مواضيع اليوم

يوميات المشهد المصري كما رأيته


لذة الذل واستعذاب المهانة في التصويت!

كلما شاهدت عمرو موسى وأحمد شفيق أصابني غم ونكد وعصبية، وأتحسس قفاي، ثم أنظر إلى كفيهما، وأكاد أسمع ضحكاتهما وصداها، ولسان حال كل منهما يقول: لكنك مصري!
لو كان لي أن أعيد ترتيب جرائم المجلس العسكري من جديد لوضعت الموافقة على ترشح عمرو موسى وأحمد شفيق في المقدمة.
أكبر جريمة ارتكبها السلك القضائي في مصر بعد يوميّ ضرب المستشار بالحذاء من ضابط شرطة مبارك، والهرب ...من نادي القضاة بعدما تركوا الشباب الذين جاءوا لحمايتهم في قبضة الأمن هي الصمت على وجود عمرو موسى وأحمد شفيق خارج قضبان أعتى السجون.
عشرات الآلاف من المحامين يعجز أي منهم على رفع دعوى عاجلة ضد المرشحيّن الفلولييّن عمرو موسى وأحمد شفيق، أيّ حقوق تلك التي تعلموها في كلية الحقوق.
لو كانت للنائب العام جريمة واحدة تُخل بكل المباديء والقيم لكانت صمته على عمرو موسى وأحمد شفيق رغم معرفته الكاملة بأن كلمة واحدة منه تجعل حبلا واحداً وغليظاً يلتف حول عنقيّ الاثنين في نفس الوقت!
قضيت نصف عمري أدافع عن أقباطنا .. أحبابنا، شركاء الوطن، بل أرى نفسي منافحا عن حقوقهم أكثر من معظم الأقباط العاملين في مجال حقوق المواطن، وتفهمت كثيرا غضبهم، بل إنني أعلنت في 9 مايو 2011 أمام ماسبيرو في حشد قبطي كبير أنني مع مطالبهم كاملة غير منقوصة، والآن لا أمنع غضبي من كتابة كلمة عتاب لكل قبطي سيعطي صوته لعمرو موسى أو أحمد شفيق، ولو كان المسيح عليه السلام بيننا لطرد كل من يعطي صوته لقتلة شعبنا من رجال مبارك، خاصة أن المخلوع كان عدوَّ الأقباط الأول في مصر كلها، وشهداء مصر في الكشح وكنيسة القديسين ملوثة يداه بدمائهم.
لا أفهم أن المرشحين العشرة الآخرين لم يقدموا احتجاجاً على منافسة رمزيّ النظام المخلوع، علنا، وبوقاحة، وبجاحة لا مثيل لها، فمجرد ترشح هذين الشخصين اللذين تسري في عروقهما دماء مبارك كأنهما صعداَ فوق برج الجزيرة وتبولا على المصريين كلهم .. بدون استثناء.
لا أفهم أن مصرياً واحداً فيه ذرة نبل وشهامة وإيمان بالله تعالى وعشق لمصر، ثم يعطي صوته لسجّانه مسبقاً.
أخشى أن تخرج مظاهرة في قلب عاصمة الألف مئذنة تكون مؤيدة لعمرو موسى أوأحمد شفيق وترفع شعارات: اغتصبنا أرجوك بعد أن تلهب ظهورنا بكرباجك، فنحن لا نستحق أقل من هذا!
عندما تعطي صوتك لواحد من هذين الفلوليين، فلا تقسم بشرفك بعدها ما حييت.
أتخيل أول انتخابات في ألمانيا بعد هزيمة النازية، ثم يقوم هيملر وهيس وجوبلز بترشيح أنفسهم في النظام الديمقراطي الجديد، إنه مجرد تخيل لعالم مجنون كعالمنا في أم الدنيا.
مرة عاشرة، فأنا لست مع الانتخاب والترشح والتصويت ولست ضدها، لكنني متوقف عند الحادي عشر من فبراير 2011 عندما سرق الأوغاد ثورتنا وفقأوا عيون شبابنا.
كل هزائم الديكتاتورية والطغاة في العالم برمته، من أنور خوجة إلى فرانكو، ومن بينوشيه إلى ديفالييه، ومن منجستو هيلامريم إلى عيدي أمين دادا، ومن تشاوشيسكو إلى القذافي، ومن سالازار إلى سوموزا ظل القضاء على النظام البائد أول أولويات شرط هزيمته، إلا في مصر، فقد قمنا بمكافئة رؤوس الثورة المضادة وأعطيناها ثورتنا لترعاها.. سيدي الذئب: هل لكَ أن ترعى الماشية ريثما أنام قيلولتي؟
ينتابني الشك أحيانا في وجود فيروس الهبالة بعد عبقرية الغضب والثورة والمقاومة والنضال، هل هذا صحيح؟
لو لم يكن عمرو موسى وأحمد شفيق واثقيــّـن أن أحذية تسعين مليون مصري لن تــُـرفع في وجهيهما لما تجرأ أيٌّ منهما على أن يضع أصابعه في أعيننا في كل مرة يطل من الشاشة الصغيرة.
من لم يتحسس قفاه من الصفع، وظهره من الجلد ،ووجهه من البصق في كل مرة يشاهد أحدهما فهو مصري ختم الله على سمعه وبصره!
في كل مرة أشاهد أحدهما .. تطير رأسه، وتأتي رأس مبارك مكانها، وأرى ضحكته، وأسمع صوته، وتطن في أذني لسعة التهكم من لسانه: إما أنا أو .. الفوضى!
كلنا قتلة ومجرمون وجبناء ومتحالفون مع الشيطان ضد الثورة، ويوم القيامة سيجد كل من أعطى أحدهما صوته كتاباً أكثر سواداً من ظلمات الليل يقرأ فيه ذنوبه فيجد أكثرها تأييده لأعداء ثورته.
لست منحازاً لأي مرشح، ولست مع المجلس العسكري أو المشير أو مجلس الشعب أو مجلس الشورى، لكن إحساسي بالمهانة والاذلال والغبن والظلم والاحتقار التي تنتقل إلى كياني كله فور مشاهدتي أحد هذين الفلوليّن تجعل جهازي العصبي يحترق سبعين مرة في الساعة.
أيها المصريون، ماذا دهاكم؟ هل هو اشتياق للعبودية، أم أن الكرامة سرقها منكم رجال المخلوع؟
 
أوسلو في 19 مايو 2012

 


هل سيوافق المشير على العودة وزيراً للدفاع، ثم إلى المعاش، ثم يأتي محام ويرفع دعوى ضده لاشتراكه مع المخلوع؟
هل سيوافق أعضاء المجلس العسكري أن يحدث معهم نفس الأمر، ويقوم الرئيس الجديد بعمل تغييرات في مناصب الجنرالات، وبعدها كل ملك من ملوك المجلس العسكري في بيته يشاهد التلفزيون، وتكفكف له زوجته دموعه، ويلعب إسكواش في نادي الشمس؟
كثير من الجنرالات في العالم كله يفكرون بأحذيتهم وليس بعقولهم، ويكرهون ال...ثقافة، ويعتبرون حقوق الإنسان رفاهية لا ينبغي للرعية أن تنعم بها.
هل الرئيس المصري الجديد الذي سيوَقــِّــع في غرفة مغلقة عقداً مع المجلس العسكري يحتاج إلى أغلبية الأصوات التي سقطت في صندوق الانتخاب، أم يكفي صوت المشير؟
هل ضاعت مئات الآلاف من ساعات البث الفضائي في حوارات عن المرشحين بعدما غضت الطرفَ تماماً عن صوت المشير؟
 
أوسلو في 18 مايو 2012

 

سويسرا تقوم بتجميد أموال 23 شخصاً من رجال المخلوع!
صيحة أطلقها نور الشريف في نهاية فيلم ( سواق الأتوبيس ) لعاطف الطيب 1982 وأنا أريد أن أطلقها على الذين قاموا بنهب البلد، وتهريب أموال الغلابة : يا ولاد الكلب!

 

صندوق الانتخاب له حسابات خاصة
مئة صوت مصري+ سبعين صوت مصري= واحد فقط
صوت المشير بمفرده = 46 مليون صوت
أصوات أعضاء المجلس العسكري بدون المشير تساوي صفراً، ومع المشير تساوي نجاح المرشــَـح.
لو أجمع المصريون كلهم على مرشح واحد واختار المشير شعبولا رئيساً للبلاد، فإن الحاوي سيفتح الصناديق ويجد فيها اسم شعبولا فقط!
اثنان يعرفان نتيجة الانتخابات: المشير والمخلوع!
اثنان سيصوتان بدون ورقة أو رقم قومي: السفيرة الأمريكية في القاهرة و.. نتنياهو!
اثنان إذا نجح أحدهما قام بتعيين الثاني في منصب ثان بعد الرئيس.. عمرو موسى وأحمد شفيق، وسيقوم الثاني بزيارة المخلوع حاملاً باقة ورد.
اثنان سيقيمان حفلا صاخبا إذا نجح أحد الفلولين.. سماح أنور وطلعت زكريا.
اثنان سيضحكان حتى الثمالة عندما يُدلي المشير بصوته الملاييني: صندوق الانتخاب و .. إبليس!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
 
أوسلو في 16 مايو 2012

 

صناعة الصنم

التعصب ليس بالضرورة دينيا أو قوميا أو وطنياً أو مذهبياً أو طائفيا أو قبــَــلياً أو طبقياً، لكن هناك نوعٌ غريبٌ منه وهو التعصب الشخصاني!
أنت تؤيد فلاناً ابنَ فلانةٍ، لكنك تغضب من أجله، وتستيقظ الليل مُدافعاً عنه، وتحارب طواحين الهواء ذوداً عن مزاياه وعبقريته.
تشحذ أسلحتــَــك، وتخاصم الدنيا كلها لمجرد أنك اقتنعت بمزايا وحسنات شخص مثلك، يتعب، ويــُــرْهـَـق، وتستعصي عليه مسألة حسابية ...بسيطة، ولم تتركه بعضُ الأمراض النفسية في حاله.
من حقك أن تدافع عنه، وتشرح للعالمين جوانبَ الاشراق في شخصيته، وتسُدّ الثغرات التي تــُـظهر عيوبَه، وتحتضن كلامَه في أحلامِك لعله يتحقق فور استيقاظــِـك، ولكن هل هو واجب عليك تقديسُ سِرِّه المنيع؟
إنه، أيّ مرشــَـح، شخص عادي، يأكل، وينام فيطارده الأرق، ويذهب إلى الحمام، ويصيبه مغص، ويؤرقه الاسهال قبل التوجّه إلى مبنى التلفزيون.
إنه، أي المرشح، من لحم ودم وشحم وفضلات ومخاط وعرق وذاكرة ضعيفة .. وبين الحين والآخر تزكم الأنوفَ رائحةٌ كريهة تنبعث منه رغم أنفه، وهو مليء بأخطاء وذنوب لو أحصيتها لما أعطيته صوتك.
إنه يستحق صوتك إن كنت مقتنعا به، لكن أن تبرز عروقك، وتحمرّ وجنتاك، وتسبّ وتلعن فيمن لا يريدك أن تعطيه صوتك، وتقضي نصف يومك باحثا عن مؤيدين له ليطمئن قلبك على حسن اختيارك، فقد أحكمت الأزمة النفسية التي لا مخرج لك منها.
التنزيه نوع من القداسة، والقداسة صنف من العبادة، والعبادة للاشخاص استحمار، والتأييد الأعمى المتعصب استجحاش، وهستيريا الدفاع المستميت عن شخص هي حالة من العبودية المختارة، أو من الدونية المستعذبة والتي لا تليق بمن نفخ الله فيهم من الروح.
كل المرشحين للرئاسة أناس مثلي ومثلك، ولو رأيت معبودك الإنساني وهو في حالة ضعفه بين جدران أربعة لخجلت من كلمات المديح والثناء التي أشبعته منها فانتفخ احساسه بنفسه فبدى كأنه ورم وليس اعتزازاً بالنفس.
لا تصنع آلهة إغريقية ممن تحب، وأعطه صوتك على علاته وعيوبه وضعفه، وامتدح ما تشاء، ولكن لا تصنع صنماً من قش أو طين أو خيوط العنكبوت.
إنه، مرشحك المفضل، ليس أفضل منك كثيراً، وهو يمتاز عنك في جوانب، وتتفوق عليه في جوانب أخرى، وتربطكما إنسانية ضعيفة هشّة لا تستحق كل هذا التهويل والتمجيد والتأليه.
لو رأيت الكبار في مواضع لا يعرفون أنك تراقبهم لحزنت على صنمك ما بقي لك من عمر.
امنحه صوتك، لو أردت، لكن لا ترفعه فوق رأسك، فالأحرارلا يلصقون أحذية الكبار فوق رؤوسهم، إنما يثنون على القليل من ايجابياتهم، ويحتفظون بالكثير من سلبياتهم خشية الصدمة الكبرى.
في هذه اللحظة بالذات لو كنت ترى الغيب، واطلعت على صنمك لوليّت منه فِراراً، ولبكيت على وقت طويل ضاع في البحث عن صفات الملائكة لصلصال من طين.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
 
