مواضيع اليوم

يوميات بطال 03

عبدالسلام كرزيكة

2009-05-19 08:19:10

0

 

 

في طريقي إلى محطة الحافلات...أمُرُّ على المقهى حيث النفحات..وحيث التمازج الفريد لروائح القهوة (المُتدرجة من سكرزيادة ، فمضبوطة ، فسادة ، فعبيد من أبناء السبيّات).. والأدخنة المتصاعدة من سجائر (عمي السيد الرخيصة) إلى سيجار عمو (كاسترو كوبا) إلى مدافع (الدوبل كانو) المُستوردة من البغايا الكولومبيات!..والشاي هنا وفي كل مكان يعد من المنبهات..فهو مَن يبقينا على صلةٍ( بالأرجيلات)..وهومَن يُجنبنا التعقيدات الناجمة عن (تصادُم العقليات)..وهو الناقوس الذي ينبهنا عند الدخول في غياهب عالم الخزعبلات..فنكون بسحرالشاي مابين حضيض الأرض وتلك السماوات..؟!

لم أعد أجلس طويلا في تلك الفضاءات الضيقة...لأنها أصبحت تسبب لي ضيقات تنفس خانقة..وتكتم على أنفاسي الجامحة والمُراهِقة...فأصبحتُ أبحثُ لي عن فضاءاتٍ أوسع وأكثر لياقة..فكان التسكع أحسن طريقة..تقتُلُ من (وقتي الضائع) كل ثانية وكل دقيقة..!

فتحسّن وضعي من بطال جالس..إلى بطال مُتسكع يطوف حول المجالس..فأصبحتُ أطارد كلّ بكرٍ وكل عانس..وتعلمتُ إصطياد الفرائس..وإذا عجزتُ عن الإيقاع بإحداهن أكتفي بفتح صندوق سحر(العريس والعروس)..فتفتح لي  - هي - ذراعيها وتمنحني  بإرادتها(تاج العروس)...لأصبح بذلك في حياتها أول عريس...

وبعد فترة من تسكعي بتلك الطريقة ، إهتديتُ  إلى محطة الحافلات..حيث تتشكل أحداث الحياة في أغرب السيناريوهات..وتكتب (العفـَوِية) آلاف الروايات...فانخرطت في سلك البطالين هناك..لكن كنتُ مبتعدا عنهم منذ البداية تفاديا للمُشاحنات..ولأكون مُحترَما في تعاملاتي مع الآنسات والسيدات..من يدري فقد يبتسم لي الحظ مع إحدى المُدللات..فترتقي بي إلى عالم الموبايلات.. والماساجات ..وبطاقات الشحن المجانيات..؟!من يدري ما قد يتمخض عنه تسكعي هناك !..لذا علي أن أبتعد عن ضوضاء باقي البطالين لأحظى بالخصوصية حتى ولو كانت فرضية نسبية للكثير من الإحتمالات..؟!  

                                                                                                                                       

 .........................................................(يتبع)

تاج الديــــــــــن : 2009

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات