في قصر رملي بإحدى زوايا غرفة الأرشيف الواقعة بدائرة حكومية تدور أحداث قصتنا
وبطلتها نملة اعتادت الروتين الممل . تصحو كل يوم لتبحث عن لقمة عيشها في هذه الدائرة
الحكومية ، وتحاول بشق الأنفس تفادي أرجل المراجعين الذين يريدون أنهاء معاملتهم مئات المراجعين
لا تدري من أين تأتي المخاطر فهم مسرعين من مكتب إلى أخر .
وتوقفت ألنمله متعجبة وتقول في نفسها : يا للبشر إنهم يخترعون الانترنت ولا يستفيدون منه لماذا لا تكون جميع معاملاتهم
عن طريقه بحيث يقوم المراجع من بيته بإرسال معاملته الكترونيا ويعقب عليها ولكل مواطن رقمه السري الخاص إنهم البشر يحبون الزحمة الشديدة.
فأكملت النمله طريقها وهي تحاول تفادي الأوراق ألمرماه على الأرض والممزقة في كل مكان
ولكن يا لهذا الحظ فقد وقعت في علكة على الأرض وحاولت جاهدة التخلص منها ولكن للأسف فقدت إحدى أرجلها العزيزة عليها .
وبعد هذا الحادث المأساوي ذهبت إلى غرفة الصادر والوارد لأنها تعرف إن الموظف قد حان وقت إفطاره .
فهو يفرش الجريدة بعد أن يقرئها على المكتب ويضع صحن الفول و الجبنه والزيتون وكاس الشاي وحوله المراجعون
يصرخون يطالبونه با نهاء معاملاتهم . وكأنه لا يستمع إليهم فقضمت النمله قضمة من الخبز وشربت من قطرات الشاي المسكوبة
على المكتب وحملت معها قليلا من الجبن متوجهة إلى قصرها الرملي
وهي تعرج . ومن مواهبها أنها تعرف متى ينهي المراجع معاملته من خلال جزمته نعم
فإذا كان يلبس شرابا ابيض اللون و جزمته سوداء لامعة سينهي ألمعامله من يومه
وإذا كان يلبس جزمه سوداء عادية يلزمه يوم أو يومان لإنهاء ألمعامله
وإذا كان يلبس حذاء عادي يلزمه أسبوع ليوقع أوراقه
وإذا لبس شبشبا عاديا يلزمه من الوقت أسبوعين أو ثلاث ليأخذ أوراقه
فالناس مقامات بحسب أحذيتهم . والموظف يعرف المصلحة العامة و مصلحته الخاصة وهي الأهم .
وأخيرا بعد عنا وصلت النمله للقصر وهي تأمل أن تنتهي المأساة ويتقدم البشر .
التعليقات (0)