أوسلو في 16 مايو 2012

 

حوار بين المشير و .. المخلوع!

المخلوع للمشير: إياك يا طنطاوي أن تلين وتجعل الشعب هو الذي يختار الرئيس الدمية!
المشير: نحن تلاميذك سيدي المتهم، ولو رأيت المشهد الانتخابي المصري لافتخرت بي ما بقي لك من عمر قصير أو .. طويل.
المصريون في الداخل والخارج تركوا الثورة ومطالبها ودماء أبنائهم وعيون أولادهم المفقوءة وملياراتك المنهوبة ومئة وستين ألف بلطجي ومسجل خطر، وجعلوا يتناقشون فيمن يصلح أن يصبح رئيساً... لمصر.
المخلوع: لقد سمعت أن سويسرا ضغطت على مصر حتى تتسلم مئات الملايين من الأموال التي كانت مجمدة، وأنت تعرف يا طنطاوي، أنها من عرق جبيني أنا والمدام والأولاد.
المشير: أموالك في الحفظ والصون، ورجالك فوق رؤوسنا، وعمرو موسى وأحمد شفيق وضعا أصابعهما في عيون المصريين ويحاولان انتاجك من جديد.
المخلوع: لا تنس أنني صنعتكم لثلاثة عقود، وتعلمتم على يدي أصول الطغيان، فلا تفرطوا في تعاليمي.
المشير: ونحن حافظنا عليك بعد الخلع منتجــِـعاً في شرم الشيخ، وراقدا في مصحة فاخرة، ومنقولا في هليكوبتر لتكمل نومك في المحكمة، ولم تدفع قرشا واحدا من تكاليف المحاكمة.
ورجالك يمرحون ويرتعون في كل مكان.
المخلوع: أحَذرك أن تقبض على قاتل أو بلطجي أو قناص عيون، أو يجبرك أحد على تقديمهم إلى المحاكمة، فقد تعبت في تربيتهم.
المشير: ألا تثق بي، سيدي الرئيس المخلوع؟ هل تناهى إلى سمعك أننا قبضنا على مسجل خطر، أو أعدنا هاربا إلى السجن، أو صادرنا مطواة قرن غزال من بلطجي؟
المخلوع: الرئيس الدمية القادم يجب أن يعرف حدوده، وأن لا يستعرض عضلاته، لكن لا مانع من منحه حرية حركة بسيطة دون أن يستأذنك! كأن يذهب إلى الحمام، أو يجامع زوجته، أو لا يتناول طعام العشاء، ما عدا ذلك فهو ممن ملكت يداك، يشهق بأمرك، ويزفر بتوجيهات الجنرالات!
على كل حال فأنا راض عنكم، وزوجتي تبلغني أنها تستطيع أن تقوم بتحويل اي مبلغ من قبرص إلى بريطانيا، ومن سويسرا إلى أمريكا!
المشير: ستسمع منا قريبا، وبعد انتخاب الرئيس الدمية، نعي الثورة المصرية، أو العيال الذين أطاحوا بك.
المخلوع: هذا عشمي فيكم، وتذكر أن الثقب في ذاكرة المصريين أكبر من فتحة الدويقة تحت جبل المقطم، حتى أنهم نسوا تصدير الغاز لإسرائيل بعد المنع الصوري، وتهنئتهم إياك، ثم عاد التصدير إلى أصدقائي في الدولة العبرية.
المشير: إنني أعد لك مفاجآت ستجعلك تعود إلى شبابك أو يعود شبابك إليك فتصبح صبياً كأنك خارج لتوك من مرحلة المراهقة.
لن يسترد العيال ثورتهم ما دمت حياً، فالشعب المصري أصبح ثلاثاً وسبعين فرقة، وثلاثة عشر مرشحاً للرئاسة، ولا تجتمع فرقتان إلا لعنتا الثالثة.
لكنني أتركهم الآن ليتمتعوا قليلا بديمقراطية الجنرالات الممهورة بتوقيعك، وعندما يتسلم الفلولي الأصيل مقاليد الحُكم،ظاهريا، لن يبقى في أيدي المصريين غير الندم على تفريطهم في مطالب ثورتهم.
أتركك الآن، سيدي المخلوع، تنام قليلا فالأيام القادمة حُبلى بما لا يخطر على بال إنس أو جان.
 
أوسلو في 15 مايو 2012

 

مــَـنْ سأختار؟

سألتني زوجتي: لابد أن يكون هناك مرشح للرئاسة حتى لو كان أفضل السيئين، فمن تختار؟
قلت لها: في الوقت الذي أختار أحدهم ولو بيني وبينكِ، حيث لا يسمعنا إلا الله، فإن كل كتاباتي لا تساوي جناح بعوضة!
لا أثق في أي منهم، ولا في النظام الانتخابي، ولا في المجلس العسكري، ولا في المشير.
الجنود الذين سيقومون بحماية صناديق الاقتراع متهمون بالتحرش الجنسي بأخواتنا وبناتنا.
والذين فقأوا عيون بعض شب...ابنا يتمتعون بحماية المجلس العسكري.
وكل المتصارعين على المنصب ليسوا من ثوار 25 يناير.
والجماهير المغيــَّـبة التي اختارت أعضاء مجلس الشعب القندهاري هي نفس الجماهير المخــَـدَّرة التي ستختار رئيساً دُمية أو فلولياً أو متطرفاً.
في الوقت الذي أتمنى أن ينجح فلان فقد وضعت يدي في القيد مرة أخرى، وعريت ظهري لكرباج الجلاد، في القصر أو في معتقل ( طره ) أو في المصحة الفاخرة أو في مجلس الشعب.
قلت عشرات المرات ولئلا يساء الفهم فأنا ضد التصويت وضد عدم التصويت. كل المرشحين يأتمرون بأمر المشير، والمشير هو القائد الأعلى، وهو وارث الحُكم برضا ورغبة وتمنيات طاغيتنا اللعين .. المخلوع.
قضيتي هي تكملة الثورة، والقبض على المجرمين بدون استثناء، وتطهير القضاء، واعتقال كل من أعطى أوامر للجنود بالاغتصاب والتحرش الجنسي وفقأ العيون وقتل الشباب والقاء جثثهم في مقالب الزبالة.
قضيتي هي القبض على الذين يرفضون استرداد أموال الشعب المصري المهربة.
الرئيس الجديد هو الشرعية الشعبية للفساد، وللمجلس العسكري، ولجنود الاغتصاب العلني، وللقتلة، ولمجلس الشعب المتخلف.
لو كان لدينا نظام انتخابي فيه ذرة واحدة .. واحدة فقط من العدل لما سمحنا أن يبصق في وجوهنا عمرو موسى وأحمد شفيق ولسان حال كل منهما يقول: جئناكم برغبة المشير، ونحن كنا ومازلنا الأوفى لجزاركم المخلوع، والنظام القضائي الفاسد سيوافق علينا، والهُبل سيصوتون لنا، وشباب الثورة ينتظرهم جحيم لم يشهدوا مثله أيام مبارك.
لهذا تنتزع كتاباتي الابتسامة من الناس الطيبين الذين يــُــضيــّــعون ساعات طويلة في التفاضل بين مرشح وآخر، وأكثرهم يريد أن يقول: دعنا ننتشي بديمقراطيتنا الوليدة حتى لو كانت كذبا على كذب، فرئيسنا الجديد سيعيد رسم المشهد المصري ليجعله جنة على الأرض.
معذرة، فأنا مازلت أعيش في 11 فبراير 2011، لذا لا أفهم ما تقومون به.
 
أوسلو في 11 مايو 2012

هل تريد أنْ تختبر نسبة ذكائــِــك عن المشهد المصري؟

هل يستطيع المشير أنْ يأمر باستتباب الأمن في مصر بعد القبض علىَ كل المُسـَـجَّلين أصحاب السوابق؟
هل أخفى المشيرُ الشهادة في المحكمة، وأعطىَ كمية صغيرة من المعلومات ليــُــنقذ رقبة المخلوع؟
هل لا يزال ولاءُ المشير لرئيســِــه السابق قائما؟
هل قنــَّــاصُة العيون الأوغاد تبرّعوا من تلقاء أنفســِـهم بفقأ عيون شبابــِـنا، أم أنها أوامرُ من أعلىَ سُلط...ة؟
هل اسمُ رئيس مصر القادم موجودٌ علىَ مكتب المشير، أم أنه سيكون مفاجأة له هو أيضا؟
هل يصبح رئيسُ مصر المنتــَــخب دُمْيـَـة في أيدي الجنرالات، مثلما هو حال بوتفليقة، أمْ سيكون الحاكمَ الفرعونَ الذي يــُــقيل المشيرَ والمجلسَ العسكريَّ إذا أراد؟
هل هناك صفقة لعدم تسليم حسين سالم إلى مصر؟
هل يمكن أنْ توافق سوزان مبارك على (القتل الرحيم)، أيّ الحقن حتى الموت تجنباً للحُكم علىَ مبارك وهو في أيامه الأخيرة، فيخرج اللعين من المصحة الفاخرة إلى القبر بدلا من البدلة الحمراء إلى حبل المشنقة؟
هل المجلس العسكري يخشى استردادَ أموال مصر المُهربة لئلا يتم أيضا استرجاعُ أموالٍ من حسابات كبار حيتان الدولة، فينكشف المستور، أم أن هناك صفقة أقذر من هذه يتم طبخــُــها في الغــُـرف المغلقة؟
هل تظن أنْ القضاءَ المصري يكترث لثلاثين عاماً من الظــُـلم تحت حُكم مبارك، وأنه، أي القضاء، سيحاكم اللصوص والهاربين والمحتالين والمجرمين الذين عملوا بجوار مبارك؟
هل لدىَ المستشار أحمد رفعت تعليمات بكل الخطوات والاجراءات والحُكم النهائي، أم أنه قاضٍ مُستقل لقضاءٍ حُــرٍّ وعادل؟
هل يفكر عمرو موسى وأحمد شفيق في أنهما كانا جزءاً من عصابة مُجرمة وإرهابية، بالمشاركة أو بالصمت أو بالموافقة الضمنية، وأنهما واثقان أنَّ شعبــَـنا عبيط، وسيحصل كل منهما على ملايين الأصوات من فاقدي الذاكرة أو الأميين الواقعين تحت تأثير إعلام عفن؟
هل يتصور أيُّ مُرشحٍ للرئاسة أنَّ المشيرَ سيقف أمامه، ويؤدي اليمين وزيراً للدفاع أو نائباً لرئيس مجلس الوزراء؟
الاجابات الصحيحة ستعرفها مع اعلان نتائج انتخابات الرئاسة، فإما أنْ تؤكد لمعارفــِـك أنك كنتَ مواطناً ذكياً وواعياً باللعبة السياسية، أو تقف أمام المرآه ثم تصيح قائلا: (ياه.. ده أنا ما كنتش عارف إنْ أنا أهبل كـِـدَه)!

