يوميات بوجمعة = الحلقة الثانية = مرحلة الشباب

إنه أول يوم في البطالة ... طبعا البطالة التي أتحمل مسؤوليتها لوحدي ، يعني السيد بنكيران بريء من بطالتي ،لم أنجح لأنني لم أجتهد، لأنني كنت كسولا بكل صراحة ... وجميل أن تعلن أمام الملأ أنك كسول، لكن كسلي لا يعني غبائي فمعظم العباقرة لم يكملوا دراستهم ... ربما سأكون عبقريا في المستقبل، من يدري ؟؟ ، لن أتكلم عن المستقبل لأنه مازال بعيد شوية ومسافته خاصها ألفين ديال المركوب، سأتلكم هذا اليوم عن اليوم الذي ترجلت " يعني أحسست بالرجولة" ودائما لا يكون الإحساس بالرجولة إلا بعدما يكون الإحساس بالحقرة وهذا الإحساس لا يمكن لأحد أن يختلف معي فيه إلا إذا كان لا يحس، فهذاك شغلو، راه كاين واحد مول معقودة كايبيع الإحساس فالخبز ... ولكن غير بالوجع .

اليوم كما قلت لكم، ترجلت والذي جعلني أترجل هو لقائي بصديق إسمه توفيق، حقيقة إسمه يدل عليه موفق في كل شيء فاش مادار يدو كايجيب الله التيسير، توفيق هذا صديق دراسة هو نجح وأنا لا ومع ذلك بقينا أصدقاء، كي تعلموا بأننا لم نكن أصدقاء مصلحة، الصحبة ديال بصح ماشي ديال كيلي ميني . توفيق بكى عندما لم أنجح ... بكى بالضحك، حيث كان عارفني والله مانطفرو فالقراية ... وخا ندمت ولكن أنا شاب لا يعرف الاستسلام
توفيق دعاني للعشاء عند مول معقودة ـــ الذي يبيع الإحساس ـــ أكلنا وشربنا حتى تبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، بعدها طلبت من توفيق لأول مرة أن يقف بجانبي وأن يجد لي حلا فأنا لا أريد أن أبقى بطاليا آكل وأشرب وأزاحم أخواتي في مسلسلاتهن، توقف توفيق ونظر إلي بنظرته الثاقبة ــــ الله يستر ـــــ وقال لي :

ـــــــ عندك مع تَمارة ؟؟

تبسمت وقلت له :

ــــــ باغيني نولي وزير ؟؟ راه كانقلب على تمارة ...

وطبعا أنتم تعلمون أن تمارة ما كاينة غير هي فهاد البلد الجميل ... قال لي توفيق إذن تعمل معي في البناء ، فأنا كل صيف أعمل في البناء لأوفر على والدي مصاريفي ... تبارك الله !! كايقرا مزيان ومعتمد على راسو فالخدمة ... شوفو ولاد الناس ... أنا القراية الله يجيب، وزايدها بالفهامة من الفوق ... ولايني أنا واحد الحمااار... وافقت على العمل مع توفيق وقلت له سأبدأ معك في الغد لو تريد، وفعلا قال لي نحن في حاجة إلى مونافري بخمسين درهم فالنهار ... وأحسست بعد ذلك أنني رجل بمعنى الكلمة ... وفهمت جيدا أن الرجلة هي تعتمد على راسك .