أهلا بالجميع في هذه الفسحة الخيالية ، لحياةٍ واقعية...يعيشها آلاف البطالين في أرجاء البلاد العربية....وقبل مجيئكم بقليل شربتُ قهوتي الصباحية...وقبل ذلك صليتُ الفجر في عز الشمسية..ودعيتُ الله أن يُصبح يوقظني عند الفجرية...وإذا كان يوقظني بحليم لطفه ولم أستيقظ ، فليصفعني بكابوسٍ وسط أحلامي الوردية...لكن هنا تذكرت أني أحيا فعلا كابوس حياتي اليومية...فعدلتُ عن دعوتي ، واكتفيت بدعوته أن يهديني اليوم قبل أن أقول غدا ياليتها كانت القاضية..!..اليوم سأحكي لكم عن يومياتي العادية..بلا إضافات ولا نقائص نفسية أو عقلية...يومياتي التي لاتشكوا مِن أزمات ضيق الوقت ، و لا مِن مخاطر الأعاصير الإقتصادية...التي سمعتُ مؤخرا أنها عصفت بالقرى العالمية...وطالت جميع الأحياء ، الكوخية ، و القصديرية ، و حتى الزجاجية (لأصحابها مِن ذوي الحساسية)..!..
- آآآآآه تذكرتُ شيئا طريفا شاهدته( قبل مجيئكم أيضا) في صندوق العجب أضحكني....وهو مشهد من السينما الإمريكية...لشاب عاد بعد غياب لبيتِ الأسرية...فوجد أما وأختا فرحتان باقتطاع الأخت تذكرة الحياة الجامعية...فذكرتاه بوعده لها (حين كانت صغيرة)بتسديد أقساط منحتها المالية...فبقي مذهولا في دليلٍ دامغٍ مُتمثل في لقطات فيديو تلفزيونية...!؟..طبعا كان قد نسي وعوده (التي إعتبرها في وقتها )إغراءات كلامية...لأخته الساذجة كي تدخل عند الطبيب لإجراء الفحوصات الطبية....فاستأذنهما (بعدما إرتبك) قائلا سأعود بعد قليل ، فدخل الحمام وأخذ يضرب رأسه بالمرآة الحائطية ؟!..ناعتا نفسه بالغباء لأنه ما أجزم بقدومِ يوم يحاسَبُ فيه على وعوده الكلامية...في وقتٍ كان فيه مُفلسا لايملك ورقة نقدية ، ولا قطعة حديدية..؟!..
هل إستوعبتم الموقف ؟!..أرجوا ذلك ، لأن خواء الجيوب لايتعدى كونه بطالة مادية ودُنيوية...أما إفلاس الروح والعقيدة فيطال حياة أخرى يتحسر فيها أصحابها على ما اقترفوا في دُنياهم البائدة والبالية..؟!...لانريد أن نبقى هاهنا بين الحسرات...فدعوني أبدأ جولتي معكم بالطلة الكاملة للبطال...فمظهري كما ترون لايوحي بأني في(بركةِ وحلٍ) للأزمة الإنسانية...فأنا مهما كان إبن ناس وعلي أن أهتم بنظافتي الجسدية...وأن أتحاشى عوامل (التعرية)..كرجل طبعا... أما أختي فتلك مِن شؤونها النسوية..لاأعرف لماذا أدخلتُ أختي في الموضوع ؟!...هل لذلك علاقة (بعلاقاتنا البنطلونية) ؟!...أرجوا أن لا يكون الأمر كذلك..!..ومِن جانبي فسأعلن عن إستقلالي بشراء (رزمة) بنطلونات...عند عمي قدور بائع الخردوات ؟!.....أما الآن فهيا بنا إلى موقف الحافلات..لأنها في حياة البطال من الضروريات..؟!
..............................................................( يتبع).
تاج الديــــــــــــن : 2009
التعليقات (0)