 أوسلو في 8 مايو 2012

 


مولد سيدنا الريــّــس!
ثلاثة من كل عشرة سيــُــصوّتون .. لا يعرفون القراءة والكتابة. خمسة من كل عشرة هُم أنصاف أميين. سبعة من كل عشرة تدغدغ مشاعرَهم التفسيرات الدينية لقضايا الوطن. الحارس على صناديق الانتخاب هو المجلس العسكري الذي يرفض محاكمة الفلول أو استرداد أموال المصريين، أو القبض على البلطجية، أو الافراج عن آلاف المعتقلين أو حتى الاقتراب من قنــّــاصة العيون الأوغاد.
صفعتان على أقفية الشعب ال...مصري كله في موافقة أو تحالف أو رضا المجلس الحاكم على اثنين من أخلص أعوان طاغية مصر اللعين وهما أحمد شفيق وعمرو موسى.
الكلمة الفصل والأخيرة في تحديد نتيجة الانتخابات لرجل مبارك لأكثر من عشرين عاما، والاشراف على الفرز من نصيب قضاء أكثره فاسد.
لجنة عليا تأمر ولا تُحاســَــب، نائب عام من رجال مبارك، محاكمة سرية لنظام فاسد باعتبار أن الشعب ليس من حقه أن يعرف ما يدور بين الكبار. ثورة مسروقة تماما من شباب دفع ثمنــَــها إلى عواجيز لهطوا نجاحــَــها.
فرحة شعبية مزيــّــفة وساذجة كما حدث في انتخابات مجلس الشعب لتكتمل بذلك عملية شرعنة السرقة، ونجاة كل الذين ساندوا المخلوع اللعين.
شعبنا يرفض أن ينعته أحد بالساذج والمغيــَّــب والمضحوك عليه، فكل مصري هو باشمهندس يفهم أفضل من تسعين مليونا وقد اختار مرشحه للرئاسة لينسدل الستار على أسخف مسرحية في تاريخ مصر، فمصرنُا الحبيبة لم تحاسب قاتلها وناهبها لأكثر من ثلاثين عاما، وأعادت انتاج نظامه في صورة دينية وفلولية .
والآن يحلم المصريون ببطل من ورق مقوى ليصبح رئيساً، ويتقاسم السلطة العسكرُ من خلف الستار، والرئيس الدُمية والسلاح مصوَّب لظهره، ومجلس الشعب الفقهي والقندهاري، وتم القاء بذرة القاعدة وطالبان في التربة المصرية.
ومع ذلك فأنت غير قادر على تعكير صفو الحلم المصري، فمولد سيدنا الريــّــس لا يسمح لأحد أن يسمع أحداً.
مبروك لكف المشير فقد لمــّــعنا، وزيــّـتنا، وليــَّــنا أقفيتــنا لئلا تتألم الكفُّ الطاهرة عندما تصفعنا.
من لا تغرق دموعُه وجهــَــه الآن فلم يفهم المشهد المصري بعد.
 
أوسلو في 7 مايو 2012

 

 

منذ نصف عام قمت بالتحذير من تحويل المليونية إلى عادة، ثم إلى هزيمة لقوى ثورة 25 يناير.
وبما أنني اعتدت منذ ربع قرن أو يزيد أن لا ينصت أحد إلى تحذيراتي حتى تقع الفأس في الرأس، فأعيد التحذير مرة أخرى مؤكداً على أن مليونية قبل انتخاب رئيس الج...مهورية الدمية لن تؤتي أكلها ولو بعد حين.
إن الخروج من بيت الثورة، اي ميدان التحرير، سيعطي القوى المضادة سبعين حجة لضرب ثورتنا في مقتل. ميدان التحرير هو الرمز الذي يشير إليه العالم كله فيرى غضب المصريين على الطغاة، أما الظن بأن معارك الثوار هناك أمام وزارة الدفاع وأمام وزارة الداخلية فهي مصيدة يقع فيها الساذجون.
لو مسح الجيش المتظاهرين أمام وزارة الدفاع فسيجد من يدافع عنه، أما في ميدان التحرير فالثوار محايدون وليسوا ابناء ابو اسماعيل أو أشقاء محمد مرسي أو أولاد عم الكتاتني أو ...
كل المعارك خارج ميدان التحرير خسرها الثوار لأنها بعد ساعتين تصبح خليطا مبهرجا من كل القوى المتصادمة، أما في بيت الثورة، ميدان التحرير فالمندسون معروفون.
أيها الثوار الشرفاء الأطهار،
لا تصدقوا من يقول لكم بأن معركتكم في العباسية وأمام وزارة الدفاع أو الداخلية، فهناك يلعب البلطجية في ملعبهم، ويتسلمون أسلحة، ونخسر نحن جماهيرَ شعبنا التي ستربط ما بين الثورة وبين الهجوم على جيشنا.
الجماهير لا تعرف أن المجلس العسكري ليس جيش مصر، لذا فإنني آمل أن يظهر عقلاء في الثورة ويعيدوها إلى ( ملعبها )، أي ميدان التحرير، ثم ينتظروا نتيجة الانتخابات الرئاسية التي سيفوز فيها من هو أكثر ولاء وطاعة وخدمة وعبودية للمجلس العسكري والمشير.


صمتنا طوال ثلاثين عاما على حُكم الطاغية اللعين يعادل صمتنا على حُكمه عدة اشهر من شرم الشيخ بعد نجاح الثورة.
وصمتنا على المحكمة العبثية التي ضربتنا على أقفيتنا يعادل صمتنا على شهادة المشير التي كان مفادها: هل أشهد ضد رئيسي السابق لصالح هؤلاء العيال؟ ألم أشترك معه في كل شيء، فعلا وسكوتاً، بل كنت ساعده الأيمن.
صمتنا على جريمة القتل الأبشع في تاريخ مصر الحديث وتشمل محمد محمود وماسبيرو والتحرير وموقعة... الجمل والقاء جثث شبابنا الطاهر في مقالب الزبالة أمام أعيننا، يعادل صمتنا على صناديق اقتراع تتحالف مع إبليس، ويأخذ البلطجية عطلة خلال الانتخابات.
اشتراكنا في مهزلة اختيار رئيس لا يصلح لحُكم قرية صغيرة يعادل اشتراكنا في قتل الثورة بعدما اكتشف كل منا أن له هوية أخرى أشد ترسبا في النفس، فرقة، مذهب، جماعة، حزب، زعيم، قزم ...............
الثورة رسالة حب إلى مصر، ورفع أي راية أخرى طعنة نجلاء في قلب الوطن.
من الصعب عليَّ أن أفهم عدم التناقض بين عشقك لمصر وتصفيقك لمهرج يريد أن يركبها، فعشق الوطن يثاب المرء عليه، وغض الطرف عن مغتصبيه جريمة لا تختلف عن تسريب معلومات لأعدائه.


المجلس الأعلى للقوات المسلحة بما يملك من أجهزة عسكرية وأمنية، ومخابرات وأمن قومي وأمن دولة ومخابرات حربية وأجهزة ستالايت وتجسس ومكافحة تجسس وكاميرات يستطيع أن يصور خط سير صرصار يخرج من بالوعة في شبرا ويدخل في بالوعة أخرى في العباسية أو ميدان التحريرأو يقوم برحلة طويلة إلى حلايب. المجلس العسكري الذي يملك أحدث كاميرات المراقبة التي تستطيع أن تحصي عدد أسنان المواطن المصري وهو نائم في فراشه.

 

الثورة الشبابية العظيمة ولــَـدتْ خمسة توائم مشوّهة:
المجلس العسكري والمحكمة العبثية وصندوق الانتخاب والتطرف الديني ومرشحي الرئاسة من الأقزام.
المجلس العسكري أنجب أيضاً خمسة توائم قبيحة:
البلطجية وشهادة المشير في المحكمة وقناصة العيون واحتقار مطالب الشعب والإعلام المتخلف!
المحكمة العبثية أسقطت من بطنها خمسة توائم:
متهــَـماً تحاكمه علىَ عدة أيام، وتغض البصر عن جرائم ثلاثين سنة، مدعين بالحق المدني... يصرخون في وجوه بعضهم البعض، محامياً عن الشيطان ينصحه بالنوم طوال الوقت فضاعت كرامته في الدفاع عن جرائمه وإثبات أنه قائد وعسكري حتى في السجن، سرية محاكمة القرن، قاضياً أصغر من المحاكمة.
صندوق الانتخاب لفظ من بطنه الآتي:
نواباً يرفضون الوقوف للعــَــلــَــم المصري، ويشترطون إضافة علىَ القـسم الوطني، ممثلين للشعب وفقاً لطول اللحية وزبيبة الصلاة وليس للكفاءة والعلم والشهادة والعبقرية.
التطرف الديني خــَــدَّر الشعب بالزعم أن أصحابه يستمدون العون من اللــه، وأن الانتماء العقيدي قبل الوطن والأمة والأهل والأرض، وأن من يرفع شعار الإسلام هو الحل يضمن أصوات الساذجين لأنهم كانوا يقصدون ( أعضاء الجماعة هم الحل ) ولم يتنبه لها أبناء شعبنا.
أما مرشحو الرئاسة فيجلس كل منهم في كفة ميزان، وفي الكفة الأخرى مصر بعراقتها وتاريخها وشعبها، وفي كل مرة يُصفق مريدو ومؤيدو المرشح لأن كفته رجحت على كفة مصر.
لهذا ينبغي أن نُكمل ثورتنا، ونــُطهر المشهد المصري من العفن الذي ران عليه طوال خمسة عشر شهراً، ونعيد الثوار إلى مربع الطهارة، أي لا حزب ولا مرشد ولا فرقة ولا جماعة ولا راية غير راية مصر، ولا شعار غير ما تم رفعه من 25 يناير إلى 11 فبراير 2011.
لا ثورة بدون مطالب واضحة، ولا نجاح لثورتنا إذا تم رفع أي شعار يشير إلى طائفة أو فرقة أو حزب أو توجه سياسي يميني أو يساري، إسلامي أو اخواني أو سلفي أو ناصري أو علماني أو ليبرالي أو قبطي أو اشتراكي أو معاد لأي جهة داخلية أو خارجية.
لن تنجح ثورتنا بدون العودة إلى 11 فبراير 2011 والغاء كل اعتراف بسارقي الثورة.
لن تنجح ثورتنا إلا بعد سحب الثقة من كل المؤسسات التي ظهرت بعد نجاح ثورتنا الطاهرة.
خمسة عشر شهرا كانت كافية لأن نسمع كل المسؤولين الذي استولوا عنوة على الثورة أو وضعهم صندوق الانتخاب في مقاعدهم وهم يؤكدون لنا في كل لحظة أن مطالب الثورة آخر اهتماماتهم، وأن ثوارنا أطفال وصبيان وعيان قاموا بهرج ومرج، فتم تبديل المقاعد في رأس السلطة، لكن روح مبارك لم تخرج من القصر بعد.
أوسلو في 2 ابريل 2012 

