطبخ وضعت ماقتنيته من كتب على الطاولة الكبيرة التي غالبا ًماأكل عليها وجباتي المعتادة وهي من اعدادي وتقديمي ، حيث اعيش على مبدأ اخدم نفسك بنفسك منذ 20 عاماً لاني غير متزوج ولااعرف ماهو سبب عزوفي عن الزواج اهي عقدة نفسية ام هو هروب من واقع وصفه البعض لي على انه الجحيم بعينه ... عموماً لاادري .
حدثتني نفسي ذات يوم بالذهاب الى احدى بيوت الدعاة المنتشرة في حارتنا ماشاء الله ، وتمتيع نفسي فكثيراً ماسمعت عن تلك البيوت ومايقدم القائمين عليها من خدمات انسانية ، في نظرهم ، حيث قادني حظي العاثر الى احدها ، فكانت النتيجة ايداعئي واياهم في احدى مخافر الشرطة بتهمة القيام بأعمال مخلة للاداب .
صدر قرار فصلي من الدائرة التي عملت فيها 20 عاماً وبات علي الان البحث عن عمل اخر، احدهم قال لي ان الشخص الفلاني مدير الدائرة الفلانية اقاربه ، فكتب له رسالة بخصوصي لاذهب اليه حاملاً اياها علني اجد عمل استرزق من خلاله .
نظر الي المدير نظرة المتفحص وقال لي : ان الرسالة التي بين يدي توصيني بتعينك عندي ولكن وقالها باللهجة العامية (تكدر تدفع) ، عندها ادرت ظهري اليه وخرجت مسرعاً بعدما ذهب ماء وجهي امام موظفين وموظفات الدائرة .
راميار فارس
التعليقات (0)