الحلقة الثانية
... اتفق الجميع ... وفي أسبوعي الأول أصبح لي اسم سأنادى به ... إنه بوجمعة ... لم يعجبني الاسم كثيرا ... لكن ماذا سأفعل ؟؟ لست مخيرا ... سأنتظر حتى أكبر وأغيره ..- إن أصبحت فنانا - ... أبي لم يجد ما يكرم به روح أبيه سوى أن يسميني على اسمه ... يظن أنه سينال رضاه إن سماني بوجمعة ... هل لاحظتم أن الكثير من الناس لا يكرمون حتى يلقون ربهم ، دعونا من هذا الموضوع - اذكروا موتاكم بخير- .
بالمناسبة أبي اسمه علال... اسمي الكامل هو بوجمعة ولد علال ... اسم فلاحي بامتياز ... اسمي يبشر أنني لن أصير ربان طائرة أو شخصية مشهورة ... ربما بهذا الاسم قد أصير كاتبا ساخرا في المستقبل ... أنا أيضا سأكرم والدي عندما يلقى الله وسأكون نعم الولد الصالح ... سأسمي ولدي علال ... وإن كانت ابنة فسأزيد تاء التأنيث وسأسميها "علالة" ... على الأقل اسمها يوحي أنها لن تخرج راقصة .. وبذلك سأحافظ على ماء وجهي ... في الثلاجة ... .
لي أخمس إخوة وأربع أخوات ... أنا العاشر .. أبي موظف حكومي .. وكان يحب الإنجاب لأن الدولة كانت تؤدي له عن كل رأس - من الأبناء أقصد - ... كانت أمي تلد كل سنتين ...سيرا على قانون كأس إفريقيا للأمم ... لذلك ربما كان أبي يرد أن يشكل فريقا في بيته ويكون هو المدرب وأمي هي المعد البدني ... والدولة هي حكم المباراة الذي سيشهر الورقة الحمراء في وجهه إن سار على درب الإنجاب ...
بعد أن ولدت زارنا في البيت رجل من رجال الصحة ورجل آخر(عرفته عندما أصبحت شابا ..الرجل لم يكن سوى مقدم الحومة ولازال هو مقدم الحومة) ... جاء رجل الصحة ليحذر أبي من مخاطر الإنجاب على صحة أمي ... وعلى صحة أبي ( على صحة أبي .. لا أظن ) ... وأعطاه شيئا بلاستيكيا كنت أظنه بالونا سأنفخه وألعب به .. لكنني عرفته عندما كبرت وعرفت أنه لم يكن بالونا لكن يشبه البالون – اللهم إني صائم - ... طلب رجل الصحة من أبي أن يستعمل البالون كي يتمكن من تحديد النسل ومن التوقف عن الإنجاب ... لكن أبي مصر على تنظيم كأس إفريقيا كل سنتين ...
نكملو غدا إن شاء الله ... ساعتكم سعيدة
التعليقات (0)