 


تعريفات من طائر الشمال

الأهبل هو من يظن أن الشعب يختار الرئيس!
الأبله من يصدق أن اللحية والزبيبة وتكحيل العينين دليل على الإيمان!
العبيط من يصدق أن هناك مرشحاً ليس كذاباً
الأحمق من يثق في المجلس العسكري
الغبي من يقول بأن القضاء المصري عادل ونزيه
المتخلف من يجلس لمشاهدة الفضائية المصرية لأكثر من عشر دقائق
الجبان من لا يشير إلى المشير على أنه من الفلول
شاهد الزور من يقف في طابور الانتخابات ويؤكد أن... أحد المرشحين يصلح لقيادة مصر
الساذج من يمنح عمرو موسى ثقته
الوصولي من لديه أمل في وصول أحمد شفيق لسدة الحُكم لعله يفتح الأبواب على مصراعيها للوصوليين مثله
الجاهل من يستمع لخطبة مرشح للرئاسة ثم يصفق له.
الأمي من يصدق أن أعضاء مجلس الشعب يمثلون الشعب!

 

أنا لستُ من دُعاة مقاطعة الانتخابات الرئاسيةِ لأنَّ النتيجة محسومة سلفاً والمشير ومعه أعضاء المجلس العسكري هم الذين سيقررون اسمَ الرئيس القادم وفقاً لمصالحِهم الخاصة والتأكد من أنه الخادمُ الأمين للعسكر وأنه لن يقترب قيد شعرةٍ من رغباتهم.
ولستُ من دُعاة عدم المقاطعة لأن كل مؤسسة قامت منذ 11 فبراير 2012 فإن قيامَها مؤسسٌ على باطل وسرقة الثورة من شبابها وتجديد الدماء في النظام السابق وتشكيل قناع جدي...د لمبارك وقتل انجازات ثورة 25 يناير حتى يتم محوها تماما من ذاكرة الشعب المصري.
لست مع الانتخابات لأن كل المرشـَـحين أقزامٌ مقارنة بمصر العظيمة، ولو تولىَّ أحدُهم حُكمَ مصر فسيرجع الوطنُ عدّة عقودٍ إلىَ الوراء.
ولست ضد الانتخابات لأن شعبنا بـَـلـَـعَ الطــُــعمَ، ونام يحلم بأوهام صوتٍ انتخابيٍّ سيُـصـَعـِّد واحداً من هؤلاء إلى سُدّة الحُكم.
لستُ في مصيدة الانتخابات ولا مصيدة المقارنة والتفاضل بين فلول ومتشددين وحمقىَ وخدم وأقزام.
أحب مصر العروسَ وأرى أنَّ المتقدمين لطلب يدها لا يصلح أيٌّ منهم أنْ يربط حذاءً في قدمِها، ولا أعترف بالخاطبة ولا بالعُرس الوهمي وأرى المدعويين غيرَ قادرين على اصدار أحكام عادلة..
المجلس العسكري والمشير واللجنة العليا للانتخابات والنظام الانتخابي ومواد الدستور الصمّاء والعقيمة .. كلها صنعها المتهم محمد حسني السيد مبارك قبل أن يتمارض وتضع الدولة تحت إمرته مصحة فاخرة حتى يأتيه مـَـلـَـكُ الموت ويأخذه عزيزاً ومُكرّما ممن تولى الحُكم بعده خلسةً وغدراً.
اذهبوا واقترعوا، أو اجلسوا في بيوتكم وتحسّروا، فالنتيجة واحدة.
ليس أمامكم غير الغضب الموحَّد لمصر، أما الغضب من أجل رجل أو زعيم أو قائد أو حزب أو جماعة أو مذهب أو طائفة او توجُّه فكري أو حتى الدين نفسه فسيطعن الوطنَ في مقتل.
في تلك اللحظات الحرجة من تاريخ مصر فإنَّ الدينَ الوحيد المقبول عند الله هو مصر بدون الحديث عن الدين.
الخصوم الحقيقيون للدين هم من يرفعون شعاراً دينياً.
من كان يرى أن أحداً من هؤلاء المرشحين يستحق شرف حُكم مصر، فإن هذا يعني أن مصر في ذهنه قرية نائية، صغيرة، متخلفة نبحث لها عن عمدة جاهل لاصلاح حواف الترعة فيها.
الرئيسُ القادم يعرف تماما أن المخلوع والمشير والمجلس العسكري ومصالح تل أبيب وأمريكا والأموال المنهوبة والفساد المتوارث عن عهد اللعين خط أحمر.
مصر تستعد لعُرس الديمقراطية لانتخاب دُمية يلعب بها أعضاء المجلس العسكري في وقت الفراغ.
لست على استعداد للوقوف في طابور طويل لانتخاب قزم يحكم بلدي، فهذه حالة من الكراهية حتى لو أقسم كل الواقفين لساعات طويلة أمام صندوق الانتخاب أنهم يحبون مصر.

 

الجنرالات ليس لديهم وقت للجيش!
أعضاء المجلس العسكري وعلى رأسهم المشير، هل لديهم الوقت للاشراف على العسكر والسلاح والتدريبات والصفقات وقطع الغيار ومشاكل الحدود وتهيئة الجيش، كل في موقعه، ليستعد لأي خطر خارجي.
جنرالات كبار، وقادة الجيش المصري، هل يستطيعون التوفيق بين المهة الصعبة في الجيش، وبين الحُكم والمنصب والأبهة والفخامة والحياة الترفيهية ومشاكل التصريحات والمظاهرات وتغيير الحكومة والصراع بين ...الجنزوري والكتاتني، وبين كل المرشحين وخصومهم.
لم أسمع أن اجتماعا واحدا لأعضاء المجلس العسكري انعقد في غياب أحدهم لأنه، مثلا، منشغل بتدريب جنوده، أو أنه يأكل طعاما مسلوقا في ثكنة عسكرية في قلب الصحراء.
منذ سنوات رفضت وزيرة الثقافة النرويجية حضور اجتماع لمجلس الوزراء لأنها كانت على موعد لافتتاح مسرح، وقالت لرئيس الوزراء بأن هذا عملها، وافتتاح المسرح أهم منك، ووقفت الصحافة النرويجية كلها معها!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
 
أوسلو في 30 ابريل 2012

 


صناعة الفرعون
في مصر يرفض المصريون أن يكون زعيمهم شخصاً عادياً، يأكل الطعام، ويذهب إلى الحمام، وينحبس بوله، ويصيبه إسهال أو إمساك أو أرق!
في مصر عندما يعشق المصريون رجلا منهم، زعيما أو مرشحا للرئاسة أو رئيس حزب أو ابن الزعيم أو مرشدا روحيا، يضيفون إليه مع صباح كل يوم صفات سوبر مانية، ويسدون الثغرات، ويخفون نقاط الضعف، ويبررون أخطاءه، ويفترضون الحــِـكمة من فمه حتى لو تحدث عن سعر الجرجير أو أنواع ا...لبطيخ أو رائحة الدوكو!
كتبت عدة مقالات قبل وبعد الثورة عن الدكتور البرادعي منها مقال ( تشكيل حكومة البرادعي ضرورة وطنية )، وتحدثت كثيرا عن ايجابيات الرجل، وقليلا جداً عن سلبياته، وطرحت عدة علامات استفهام طبيعية، فالسياسي لا ينزل عليه الوحي بكلمات سامية، والحزبي ليست لديه رسالة مقدسة، ومع ذلك فقد اعتبر أتباع البرادعي أن كل مديحي إياه لا يساوي جناح بعوضة مقابل بعض الاشارات السلبية.
إذا ترشح قالوا عبقري، وإذا انسحب أشادوا بانسحابه في الوقت المناسب. إذا ترك الثورة وغادر إلى الخارج قالوا بأنه يتسلم جوائز عالمية، وإذا تأخر في تأسيس حزب بعد أن أنفض المولد زعموا أنها أم العبقرية.
إذا وقف قالوا بانه يتأمل، وإذا مشى قالوا بأنه في الطريق إلى قيادة الثورة.
أليس هذا عين ما يفعله اتباع حازم أبو اسماعيل وخيرت الشاطر ومحمد مرسي وعمرو موسى وسليم العوا والمشير والمخلوع وحمدين صباحي؟
أليس هذا ما يفعله مريدو الشيخ محمد حسان والشيخ يوسف القرضاوي والشيخ عبد المنعم الشحات وعمرو خالد؟
أليس هذا ما يفعله المهووسون بتامر حسني ونانسي عجرم وهيفاء وروبي؟
أليس هذا نفس ما يقوم به عشاق كرة القدم حتى لو كان نجمهم المفضل لا يستطيع أن يفك كلمة واحدة من حروفها الركيكة، لكن قدميه وفانلته صنعوا هوية جديدة لا تحتاج لأكثر من عاشق أو .. عابد؟
صناعة الفرعون نجيدها تماما، فإذا لم نعبده أو نحنطه فعلينا أن نحيطه بهالة من القداسة لا يحتاج بعدها لرسالة سماوية.
عشاق الدكتور البرادعي خارجون من حالة يأس تسبب بها المرشحون الآخرون، والساحة خالية، والزعيم الحقيقي لم يظهر بعد، وهم لا يسمحون لك بأنسنة زعيمهم الجديد، فالرجل يفكر، ويتأمل، ويخطط، ويحفظ في جيبه أحلام المصريين، ولا يكترث للزمن، فاليوم كالعام، والعام كالعقد، والعقد كالدهر كله.
احترس فعاشقو البرادعي ليسوا فقط محبين له، لكنهم بوديجاردز يهجمون عليك إذا نظرت فقط إليه.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
 
أوسلو في 30 ابريل 2012

 

زمن اللامبالاة!

