ح 1ـ زوج الأربعة أسعد
بينما كنت أسترح من خطر الهبوط .. سمعت بكاء .. نظرت من بين ثغرة الستارة .. لأجد فتاة جميلة ..ملامحها بريئة .. ومن مظهرها في العشرين من العمر .. خدودها محمرة من كثرة البكاء .
جلست بجانبها فتاة في مثل عمرها .. لكنها حزينة .. ولكن لا تبكي .. فقط مكتئبة .
فقالت الفتاة :
ـ ما الأمر؟.. آلا يمر يوم دون شجار ويسمعكم الجيران .. سيفرون في القريب منكم .
فقال شاب يجلس في المقابل .. مستند علي الأريكة ومسترخ .. يمد قدمه علي الطاولة الأنتريه . غير مبالي لما يحدث :
ـ رنا السبب تخترع المشاكل .
فقالت رنا :
ـ أنا السبب .. كل مرة نتشاجر لسبب .. أم اليوم مع حق حتى في ضربك .. أو شنقك .
فقالت الفتاة الآخر :
ـ ماذا فعل لكل ذلك ؟.
رنا :
ـ الأستاذ أخوك .. يريد أن يكون زوج الأربعة .. أسماء ما رأيك أقم أضربه .
أسماء :
ـ أنا من سيضربه .. حسن أنت أتجنت ..أنا بحب رنا هموت لو لم نتزوج .. صراع مع الأيام لخمس سنوات .. لم يمر علي زواجكم عام .
حسن :
ـ قبل ما تتحدث في إلا حدث قبل مانتزوج .. أعرفيا أنا أريد التزوج عليها لما ؟.
أسماء :
ـ رنا وسيمة .. ذات أخلاق .. متعلمة .. بتحبك .. تريد أكثر من ذلك ؟.
حسن :
ـ أجل .. في صفات ليست فيها وأنا احتاجها وهي لا توفرها لي لذا سأتزوج .
رنا :
ـ لا تكررها قبل ما أقف وأضربك .
حسن :
ـ أرأيتي هي هكذا باستمرار .
أسماء :
ـ ما الصفات التي ليست في رنا .
رنا :
ـ أسماء .
أسماء :
ـ انتظري .. أخبرنا.
حسن :
ـ الأولي ..أردها تكون أمي .. الأم الحنونة .. عطائها اللامحدود..عطائها الصامت الذي لا يتبعه من ولا أذى ..لا تفكرني دائما بما تفعله من أجلي . أريدها أمّا ً في سعة صدرها معه وفى تسامحها وعفوها إن أخطأت ..وفي تشجيعها علي التقدم خطوة لأمام ..في تسليتها له والأخذ بيديه في الضراء والفرحة والبهجة في السراء .
في سهرها بجواره عند مرضه أو أثناء عمله وفي بشاشتها ..وسعادتها عند حضوره وقلقها ولهفتها عند غيابه..أريد تكون أمي التي فقدها بعد زواجي لأحن إليها كلما أحسست بحاجتي إليها .
رنا :
ـ وأنا لست هكذا أليس كذلك .
حسن :
ـ أجل في لحظة حنانك تذكرني بما تفعلي .. وحينما أنظر لوجهك لا أراها بشوش باستمرار .
رنا :
ـ مثلما أنت تحتاج حنان الأم أنا أحتاجه منك .. لذا أذكرك بما أفعل ربما تشعرني بلحظة حنان تنساني التعب ..ووجهي البشوش لم تفكر حينما تراني حزينة عن سبب حزني .. وأنا لا أساعدك في التقدم أليس كذلك .. ..
أسماء :
ـ والثانية .
حسن :
ـ أردها.. تكون الحبيبة العاشقة التي تتفنن في سرقة قلبي .. دائما بمظهر جديد .. لا بملابس المطبخ.
أرداها امرأة تتباهي بقوامها وعطرها كما تباهي بأنوثتها وسحرها ..أرادها أنثي تجعل لا أنزل نظري عنها .. منظرها وعطرها ولين جسمها وكلماتها تهز كياني ..أرداها تذوب بين يدي عشقاً وشوقاً وهياما ً.
رنا :
ـ الحبيبة لا تهتم بالمطبخ وهذا ما أفعل .. ولا تتذكر بعدما انتهي وألبس أجمل الثياب .. وأتعطر واتباهي بأنثوتي لا تتذكر كل ذلك .. لما لا تفعل أنت ذكرك .. وأنت قادم من عملك ومتعرق .. هل لم أقدم عليك يوم واحتضنك كالعادة .. أقلت لك يوم غير ملابسك أولا ً أو تعطر .. الذوبان أسأل نفسك .. لن أقول ..
أسماء :
ـ لما لم صمت ؟.. والثالثة .
حسن :
لا يكفي .
رنا :
ـ أنت بدأت أكمل والثالثة .
حسن :
ـ أرداها صديقة التي أبث إليها همومه وأستشيرها في أموره..تحفظ سري وتستر عيبي ..
لا زوجة تفشي سري وتفضح عيبي بين جاراتها وصديقاتها وأهلها .. أريد فيها عقلك و حكمتك و مشورتك ..
أرداها إن تكلمت فتحسن الاستماع ..لا إن تتكلمي فتكثري الشكوى من أعباء المنزل و المشاكل.
فألجأ إلى الصمت المنزلي أو إلى أترك البيت وقضاء معظم الوقت مع أصدقائه الذين يفهموه ويسمعوه!
رنا :
ـ من سأطلب منه أعباء المنزل أبي ..وأنا لا أخرج من المنزل..أنت ترفض ذهابي بأي سبب لمنزلنا .. وقطعت علاقتي بأصدقائي .. فمع من سأتحدث أخبرني .
حسن :
ـ عندك حق .
أسماء :
ـ والأخيرة .
حسن :
ـ أرادها تعد لي الطعام بيديها حتى وإن كان لديك خادمة .. أن ترتب أغراضي بنفسها ..أري لمساتها في أركان البيت .. تعتني بملابسي ومظهره ومظهري .. ما هذا ما تفعليه .
رنا :
ـ أجل من الخادمة.. تريدها خادمة .. لما لم تقولها .
أسماء :
ـ حسن أبحث لك عن الثلاثة أم أمامك فتيات ستختار بينهم .
حسن :
ـ لا تبحثي وجدت الثلاثة .
رنا :
ـ هكذا .. إذا ستتركني قبلما تتزوجهم .
حسن :
ـ لم أكمل .. وجدت الثلاثة فيك .. لكني لم أكن أراهم .. أريد الأربعة فيكِ لذا تحدثت .. كي تنتبهي أكثر .
تقدم وأمسك يده وقال وهو مبتسم :
ـ متأسف علي ما قلت .
رنا :
ـ أنا أيضا ً .. لم أفهم ما تحتاجه .. سأكون بأربعة .
حسن :
ـ وأنا أيضا ً .. لابد أكون بأربع .. الزوج المعطاء .. والصديق الوفي المستمع .. والخادم الذي يساعدك .. الأب والأهل .. بحبك .
ـ وأنا بحبك .
انصرفت أسماء في صمت وتركت رنا وحسن يتكلموا .. وأنا جاءت الرياح تدفعني وأنا لا أريد الابتعاد .. كنت مرتاحة هنا .. دفعتني الرياح .. لكنها قوية هذه المرة .. لا أعرف متى ستهدأ .. إلي اللقاء في استراحتي المجهولة الموعود والمكان .
التعليقات (0)