يوميات مشرقية
كمال غبريال
الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 09:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
• تحت خيمة القداسة كثيراً ما ترتكب الموبقات.
• الشرق الأوسط ليس أتعس حالاً من مناطق كثيرة بالعالم منكوبة بكوارث طبيعية كالانهيارات الجليدية وحرائق الغابات والبراكين والزلازل والأعاصير وموجات تسونامي، فكل الفارق هو أن كوارثنا ليست طبيعية وإنما بشرية، عادي جداً. . أقوى مظاهر الوحدة الوطنية الاستشفاء ببول البعير للمسلمين، وبتراب قبور القديسين ورفاتهم للأقباط. . يحدث هذا حين يختار الناس الوهم هرباً من مرارة الحقيقة وقسوتها والعجز عن مواجهتها. . يحدث هذا حين تكون حرفة الإتجار بالدين أكثر ربحاً من أي مهنة شريفة، فحينها يكون الطلب على ابتياع الوهم يفوق الطلب على رغيف العيش. . هناك شعوب لا تعيش إلا في ظل الحرية، وأخرى لا تستطيع العيش إلا بالديكتاتورية، وهذا هو الفرق بين مصطلح "جماهير public" ومصطلح "غوغاء crowd". . هناك حرية رأي وهناك حرية نهيق ونعيق وعواء، وكلاهما مقدس ما لم يتطور إلى أفعال يجرمها القانون.
• سوف تنتهي مسلسلات تخبط الإدارة الأمريكية لو استطاعوا فهم شعوب الشرق الأوسط فهماً جيداً بما فيه الكفاية. . كما تسيء شعوب الشرق استخدام الديموقراطية، تسيء أمريكا استخدام البرجماتية، فالجهلة والسذج أخوة. . أتمنى للأمة الأمريكية المسارعة بإرسال أوباما إلى مزبلة التاريخ، فالشعب الأمريكي وحده هو الذي سيقرر إن كان أوباما يستحق المحاكمة على ما اقترف من أخطاء قاتلة، أو يستحق فترة ولاية ثانية.
• ثلاثون عاماً على مجزرة صابرا وشاتيلا التي ارتكبها من تجردوا من الإنسانية وتدنوا لمرتبة الوحوش، ضد من جعلوا أنفسهم أداة قتل للإيجار لأعلى الأسعار.
• أعتقد أن رد الفعل المناسب الوحيد على تمزيق المدعو فلان للإنجيل هو التجاهل، ومقاطعة أي وسيلة إعلامية تبرز أخبار هذا الكائن وفعله التافه. . أعتقد أن جريدة "اليوم السابع" بالقائمين عليها تمثل تجسيداً حقيقياً وأصيلاً للحالة المصرية. . نقول كمان وكمان: أتوسل للمستنيرين في وسائل الإعلام والناشطين السياسيين وأهل الفيسبوك والتويتر الكرام، لا ترددوا أقوال المتطرفين المهاويس بغرض التنديد بهم، فأنتم هكذا تجعلون من أنفسكم مكبرات صوت لنعيقهم وعوائهم. . تجاهلوهم يا سادة يرحمكم الله.
• مهما كانت مهارة الإخوان في خداع الجماهير فلن يصلوا لبراعة عبد الناصر، الذي أوصل مصر والمصريين إلى الحضيض، وهو يحدثهم عن العزة والكرامة التي يعيشون في ظلها!!
• بلغني أن "مادلين" أرملة إبن شقيق الأنبا شنودة المقيمة في أمريكا قد رفعت قضية لكي ترث الثروات الهائلة التي تركها صاحب القداسة معلم الأجيال، فهل هذه المعلومة صحيحة؟. . هل تعرفون صاحب النيافة الذي يضع بنديرة بالدولار لإعطاء تصاريح الزواج؟!!. . يعادون العلمانية في الحقيقة ليس لأنها ضد الدين أو ضد الله، ولكن لأنها ستقطع أرزاق المتنطعين والمتاجرين باسم الإله. . أربعون عاماً من الفساد الممنهج متعدد الألوان، لابد وأن تحيل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المفترض أنها بيت الصلاة إلى مغارة للصوص والأفاقين. . كعادة البعض من المتدينين الإتيان بتصرفات رديئة ينسبوها لدينهم، ثم ينسبون للآخرين الإساءة للدين، سمعت أن أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية سينتجون فيلماً عن الأنبا شنودة بداية من طفولته، أتعشم أن يكون هذا الخبر كاذباً، فهذا في شرعي أكبر إساءة للمسيحية، لأنها حلقة في مسلسل بدأ منذ جلوس الأنبا شنودة على الكرسي المرقسي، يحول المسيحية إلى عبادة الكهنة.
• لا يتمتع الشعب الأمريكي بعشر الحرية التي يرفل فيها الشعب المصري. . ما أروع أن تعيش حراً كبهيمة تنطلق في كل اتجاه كما يحلو لها دون رابط ولا ضابط!!. . كنت دوماً أنتقد تهديد الآباء لأبنائهم عندما يرفضون النصيحة بقولهم "أنت حر"، وكأن حريته تعني ضياعه، والآن فقط أدركت كم الحرية خطيرة على أبناء ثقافتنا وبيئتنا.
• هل ما يحدث مع قوات حفظ السلام الدولية بسيناء هو الخطوة الأولى لضياع سيناء وعودة الاحتلال الإسرائيلي إليها؟. . هكذا خاصة بعد الربيع العربي يتأكد من زرعوا إسرائيل في المنطقة تحقيقاً لأهدافهم أنهم كانوا على صواب.
• كانت هناك إجراءات اقتصادية ملحة جبن نظام مبارك عن اتخاذها خوفاً من الجماهير، فهل يجرؤ عليها الإخوان بما يتمتعون به من سلطة تستند لشعبية حقيقية، أم هي شعبية مؤسسة على الخداع وبيع الوهم، ويوم يلتزم الإخوان بالواقعية ستنقلب عليهم وتفتك بهم ذات الجماهير؟. . هو احتمال وارد وإن كان ضئيلاً للغاية أن يؤدي تولي الإخوان والسلفيين السلطة ومعها المسئولية إلى التزامهم التعقل والعقلانية، والبدء التدريجي في التبرؤ من أفكارهم المتهوسة والمتخلفة المفارقة للعصر ومصالح الناس.
• ليس من الحرية ولا من عمق التدين الإساءة إلى مقدسات الآخرين. . أقول هذا خارج دائرة ما يبدو ابتزازاً للأقباط أفراداً وجماعة للاعتذار عن جريمة لم يرتكبوها. . الفيلم المسيء يخلو تماماً مما قد يعد فكراً نقدياً، هو مجرد سفالة وسفاهة ترمي إلى إهانة الملايين وإثارة ضجة واستجلاب شهرة، وقد تحقق لصانعيه ما أرادوا بفضل ردود الفعل التي نشهدها. . هذا رأي إنسان حر لا يخضع لإبتزاز وإرهاب، فقط يقول ما يعتقد أنه كلمة حق.
• استطلاع رأي: هل تعتبر الملاحقة القضائية إن حدثت للفريق/ أحمد شفيق فضيحة للدولة وللقضاء المصري؟!!
• في الذكرى الحادية عشر لغزوة 11 سبتمبر. . كل عام والحضارة والحرية في ازدهار. . لقد ارتفع الآن في سماء مانهاتن برجان أعلى وأعظم مما استهدفهما رسل الظلام والجهل، وسيبقى تمثال الحرية في نيويورك يرفع عالياً شعلة انتصار الإنسان الحر المبدع.
التعليقات (0)