في مصر يمكنك أن تطلق شائعة في أي شيء عن اي شخص أو جماعة، وستختلط الشائعة مع حزمة من الحقائق فلا يستطيع عفريت أزرق أن يفصل بينها.
يمكنك أن تقول عن مرشح رئاسة بأنه مخبول أو نصاب دولي وأنه يحمل جنسية دولة أوربية هو وأولاده.
تقرأ عن ( مضاجعة الوداع ) فلا يؤكدها أحد، ولا ينفيها المتهم بها، رغم أنها لــِسـِعـَة مساحة وصولها إلى أركان الأرض الأربعة تستحق أن يعقد مجلس الشعب جلسة استثنائية... في منتصف الليل يحضرها جميع الأعضاء، في الوقت الذي تجتمع إدارة تحرير صحيفة ( الأهرام ) وتُظهر الأدلة والقرائن، وتستضيف القناة الفضائية الحمقاء الدكتور ميرفت التلاوي لتشرح للمصريين كيفية قناعتها بالأدلة وما لديها من شهود.
يمكنك الآن .. الآن فقط، اطلاق شائعة، مثلا، بأن أحد المرشحين للرئاسة يتلقى مرتبا شهريا من الموساد، ويتم تحويله على حسابه في أحد البنوك السويسرية، وأن رقم الحساب هو 0576388765، وستكون مفاجأة للجميع!
المرشح للرئاسة لن ينفيها، ومطلق الشائعة لن يؤكدها، وجماهير الشعب ستتناقلها في اليوم الرابع كأنها حقيقة لا ريب فيها.
هذا هو المشهد المصري، كل الناس تحتقر كل الناس!
اطلب من المشير أن يعتذر عن فترة تعاونه المطلق والتام مع السفاح المخلوع، فسيبصق في وجه من يطالبه بذلك. ومجلس الشعب سيتأفرن ويتأرنب ويخفض كل الأعضاء رؤوسهم لئلا يرى المشير وجوههم.
اكتب مقالا عن تهريب خمسة وسبعين مليار دولار من البنك المركزي، وانشرها في كبرى الصحف المصري، وعززها بقرائن مزيفة، والنتيجة أن البنك المركزي لن ينفي، والحكومة لن تتحرك، ونقابة الصحفيين لن تحاسب مطلق الشائعة.
إنه أحط مشاهد اللامبالاة في مصر ما بعد الثورة، يتساوى فيه الكذب والصدق، الغش والشفافية، الحمل والذئب، العبد والسيد، الكباريه ودار العبادة، الله والشيطان.
لا أحد لديه الوقت ليتحقق من أي شيء، ففي حالات الانحدار تختلط لديك كل القيم السامية والمنحطة، فهو زمن يُخرج فيه الكاذب لسانه لأكثر الناس صدقاً.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
 
أوسلو في 28 ابريل 2012

 

عــَـشـْـرَةُ أسئلة لا أجد لأيٍّ منها إجابة!
السؤال الأول: هل ما يزال المخلوعُ علىَ ذمة التحقيق؟
الثاني: هل لدىَ سوزان مبارك مستمسكات على أركان الحُكم، حتى إذا مســّـها سوءٌ راحوا في ستين ألف داهية؟
الثالث:هل يملك أحمد أبو الغيط معلومات عن أسرار الخارجية والصفقات في عهد مبارك، لذا اختفى من الصورة ومعه فاروق حسني؟
الرابع:هل المشير مُستـَـثـْـنىَ من صفة الفلولية بما لا يخالف شرع الله، وفـْـقـاً للق...ــَـسـَـم الذي أدّاه الأعضاء، أمْ أنَّ ما لله.. لله، وما للمخلوع للمُشير؟
الخامس: الطب يقول بأنَّ الإنسانَ لا يعيش بدون دماء، لكنني أرى وأسمع وأقرأ عن أحياء بعد ثورة 25 يناير وليس عندهم نقطة دم واحدة، فكيف ذلك؟
السادس: اسم الرئيس القادم موضوع على مكتب المشير منذ عدة أشهر، لماذا إذاً يلعبون مع الشعب لعبة الثلاث ورقات؟
السابع: بعد عدة أعوام يرتقي قناصة العيون وقتلة شبابنا إلى رتب أمنية وعسكرية كبيرة، فكيف سنتعرف عليهم عندما نستيقظ ونــُـكمل ثورتــَـنا؟
الثامن: هل صحيح أن هناك فتوى تــُـجيز لأعضاء مجلس الشعب من القوى الدينية الاستعانة بالجن لتمرير قوانين معينة، وأن الجن رفضت التعاون مع أيّ يساري أو ناصري في المجلس، فالعفاريت يمينيون، وليس هناك جــِـنٌّ أزرق أو أحمر يتعاطف مع البلاشفة؟
التاسع: ماذا سيفعل المشير والجنزوري إذا رفعت الدول الغربية على مصر دعوى قضائية دولية تُجبر المصريين ولو بقوة السلاح على استرداد ملياراتهم المنهوبة؟ هل ستذهب الحكومة المصرية إلى مجلس الأمن لتثبت أن شعب مصر ليس في حاجة إلى هذه الأموال، وأن الدكتور الجنزوري يملك أصابع سحرية تجعل التراب ذهباً؟
العاشر: هل زال الغضب عن أقرباء ضحايا ( العبـّـارة 98) ومسرح بني سويف وقطار الصعيد ومحمد محمود وماسبيرو والمجمع العلمي وموقعة الجمل وعشرات و .. ومئات من كوارث نزلت بالمصريين، أم أن مَنْ غضب في 25 يناير يمكن أن يغضب مرة أخرى؟
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
 
أوسلو في 26 ابريل 2012

 


فتاة تتقدم للعمل في التلفزيون المصري
هذا الحوار السريع المتخيــَّـل دار بين مسؤول في التلفزيون المصري وفتاة تقدمت للعمل في ماسبيرو:
المسؤول: أهلاً بكِ، كم تبلغين من العمر؟
الفتاة: فوق سن العشرين!
المسؤول: وما هو العمل الذي تفضلينه؟
الفتاة: قراءة نشرة الأخبار، وبرامج الحوارات
المسؤول: هل تقرأين كثيرا؟
الفتاة: لا أحب القراءة، لكن عمي صديق لمعالي الوزير!
المسؤول: وهل تتابعين أخبار الع...الم العربي؟
الفتاة: طبعاً يا افندم، وأعرف أيضا أن هناك مشكلة في سوريا، وأن سكان السودان لون بشرتهم أسمر!
المسؤول: وهل تقرأين جيدا باللغة العربية؟
الفتاة: لم يكن هذا شرطا في اعلان البحث عن مذيعين ومقدمي برامج، لكنني قرأت رواية ( البنات والصيف) في ثانية إعدادي.
المسؤول: برافو .. برافو، ولماذا تريدين العمل في قراءة نشرة الأخبار؟
الفتاة: لأن مامي، وهي صديقة، الروح بالروح، لتانت رئيسة القناة الفضائية، قالت لي بأنني زي القمر.
المسؤول: وأنت ايضا جميلة، ومتحمسة للعمل. هل ستواجهين صعوبة في برامج الحوارات مع ضيوف مثقفين وأكاديميين ومحللين؟
الفتاة: والدي، وهو صاحب منتجعات سياحية معروفة يقوم بزيارتنا فيها معالي رئيس الوزراء، قال لي بأن أترك الضيف يتكلم، واقول له بين الحين والآخر: تمام يا أفندم، أو هذا بالضبط ما حصل، أو لكن الصحف أشارت إلى هذا الموضوع. وسينتهي البرنامج ويهنئني نائب رئيسة التلفزيون، ويبدي استعداده لقضاء عطلة سياحية في منتجعات بابا.
المسؤول: والأهم أن لا تنصتي إلى نقد المشاهدين، فكلهم حاقدون على إعلام الريادة، ولا يستحق المصريون دقيقة واحدة من جهدنا في رفع شأن الإعلام المصري.
مبروك، يمكنك الآن التوقيع على عقد العمل، وأنا بنفسي سأتصل بوالدك لأبلغه أن التلفزيون كسب وجها إعلاميا ، وأن كريمته سيكون لها شأن كبير.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
 
أوسلو في 26 ابريل 2012

 

نصيحة غالية إلى الدكتور البرادعي
هل صحيح أن مصر تتحمل أربع سنوات مشابهات للوضع الكارثي الذي نعيشه حتى يتولى حزب ( الدستور ) مقاليد الحُكم؟
تــُــكرر الخطأ تلو الآخر مع أن أحبابك بالملايين، وكانت قدماك على مرمى حجر من القصر الجمهوري عندما عدتَ في المرة الأولى، وذكرت بأن أكثر من سبعين وكالة أنباء تتابع خطواتك.
مصر كلها كانت تنتظر منك كلمة واحدة لو كان مانديلا أو لومومبا أو بن بركة أو جيفارا مكانك بأ...قل من خُمس محبيك، مقارنة بعدد السكان، لما بقي الطاغية في قصره يوما واحدا.
كتبت لكَ وأنت في النمسا عن فكرتي لتلتقط الثمرة ناضجة دون أن تخسر مصر مواطناً واحداً، وقلت بأنني على استعداد للسفر فورا إلى فيينا للقائك، وشرح رؤيتي لقيام ثورة لا نقطة دم واحد فيها.
لكنك عدت إلى ، وتحدثت حديثا رقيقاً عن اللعين مبارك، وطلبت مهلة لجمع التوقيعات التي ستقوم بتقديمها إلى الطاغية.
كنت تجد له مخرجاً بذكاء شديد، فإذا سُئلت عن الرجل الذي حبس شعبك ثلاثين عاماً قلت بأن الاستبداد منذ عام 1952، فينجو مبارك من إدانتك الصريحة.
كانوا يجمعون لك مئات الآلاف من التوقيعات، فتطلب المزيد كأن مبارك ينتظرك في منتجعه بشرم الشيخ ليتسلم رسالة رقيقة بعدة ملايين من التوقيعات، ثم يغادر القصر نهائيا.
كان بامكانك أن تأمره وأنت في عز قوتك فيخرج ورجاله من القصر أذلة، وإلا فكل شعب مصر.. كله بدون استثناء كان سيلتف حولك.
منذ بناة الأهرام لم تأت فرصة شعبية لأي فرعون كما جاءت إليك، وتكررت، ولكن كنت تتقدم خطوة، وتتراجع اثنتين. اختلفت مع أكثر الذين عملوا معك، وشعبنا الطيب يزيدك ثقة على ثقة، وكان المشهد المصري يشتعل، ويتوسل إليك المصريون، فتسافر لبعض الوقت حتى يهدأ شباب مصر الثائر، وتعود من جديد.
تمنيت أن تسمع مني هذا الحديث مرة ثانية بــُـعيد وصولك إلى العاصمة البريطانية، فقيل لي بأنك طلبت من المضيفين المصريين اجتماعا قصيرا لا يزيد عن ساعتين، تتحدث فيه، وتسمع ممن اتفقت معهم فقط على الحوار.
كنت تستطيع أن تتعجل النصر، وتبدأ في بناء دولة عصرية، وتــُـنهي كل أثر لمبارك ورجاله ولصوص مصر الأوغاد، لكنك تتحرك كالسلحفاة، والآن تتحدث عن احتمال أن يحكم حزب ( الدستور ) مصر بعد أربع سنوات.
تلك الأعوام الأربعة التي يقبض على عنق الوطن المتصارعون من كل الجبهات والتوجهات والعسكر والأمن والبلطجية والفلول ستنتهي، لا قدر الله، بسحب مصر إلى قاع نهر لا قرار له، إلا إذا تجددت الثورة بدون أي مرشح اسلامي أو فلولي أو سلفي أو ناصري أو اشتراكي أو علماني أو قبطي أو بطل سابق أو حتى الدكتور محمد البرادعي.
معذرة، فليس في قلبي أو صدري أو عقلي ذرة ثقة واحدة في أي شخصية كبيرة على المسرح المصري تكون قد أطلت علينا بعد نجاح الثورة.
لي أنف يشم، بفضل الله، رائحة الثورات قبل أن تهب بوقت طويل، وأنا على يقين من أن تجديد الثورة أو الثورة الثانية أو تكملة ما بدأه شعبنا أقرب إلينا من حبل الوريد.
إنها ليست جمعة مليونية تشبه الأسواق الشعبية في نهاية يوم البيع والشراء.
حديثي ليس لك أو عليك، لكنه ملخص تساؤلات أوجعتني كثيرا و .. طويلا.
 أوسلو في 24 ابريل 2012

