مواضيع اليوم

يوميات مواطن عربي ...

يوميات مواطن عربي ..
قالوا إنني أنا المواطن العربي التي توجهه جميع خطط التنمية من اجل مصلحتي ومصلحة أبنائي من بعدي ، وقالوا إن الوطن بحاجة الى شد الأحزمة على البطون ، فشددننا الأحزمة حتى كادت أن تختلف أضلعنا ، بعد أن زعموا أن الوطن يمر بضائقة مالية عصيبة ، وفترة اقتصادية صعبة ، وان أبناء الوطن عليهم جميعا أن يكونوا معا في الوقت الذي يحتاجهم الوطن لأنه أعطاهم .. فعليهم أن يعطوه ...

وفي يوم النفير دعانا الوطن الى الحرب ، فقدمنا التضحيات تلو التضحيات والشهداء قوافل تلو قوافل .. وزادت نسبة الأرامل والأيتام والأمهات الثكلى .. وزادت نسبة الحزن في القلوب وعمت الكآبة معظم أبناء الوطن على فقدان الأحبة وفلذات الأكباد في ما يسمى الدفاع عن الوطن .. وكان يتوقع من فقد أن يعوض براحة البال ونعيم الحال واستقرار البلاد وان يحظى بكرامة الإنسان التي يتحدث عنها من سافر خارج الأوطان وشاهد البلاد العجيبة التي تدر لبنا وعسلا كما يقولون .. ليسمع بعدها ويعرف أن تلك البلاد تعيش على ثروات بلادنا وخيراتها ونحن لا ينالنا منها إلا الفتات . وان ذلك اللبن والعسل ما هو إلا من خيراتنا ..

قالوا إن القانون يحكم الجميع . وان الناس متساوون أمام القانون .. وان العدل هو الأساس .. ولا فضل لأحد على الآخر إلا بمقدار ما قدم وعمل .. ليكتشف المواطن العربي أن قضية القانون قضية مطاطة تطول وتقصر أمام البعض .. فربما يحذف القانون أو نصوصه أمام قضية معينة لأحدهم أو ربما يستحدث قانون جديد على عجل لتنفيذ أمر يخص احدهم .. بينما يطال العادي بما ورد في نصوص القانون دون زيادة أو نقصان .. فيتهم بإثارة النعرات الطائفية والتمييز العنصري والحقد الطبقي .. كما نه سيظهر على انه لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب .. وبالتالي سيظهر على انه ( مشاغب ) ويقدم للمحاكمة والتهم جاهزة عدم الانصياع للقانون .. واذا اعترض وقال إن القانون هذا طبق في أكثر من موقع بأكثر من شكل اتهم بأنه متمرد .. وضد الشرعية .. ويجوز عليه ما يجوز على الخارج عن القانون .

قالوا إن الدين الإسلامي هو الدين الرسمي للدولة .. وان التشريع مستمد منها .. وان الدولة تحفظ حق الفرد في العبادة للمسلم وغير المسلم .. فتم اعتقال الكثير لأنه يصلي خلف إمام بعينه .. أو لأنه يصلي بمسجد يبعد عن حيهم .. أو لأنه يصلي الفجر جماعة .. أو ... ومن كان لا يصلي ولا يتعبد ويخالف الشرع والقانون .. لم يكن بمأمن عن ذلك كله .. فقد يتهم بالشيوعية .. وبالتالي الحزبية .

وإذا اعترض المواطن على ان القانون المعمول به ليس دينيا ولا من الشريعة فانه يكون متزمتا متطرفا وإرهابيا وأصوليا .. وتلصق به أوصاف وتهم لا حصر لها .. فلم أجد دينا يتعرض للشتم والتعدي والتصدي من أتباعه فضلا عن غيرهم أكثر من الدين الإسلامي .. ولم أجد فئة من الناس تتعرض الى مثل ذلك أكثر من المسلمين ... حتى الهندوس والبوذيين والسيخ وحتى من هم بلا دين لا يتعرضون لمثل ما يتعرض له المسلم في بلاد الإسلام فضلا عن غير المسلمة .

قالوا إن فلسطين قضية العرب والمسلمين المركزية .. وان إسرائيل العدو الأول للأمة العربية والإسلامية ..
وذلك العداء يحتم على الفرد مجموعة من المتطلبات .. وتلك المتطلبات إذا ما قام بها الفرد العربي والمسلم .. اتهم بأبشع الأوصاف من العنصرية والتطرف والإرهاب وإثارة الفوضى وتعكير الهدوء العام وزعزعة الاستقرار والإساءة إلى دول الجوار وتخريب العلاقات البينية بين دولته والدول المجاورة ...
وإذا ثبت انه عميل لإسرائيل يقع في اشر من ذلك ، وإذا حاربها ، وقع فيما وقع فيه الأول .. فبات المواطن لا يعرف ماذا تريد الحكومة منه وماذا يريد هو من الحكومة ...
فمثلا في إسرائيل يجمع غالبية اليهود على العداء للعرب كما تجمع قيادتهم .. وتلك سياسة مرسومة لا تتغير بتغير الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ..
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !