يوميات بوجمعة - الجزء الثاني - الحلقة الأولى

 بعد الجزء الأول من يوميات بوجمعة في مرحلة طفولته والذي صدر مؤخرا بالمغرب كجزء أول ، أقدم لك عزيزي القارئ الجزء الثاني من يوميات بوجمعة التي أتمنى أن تنال رضاك وتقبل تحياتي ... إذن على بركة الله 

أنور خليل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بوجمعــة في مرحلة الشباب
الحلقة الأولى

اليوم أصبحت شابا ناضجا ... بالأمس أطفأت شمعتي الثامنة عشر ... لأن التيار الكهربائي انقطع ثمانية عشرة مرة…بسبب الأشغال التي تبدأ بالموازاة مع الحملة الانتخابية ... لقد كبرت و ... بلغت ... الثامنة عشر من عمري ... لم أعد قاصرا في نظر القانون …ولا قصيرا في نظر أبي … أنا الآن شاب أتمتع بكل حقوقي ـ فيما يخص الانتخابات وما له علاقة بالتصويت - …. لدي بطاقتي الوطنية التي لطالما حلمت بأن أحصل عليها قبل الأوان … لكن لم أستطع … لأن زمن التدويرة للحصول على الوثائق الإدارية قد ولى ؟؟ …. في تركيا….

بالمناسبة ... أنا الآن أدرس بالباكلوريا وصلت إلى هنا بأعجوبة ... ربما سأحصل في الباك قبل أن أحصل عليه ... ربما لأن فهمي يتعدى فهم المقررات كإنشطاين ... أو ربما لأنني لم أفهم المقررات وهذا هو الإفتراض الذي له نسبة كبيرة من الأصوات ...وبما أني متشائم وربما لن أكمل دراستي فحلمي بأن أصير ربان طائرة سيتبخر في الجو ... لكن هذا لا يعني أنني سأفشل في حياتي ... على الأقل إن لم أقد طائرة فلدي فرصة لأترشح في الانتخابات وأقود مدينة بأكملها ...

أختي الكبرى قد تزوجت ـ سأحكي لكم قصة زواجها لاحقا ـ وأخي الكبير لازال في الجامعة منذ أن كنت صغيرا ـ رحم الله من يثبت على مواقفه ـ... إنه رئيس لجمعية طلابية ... لذلك فحب الرئاسة أسكنه في الجامعة ... لكنه رئيس غير مهدد بالإطاحة ... فهو يناضل من أجل الطلبة ... هم ينجحون في الامتحانات ... وهو ينجح في الانتخابات ... أما إخوتي الآخرين أو الآخرون ... لا أفهم جيدا في الإعراب ... فهم مجرد أدوار ثانوية في هذه اليوميات لا داع لأضيع وقتكم في الحديث عنهم ...

لقد مرت السنوات بسرعة ... لكن لا شيء تغير .... لازالت أمي تتابع نفس المسلسل الذي بدأته منذ سنوات ... ولازال أبي يطالب بترقيته إلى السلم ال... ال ... لا ... لا أتذكر ... سأسأله عندما يعود في المساء .... آه نسيت ... هناك تغيير في حينا ... لقد اشترى البقال وزرة جديدة ... ولا أدري هل اشترى السروال أيضا ؟ ... لأن البقال لا يظهر منه إلى الجزء العلوي فقط ... لا نرى جزءه السفلي إلا في صلاة الجمعة ... لأنه يقفل دكانه . ويحمل سجادته المصنوعة من أكياس الدقيق ويتوجه ليؤدي صلاة الجمعة ... بعد أن يذر البيع . 

واعذروني لأنه وقت الجمعة أنا أيضا سأذر الكتابة ... إلى الحلقة المقبلة ...