 

حيرتي تلك ليست مزحة بأي صورة من الصور، وليست سخرية، لكنها حقيقة من منظور واقعي.
الزوج الذي يطلق لحيته السوداء المشوبة ببياض فتصل إلى ما تحت الصدر، وترتفع الشعيرات الكثيفة فتلمس الشفة السفلى، ويدخل بعضها إلى الفم الذي يختفي نصفه تقريبا مع افتراض أن صاحبنا لم يطلق شاربه فلا يظهر من الوجه إلا الجزء الأعلى، كيف يقوم هذا الزوج بتقبيل زوجته، على سنة الله ورسوله؟
اللحية الطويلة والكثيفة والمتدلية بشعرها ...المنكوش بعيدة تماما عن أي صورة من صور الجمال، والإسلام دين الجمال.
هل يربطها بخيوط لدى تقبيل زوجته لئلا تضايقها؟
أكاد أرى بعض القراء يبتسمون، والبعض الآخر يقطب جبينه دهشة من اعتدائي على حرية اطلاق اللحية ولو وصل طولها إلى القدمين، ولكن موضوعي مختلف، ولو كنت صاحب برنامج تلفزيوني لقدمت حلقة خاصة باللحية والقبلات، هذا فضلا عن الطعام والشــُــرّبة والسوائل التي تتساقط فتختفي بلزوجتها في غابة شــَـعر اللحية الكثيف.
لا أتحدث في الدين، لكنني أبحث عن إجابة غير ساخرة، فقط تقنعني أن أسرار وخفايا وخبايا وعبقرية إطلاق اللحية، غير المهذبة والمنكوشة أطرافــُــها، مما لا يفهمه شخص مثلي.
عندما يقوم صاحبنا بتقبيل زوجته فأين تختفي اللحية الطويلة والكثيفة، أفترض هنا أنها نظيفة؟
هل تنحشر في عنقها فتدغدغه، أم تضطر المسكينة لازالة ما دخل فمها من الشعيرات، وما علق بلسانها ، وأحسب أن مذاق الشــَــعـْر ليس مستساغاً؟
أرجو من الإخوة الأفاضل الذقنيين عدم التسرع، كالعادة، وإلقاء محاضرة على مسامعي عن الإسلام، لكنني هنا أتحدث عن حق من حقوق المرأة الزوجة.
هل أجد إجابة مقنعة تزيل حيرتي؟

شاهدت لتوي في القناة الأردنية مسيرات التأييد والولاء والخوف، لكنني حتى الآن لا افهم معنى كلمة بالروح والدم نفديك!
لو أن أحد المواطنين كان مع الملك عبد الله الثاني بمفردهما في الصحراء، وخرج عليهما قاطع طرق يريد أن يقتل واحداً منهما فقط، ويفرج عن الثاني دون أن يعرف أحد في الأردن شيئا عما حدث!
هل المواطن سيقول لقاطع الطرق: أنا أفديه بدمي وروحي، اقتلني من فضلك، ويــَــتـِّم أولادي، ورمـِّل زوجتي، ول...يعش جلالة الملك، أم سيقول له: مزقه إربا .. إرباً ففي عهده سجون وتعذيب ومعتقلات، والأراضي التي استولى عليها تكفي لبناء مساكن يعيش فيها كل الذين لا مأوى لهم؟

إذا كان الفقر والجوع والسجن والتعذيب مهانة للإنسان، فإن شعار ( بالروح والدم نفديك ..) هو الســخـُرة والعبودية والإذلال في أحطّ الصور.
حياتي لا معنى لها، أما حياتك فهي التي تضفي على حيوات الآخرين القيمة والروح! ما أبأس شخص يرفع هذا الشعار، وما أقذر حنجرة تخرج منها هذه الكلمات إلا أن تكون بالروح والدم نفديك يا وطن!
شعار مقرف ومقزز وفيه يتحول الإنسان إلى حشرة تحت حذاء الزعيم.
في سجون عبد الله الثاني يقبع أبرياء سنوات طويلة بدون محاكمة، وفي عهده الأسود تطارد أجهزة الاستخبارات أحلام المواطنين لئلا يكون فيها تمنيات بزوال العرش الهاشمي.

 


عشرة أشياء أنتشي لها فرحة وسعادة:
عندما أرى برنامجاً حوارياً يتفوق فيه الشاب الثوري والمتابع الجيد والمتحمس على نظيره الكهل والمثقف والمغرور الذي يبرر كل جرائم الطغاة
عندما لم يتمكن سارقو الثورة من تغيير اسمها، فهي ثورة الشباب وستظل بإذن الله حاملة شرف( الشباب ) لئلا يأتي يوم في المستقبل يظن فيه أحد أنها ثورة العجائز والمعارضة المريضة.
عندما يــُـصـِرّ شباب الثورة على هوية ميدان التحرير، فكل من... رفض الاشتراك في أي يوم من الثمانية عشرة يوماً الخالدة لا يحق له الانتماء للثورة، ولكن لا مانع من الاشتراك في أي مليونية بشروط شباب الثورة.
عندما رفض الثوار طوال أكثر من عام استخدام تعبير الرئيس السابق، فاضطرت كل وسائل الاعلام بعدها إلى التنازل لصالحهم وأصبح اللقب الملحق به هو ( المخلوع).
عندما يرفض مصري الدعاء ( اللهم ارحم موتى المسلمين ) ويستبدل به دعاء ( اللــهم (ارحم من أتاك بقلب سليم).
عندما يرفض مسلم أو مسيحي مصيدة مقارنة الدينين الكبيرين، فالمنتصر والمنهزم مهزومان في كل الأحوال.
عندما أرى أطفالا في مظاهرة، فهي المكان الذي يتعلم فيه الطفل الشجاعة والوطنية والتمرد والاحتجاج.
عندما أقرأ تعليقا افهم منه أن كاتبه أعاد قراءته مرة أخرى، وتأكد من صحة اللغة أو استعان بمن يصحح له الأخطاء الكبيرة أما الأخطاء الصغيرة فكلنا معرضون للسقوط فيها.
عندما أقرأ لشخص يتحول الحوار بقلمه أو على لسانه إلى تواضع ورغبة في المعرفة وليس إلى نصائح وتهديد ووعيد وفوقية واستعلاء.
عندما أرى مصرياً يضم هموم الآخرين إلى قضاياه الوطنية، فالمصري هو أيضا سوري ضد سفاح دمشق، وهو سوداني مناهض للارهابي البشير، وهو جزائري يكره جنرالات الفساد، وهو عراقي يبغض الطائفية والاحتلال والمتعاونين مع قوات الغزو، وهو أردني يحتقر الملك الذي يملك ثلث عقارات البلد الفقير، وهو فلسطيني يرى أن مصالحة القيادات هي الخطوة الأولى لتحرير الوطن، وهو ليبي وتونسي وسعودي وبحريني و ...

 

عشرةُ اشياء تصيبني بالغمِّ والحُزن:
عندما يمر يومٌ علىَ مصريًّ ولا يطالب بسرعةِ الحُكـْـم علىَ المتهم حسني مبارك.
عندما يتحدثون عن الفلول ورجال المخلوع ويشطبون من ذاكرتهـِم المجلس العسكري ورئيسه.
عندما يقول لي مصري بأنه يؤيد أحدَ المرشـَـحين للرئاسة وكأن مصرَ حارةٌ صغيرةٌ تبحث عن شيخٍ لها، فأنا أرى أن شرط عشقك لمصر هو إيمانك أن كل المرشحين أقزام في بلد يحتاج إلى ثائر ومناضل وزعيم ومصلح أقرب إلى ال...أنبياء منه إلى هذا الشيء العجيب المُسَمّىَ ( مرشـح للرئاسة).
عندما يتجرأ أعضاءُ المجلس العسكري والمشير وينظرون في عيوننا نظرةَ الدائن وليس المدين.
عندما يقف الدكتور الجنزوري فرحاً بدعم سعودي، لكنه لا ينبس ببـَـنـْـت شفة عن عشرات المليارات المنهوبة والمهرّبة والتي لم يسترد منها سارقو الثورة مليماً واحداً.
عندما يرفع متظاهرٌ أحمق شعاراً لا علاقة له بمصر وثورتها ومطالبها، ومع ذلك يزعم بوقاحة أنه مؤيد للثورة.
عندما يتحدث مثقف أو كاتب أو ضيف فضائي عن اختيار الشعب من خلال صندوق الانتخاب وهو يعلم أنَّ الصندوق في العالم الثالث أكذب من إبليس.
عندما تنتقد إسلاميا أو إخوانيا أو سلفياً، فيرد عليك شخصٌ أبله مدافعاً عن الإسلام.
عندما يقول لسانُ حال السلطة الممثلة بالمجلس العسكري والمشير للمصريين: شجوا رؤوسَكم في أيّ حائط، فلن يتغير النائب العام أو لجنة الانتخابات أو المادة 28 أو نستعيد أموالكم أو تتشرف زنزانة بأن مبارك نام على البُرش فيها أو نطهِّر الداخلية والجيش من قتلة أولادكم وقناصة عيونهم أو حتى نجند إمكانياتنا لتخليص بلدكم من البلطجية ومروعي أمنكم، ومع ذلك فنحن ،في المجلس العسكري، نثق بأن ذاكرتكم أوهن من بيت العنكبوت، بدليل أنه قد مضت عدة أسابيع دون أن يسأل مصري واحد عن مصير جمال وعلاء مبارك.
عندما لا يسأل ناخبٌ واحد عن الذمة المالية للمرشـَـحين وأحدهم لديه مليارات ربحها وهو في السجن، والآخرون ينفقون عشرات الملايين في حملتهم الانتخابية في غياب دفتر حسابات صغير يشفي غليل المصريين

 

عشرة اشياء ترفع ضغط دمي
عندما أرى أحد أعضاء المجلس العسكري يتحدث كأنه يستعد لعبور خط بارليف الثاني
عندما أشاهد عمرو موسى بغطرسته وغروره وطاووسيته وهو يلعب دور الزعيم المتواضع الذي يزور الفقراء ويأكل مِشاً بالدود وبصلا أخضر موضوعاً على طبلية مكسورة، ويبتسم لصاحب البيت ابتسامة باهتة كأنه يريد أن يتقيء الطعام بعد خروجه.
عندما أرى مناصرين للشيخ حازم ابو اسماعيل وقد جاءوا من أوروبا لمناصرة شيخ في إقامة... إمارة قندهار المصرية.
عندما ينظر أحمد شفيق بوقاحة في عيون المصريين ولسان حاله يقول: يا ولا الــ .. سيظل مبارك الحرامي والسفاح والطاغية ودراكيولا العصر مثلي الأعلى .
عندما أرى محمد حسان يتصرف كانه الشيخ محمود شلتوت أو الشيخ محمد الغزالي أو الشيخ المراغي رحمهم الله.
عندما أرى أعضاء مجلس الشعب يتصرفون كأتباع للظواهري في تورا بورا.
عندما تصلني رسالة هامة على الفيسبوك يطلب مني صاحبها الانضمام إلى المزرعة السعيدة.
عندما تقرأ مذيعة في الفضائية المصرية ولا تستطيع أن تلفظ كلمة عربية واحدة بتشكيل لغوي صحيح
عندما يتحدث ضيف فضائي بشجاعة في كل القضايا ما بعد الثورة، لكن لسانه يخرس إذا اقترب من المشير.
عندما يكتب شباب جامعيون كلمة أستاذ هكذا أستاز، وكلمة نحن هكذا نحنو، وكلمة جداً هكذا جِدَّن!

 


الدكتور محمد البرادعي هو اللغز الأكبر في مصر!
إذا قال (نعم )لحق بها( لا)، وإذا اقترب من النجاح تحدث عن الفشل، وإذا رأى أن أتباعه ومريديه ومؤيديه في انتخابات الرئاسة أصبحوا الأكثر والأقوى، انسحب من السباق بدون عذر مقبول.
يجمع مئة ألف صوت، ثم ربع مليون ثم مليونا ليكون الأقوى أمام مبارك، فلما اكتشف أنه يستطيع أن يجمع عدة ملايين يصرح بأن ( الرئيس مبارك دمث الخلق وليس بيني و بينه كراهية).
يطلب من الشبا...ب أن يبدأوا حملة طرق الأبواب، وجمع التوقيعات، وتتكون على يديه جمعية من نخبة معروفة في البلد، فيختلفون معه .. ثم ينسحبون.
يرفض في أمريكا لقاء الجالية المصرية، ثم يقبل على مضض، ويرفض الحديث عن اقتلاع نظام مبارك، ثم يشترط قبل الاجتماع بالجالية في لندن أن يكون العدد محدوداً، وأن يتحدث دون أن يجيب على أسئلة المصريين الواقعين بين الحيرة والخوف.
الدكتور محمد البرادعي رجل قيد الــله له شعباً توسل إليه أن يقوم بقيادته وسيلتف حوله المصريون، لكنه خائف من النجاح، ومتردد في أي خطوة مستقبلية، ومع ذلك فملايين لا يزالون متمسكين به رغم أنه خذلهم مرات عديدة.
الدكتور البرادعي حالة غريبة من اللونين الأبيض والأسود، من الايجابي والسالب، ومن السير والوقوف، ومن السماء والأرض.
أي رجل في العالم فيه ربع مالدى الدكتور البرادعي من إمكانيات وكفاءات وقاعدة شعبية كان يمكن أن يكون الآن في عامه الثالث في حكم مصر، ولوالتف كل المصريين حول حامل جائزة نوبل فسيجد سبعين طريقة ليهرب من المسؤولية والقصر والرئاسة والزعامة.
الدكتور محمد البرادعي قامة أخلاقية وعلمية ورجل متحضر ومتمدن ولديه رؤية واضحة لعشرات من معضلات ومشاكل وأزمات مصر، لكن نبضات قلبه تصبح كطبول حرب في غابات أفريقيا كلما اقتربت قدماه من البساط الأحمر في القصر الجمهوري، فما يحركه هو حــُبُّ الشباب له، ويبدو أن مطالبه تنحصر في فتح القصر الجمهوري، وأن يحمله عشاقه على كرسي، ثم يضعوا الكرسي خلف مكتب الرئيس، ويبلغوه بعد ذلك أنه اصبح الرئيس!

تبقى قضية اسماء الفلول لتطهير مصر من كل من تلوث بالنظام الشيطاني للمخلوع وأراد أن يلوث مصر بمرض الفساد. نريد قائمة بكل اسماء الفلول من عسكر وشرطة وإعلاميين ومثقفين ورؤساء نقابات وقضاة ومحامين ودبلوماسسين وكُتّاب ورؤساء أحزاب. أريد أن نحشر اسم مبارك في كل قضية وسؤال وجواب ومظاهرة واحتجاج. ينبغي أن لا يغيب اللعين المخلوع عن أذهاننا لحظة واحدة. كل ضيف يظهر على الشاشة الصغيرة يجب أن يطالب بسرعة الحُكم... على مبارك وولديه. الصمت جريمة .. جريمة .. جريمة لاتقل عن صمتنا لثلاثين عاماً. اجعلوا مبارك قضيتكم في الصباح والظهر والمساء ومع كوابيس الليل. لا تجعلوه يهنأ ساعة واحدة في المستشفى الفاخر. يجب أن يتذوق مبارك ولو يوما واحداً مرارة السجن، وأن يأكل خبزاً جافا، وأن يتبول في جردل أصفر متسخ، وأن يتغوط في حمام مكسور بابه، وأن نقرأ أمامه اسماء آلاف من الذين مروا على سجونه ومعتقلاته خلال ثلاثة عقود. يجب أن يشاهد صور الشهداء وأمهاتهم وهن يبكين. يجب أن يرتدي ملابس زرقاء، وأن يحلق له حلاق السجن شعره زلبطة بموسي حلاقة شفرته سميكة وملوثة. يوم واحد هكذا سيشفي غليل ملايين المصريين. نسيت أن أقول بأن ينتظر كل من يزور مبارك ساعتين في شمس محرقة، وأن يصادر الشاويش عطية منه الأكل الساخن الذي طهاه طباخ الريس. هذا اليوم سيكون عيداً لكل من آذاه وعذبه وأمر باغتصابه وحرم منه أولاده وزوجته وأمه وأباه مبارك الشيطان. اجعلوا لعناتكم تطارده في جناحه الفاخر فهو لايزال ينفق من أموال أناس تحت خط الفقر والجوع والعوز والحاجة.

 

رسالة إعتذار من الإخوان المسلمين والسلفيين لشباب الثورة
ايها الإخوة شباب الثورة الأبطال،
نعترف لكم بأننا في جماعة الإخوان المسلمين وفرقة السلفيين أخطأنا عندما زعمنا بأن الثورة قامت على أكتافنا، ونحن فعلا لعبنا من وراء ظهوركم، وتحالفنا مع العسكر، ومع القوى المضادة لثورتكم الطاهرة، وكنا جبناء في كل المناسبات والجمعات المليونية التي دعوتم لها.
كنا نستغل الدين للوصول للحُكم، ولم تظهر شجاعتنا طوال ثلاث...ين عاما أمام المخلوع أو رجاله حتى عندما وصل عدد معتقلينا لعشرين ألفاً يتعذبون في أقبية مخيفة تحت الأرض، ظللنا على العهد بالخذلان والخوف وكل صور الجبن.
شاهدنا أخواتكم تنتهك كرامتهن، ويكشف على مواضع العفة منهن ضباط ساديون وذئاب بشرية، واهتزت الدنيا كلها، أما نحن فلم نتحرك، وطلبنا من كل أعضاء الجماعات الإسلامية أن لا تساندكم، ولو خرجنا فعلا لما دفعتم دماء مئات من شهدائكم الأبرار.
وكنا بحماقتنا على استعداد لتجنيد عشرات الآلاف يهزون الأرض هزاً من أجل الدفاع عن فتاتين فرنسيتيّن يطالبهما القانون الفرنسي في البلد المضيف أن يــُـظهرهن وجوههن حماية للأمن، لكننا لم نتظاهر مرة واحدة ونستعرض عضلاتنا من أجل اخواننا في السجون والمعتقلات وبعضهم ظل عقدا وعقدين بدون محاكمة.
الآن انكشفت عوراتنا، وظهرت ازدواجيتنا، وخرجنا ندافع عن الرمق الأخير في حياتنا قبل أن تكتظ الزنازين الضيقة بنا مرة أخرى حتى يقوم ملك الموت بزيارة الرئيس عمر سليمان.
سامحونا، واصفحوا عنا، وتوقفوا عن مهاجمتنا فنحن في موقف مهين أمام الشعب.
نريد أن ننضم إليكم ولن نخذلكم أبداً رغم أننا غدرنا بكل من وثق بنا، ونحن ( عيال ) في أي وعد نقسم بأننا سنحافظ عليه ونتراجع بعده بقليل.
سامحونا ايها الأبطال الثوار الأطهار، ونقسم لكم بأننا سنتوب إلى الله عز وجل، وسنحترم الوطن والعــَـلـَـم المصري والنشيد الوطني والدولة المدنية والحرية والعدالة والمساواة والسلام ولن نهدد أحداً بالمقدس.
لقد اكتشفنا، متأخرين، أن الله تعالى وقف وسيقف معكم أنتم شباب الثورة الشرفاء والأطهار، لذا نرجوكم أن تطلبوا من الله أن يغفر لنا خطيئة الغدر بالثورة، وسننضم إليكم وتحت رايتكم.
جماعة الإخوان المسلمين
جماعة السلفيين ( حزب النور).
كتب الرسالة نيابة عنا ودون أن يستأذننا
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
 
أوسلو في 14 ابريل

 


تعريفات جديدة لــ ( طائر الشمال):
المصري يُقسم أنه فهلوي، وهو الذي دهن الهوا دوكو، ومع ذلك فهو يشترى الترام باسم القصر أو باسم الدين، ويخرج في النهاية مــَـدْيناً!
المصري أكرم مواطني الدنيا فهو يقوم بثورة ليخلع ديكتاتوراً، ثم يستأذن مساعد الديكتاتور أن يرعاها ريثما يعود!
المصري يلعن سارقي ثورته، ومنتهكي حرمته، ومعذبي مواطني بلده، ثم يقبل في النهاية اللعب معهم، وهو واثق كباشمهندس فهلوي، أن خصوم ال...ثورة سيتحولون إلى ملائكة لمدة يومين.
المصري يغضب لأحمد الجيزاوي لأنه سيتعرض للجلد، لكنه يقبل الجلد من خليفة مبارك، فالكرباج مذاقه هنا غير مذاقه هناك!
المصري طيب حتى النخاع، وساذج حتى العباطة فيظن أن دخول الكاميرا عشرين لجنة انتخابية تعني نزاهة الانتخابات في ثلاث عشرة ألف لجنة.
المصري يقف ساعات في طوابير الانتخاب، ويقرأ أن حسني مبارك غيــّـر اسمه إلى أحمد شفيق، وإلى عمرو موسى، وبدلا من أن يخرج خمسون مليونا من الناخبين في أم المليونيات في طول مصر وعرضها حتى ينسحب الفلوليان، فإنه يشارك في التصويت مع الدعاء إلى اللــه أن ينجح مرشحه المفضل.
المصري واثق في أن الرأي النهائي له في الانتخابات، وأن المشير وأعضاء المجلس العسكري منشغلون في صلاة التهجد، ثم بعد ذلك يلطم وجهه أمام الشاشة الصغيرة ويقول: لقد خدعوني، وسرقوا ثورتي، وينسى أنه خدع نفسه وفرط في ثورته.
المصري يتصور أن المشير والمخلوع ورجال ( طره ) وأعضاء المجلس العسكري والسفيرة الأمريكية ومكتب نتنياهو يشربون شايا بالنعناع وهم يتابعون الأخبار مثله تماما.. هل هي هبالة، أم سذاجة، أم ثقة متورمة في عقل يرى صاحبه أنه الأذكى بين الكائنات الحية؟
وفي الجولة الثانية لن يتعلم من الأولى أو من انتخابات مجلس الشعب، وسيظن أن صوته هو الذي سيحدد الفائز، فنظام مبارك مات، ثم يكتشف أن الروح لم تخرج من القصر الجمهوري، وأن المخلوع هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ثلاثة عشر مرشحا، منهم اثنان من الفلول، والباقي يحلمون بشهد وعسل السلطة ولا يتنازل أحد لأحد عن أصوات مؤيديه، فسيد القصر وسيدة مصر الأولى لا ينامان الليل من مطاردة الأحلام الجميلة لهما، وفي النهاية نكتشف أن أقفيتنا أصبحت ملتهبة من الصفع، ووجوهنا صفراء من الخجل، وأجسادنا زرقاء من الخوف، وعيوننا حمراء من البكاء.
كيف يحصل محمد مرسي وأحمد شفيق وعمرو موسى على ملايين الأصوات من المصريين، فالإخوان والفلول كانوا ضد الثورة، فهل أصبح المصري عدواً لثورة أبناء شعبه أم أن فينا جينات من سلالة مبارك؟
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
 
أوسلو في 26 مايو


تعقيب على الحوار لتبيان وجهة نظري في القول بشفافية الانتخابات

الحوار المتخيـَّـل بين المشير والسفيرة الأمريكية كان قائما علىَ تصوراتي لفهم التزوير، ومع ذلك:
فوجود نسختين من حسني مبارك في الانتخابات هو أكبر أنواع التزوير القضائي والعسكري والسلطوي والمالي في حق شعبنا.
ثلاث عشرة ألف لجنة دخلت التلفزيونات ووكالات الأنباء عَشـْـراً أو عشرين منها لساعةٍ أو ساعتين ليست دليلا على النزاهة، تماما كما يضع ب...ائع الفواكه التفاحَ الأمريكاني على هرم من تفاح غير صالح للأكل.
خمسة من مندوبي المرشَحين، بحد أقصى، كانوا متواجدين مع حشد من الموظفين والفرّاشين ورجال القضاء والأمن وغيرهم ، ثم يقرأ أحدهم على موظف الأرقام فيكتبها دون أن يراقبها في 12 ساعة أحد آخر، فيكتب 100 مثلا 1000 أو 10 .
هناك توجيهات من المجلس العسكري بأن اللجان التي تدخلها كاميرا أي فضائية تكون لصالح النزاهة والشفافية الظاهريتين.
هناك مراحل لاحقة حتى يتم الإعلان النهائي ولا أحسب أن المجلس العسكري الباحث عن موقعه في مصر برئيس جديد لا يتدخل في النتيجة النهائية بطريقة أو بأخرى، فأنت لا تستطيع أن تطلب من لص محترف أن يكون شريفا ليومين فقط، ثم يعاود نشاطاته.
قطعا فإن محمد مرسي سيكون مكملا للبرلمان القندهاري رغم أن الإخوان المسلمين احترقوا ظاهريا بعد تعرية فكرهم تحت قبة الحرم الديمقراطي، فضلا عن رغبتهم في ( التكويش ) على الدولة برمتها، ونكثهم الوعد تلو الآخر.
بعد عام ونصف من ثورتنا الطاهرة، وعرقلة كل مكتسباتها من قــِـبل المجلس العسكري، وإصرار المشير على انتاج نظام عفن مازل رجاله يتحركون في كل مكان، فأنا لست على استعداد لاعتبار الأوغاد ملائكة ليومين قبل العودة إلى ارتداء ملابس الشياطين.
توزيع بطاقات مدنية على عدد هائل من كبار الضباط وصف الضباط ومن لهم ولاء للنظام البائد لكي يصوّتوا لصالح فلولي، هو أيضا جزء من التزوير الذي أتحدث عنه.
حديثي هذا غير مريح لأنه ينزع ابتسامة الفرح من على مُحـَـيـّـا كل مبتهج بالعملية الديمقراطية الشفافة رغم وجود المشير والمجلس العسكري وقوة الإخوان واثنين من أهم الفلول، والشبهات التي تحوم حول الفريق أحمد شفيق ولو سقط على رأسه مئة حذاء في الساعة.
شركاء الوطن.. أقباطنا الذين دفعوا من دم شهدائهم الكثير سواء سفحه مبارك أو المجلس العسكري، يعودون لمنح أصواتهم لنسخة جديدة من المخلوع بدلا من أي شخص آخر غير اخواني، حتى لو كان خالد علي أو حمدين صباحي أو أبو العزيز الحريري، فهل هي رغبة ضمنية لتقديم مزيد من الشهداء بيد أحمد شفيق أو عمرو موسى. نقطة خاسرة ليست لصالح شركاء الوطن أو من يدافعون عنهم، رغم أن قناعاتي الشخصية وغضبي على تصويتهم لن ينتقص قيد شعرة من إيماني بكل حقوقهم.
أنا أيضا أريد أن أفرح بانتخابات تؤكد لي أن الثورة انتصرت، لكن المشهد المصري في عام ونصف بكل ما فيه من قمع وقهر وانتهاكات واغتصاب وكشف العذرية وقتل في ميادين وشوارع مصر واعتقالات بالآلاف، ثم بعد ذلك يصمت كل قضاة مصر ورجال العدل بدلا من تقديم أحمد شفيق وعمرو موسى وسوزان مبارك إلى العدالة، فلا أحسبني قادرا على الابتسامة فضلا عن الرقص فرحاً بتصوير عدة لجان اقتراع يعرف الموجودون داخلها أن الكاميرا ترصدهم.
قد أكون مخطئاً، ولا ألزم أحداً باستنتاجي ، لكنني للاسف الشديد لم أعد صاحب نية حسنة إذا دخل لص بيتي لاصلاح النافذة أو دهان السقف.
وحتى لو استدعى المرشحون ملائكة يجلسون فوق كل صندوق، فإن وجود نسختين من المخلوع غير مخلوعتين هما عمرو موسى وأحمد شفيق وتعاطف المجلس العسكري مع مبارك، فإنني سأظل على ريبتي، وأرى هذا أقصى صور التزوير.
 أوسلو في 25 مايو

هذا الحوار جرىَ في مُخيلتي ولا أتذكر إذا كنت لحظتـئـذٍ نائماً أو مستيقظاً.

السفيرة الأمريكية: مساء الخير فيلد مارشال طنطاوي!
المشير: جود إيفينيج، السيدة السفيرة. ما رأيك في خط سير الانتخابات المصرية؟ ألم يأن الوقت الذي يتعلم فيه الأمريكيون أصول الديمقراطية من المصريين؟
السفيرة: ها ها ها .. هل ستختار الرئيس القادمَ بمفردك، أم تحتاج لمساعدتنا؟
المشير: نحن تسعة عشر جنرالاً إذا مشيناً خرقنا الأرضَ وبلغنا الجبال طولاً!
نحن تلامذة صاحب الضربة الجوية الأولى، ونستطيع أن نختار الأصلح دونما حاجة لفرز الأصوات!
السفيرة: أراك كأنك تريد أن تخرج عن تعليمات سيّد البيت الأبيض، فهل تظنون حقاً أنكم جنرالات؟
المشير: معذرة، ست الكل، فقد كنت أمزح معكِ رغم معرفتي أنَّ المزاحَ معكم يجرح دون قطرة دم واحدة!
السفيرة: نحن نريد الآتي، سقوط حمدين صباحي رغم شعبيته الكبيرة، فمريدوه يرونه جمال عبد الناصر الجديد، فضلا عن أنه من مؤيدي ( القاعدة ) في العراق!
ولا نرغب في عمرو موسى فهو لن يتمكن من مقارعة البرلمان وميدان التحرير في نفس الوقت.
ولا نضمن عبد المنعم أبو الفتوح الذي إنْ عاجلا أو آجلا سيعود إلى حظيرة الإخوان المسلمين ليصبح إمتداداً للكتاتني.
المشير: غــُـلـُـب حماري يا ست الكل!
السفيرة: أقترح أن ينجح محمد مرسي وأحمد شفيق لجولة الإعادة!
المشير ولكن محمد مرسي لا يصلح أن يكون بائع سجائر كليوباترا وزجاجات سينالكو في كشك صغير على حواف ترعة في الدلنجات، فكيف يصبح هو وسيدنا أوباما نــِـدَيـّن أو نـَـظـِـيرَيـّـن؟
السفيرة: لأن نجاح الإثنين لن يترك حُجَّة لمعارضيك، وسيفرح مجلس الشعب القندهاري، وكذلك سيسعد رجال مبارك الذين قاموا بتهريب مليارات لأمريكا والغرب، فأموالهم المنهوبة في أمان. وأحمد شفيق يمكنه أن يمسح ميدان التحرير من على وجه الأرض في حالة الضرورة.
المشير: وماذا بعد؟
السفيرة: من الآن وحتى الجولة النهائية نختبر الشارع المصري، وتهدأ القوى الإسلامية وتحلم بالخليفة أمير المؤمنين محمد مرسي قدس الله سره، ويوافق البرلمان على تمرير قوانين يضعها المجلس العسكري، وفي يوم الإعادة يحصل أحمد شفيق على أصوات كل كارهي الإخوان ومنهم مؤيدو عمرو موسى.
المشير: ولكن الجماهير تضرب أحمد شفيق بالجزم القديمة في كل مكان يقوم بزيارته تماما كما رفعتها في وجه المخلوع، وكما ضرب منتظر الزيدي رئيسَكم السابق جورج بوش في بغداد!
السفيرة: الحذاء قـَـدَرُنا ويجب أن نتعامل معه كحقيقة واقعة في أقدام مُناهضينا، لكن إذا أردتَ أنْ تستبدل بأحمد شفيق صاحب السيجار.. ذلك الطاووس الذي يقترب من ثمانينيته فلا مانع لدينا، وإنْ كنت أنصح بالقبضة الحديدية لأحمد شفيق فهو الذي سيقضي على بقايا الثورة بضربة موجعة وقاتلة .. قبل أن تبدأ الجولة الأولى!
المشير: وماذا عن ثوار 25 يناير، هل سيلتزمون الصمت؟
السفيرة: لقد وافقتْ كل القوى، تقريبا، على الرهان في سباق الخيل الرئاسي، وبعضها أعطى صوته للحصان الأسود، والبعض صــَـوَّتَ لحصان أعرج، وهناك من وقف ساعات في الطابور ليعطي صوته لحصان مريض.
الثورة فقدت زخمها وقوتها وبعض روحها بالاشتراك في لعبة الانتخابات بدون دستور وأمام فوهة بنادق العسكر.
وأحمد شفيق يُجمع على كراهيته المصريون بمختلف توجهاتهم، لكن لا تنسَ، فيلد مارشال، أن مصلحة إسرائيل وأمنها وأمانها فوق أي إعتبار.
إن شرط نجاح أي رئيس أمريكي في انتخاباتنا العريقة هو التأكيد على ضمان تفوق إسرائيل على جيرانها، فنحن نحارب الجن والإنس من أجل شعب الله المختار.
ثم إن أحمد شفيق سيقوم بحل البرلمان، وسيأتي من بعد أعضائه الطالبانيين أعضاء مطيعون يلتزمون بتوجيهات الرئيس أحمد شفيق الذي سيظل وفيا لكما.. أنت والمخلوع!
المشير: ولكنني بعد نجاح الثورة قلت لأحمد شفيق بأننا أغلقنا القصر الجمهوري، ولا يغفل عليك، يا ست الكل، بأنه كان رئيس وزراء المخلوع ويمكن أن يظن نفسه أعلى مني مقاما ومنصبا وقوة وسطوة وسلطة!
السفيرة: عليك كغيرك من حُكام العالم الثالث أن تسمع وتطيع، أن تنصت ثم تنظر تحت قدميك، وعندما يأمر سيدكم في البيت الأبيض، فعليكم أن تقولوا: سَمِعنا، وأطعنا!
وصمت المشير، ثم تمنّى للسيدة السفيرة جود نايت، وطلب سامي عنان ليُعَّجل في اجتماع المجلس العسكري صباح اليوم التالي لنقل رغبات أسيادنا.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 23 مايو 2012
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات