جبل محسن
تقع منطقة جبل محسن في الشمال الشرقي لمدينة طرابلس ثاني أكبر المدن اللبنانية وهو عبارة عن مرتفع جبلي صغير يطل على وسط طرابلس يمتد من منطقة الملولة والمنكوبين شمالا إلى مشروع الحريري جنوبا وشارع الارز شرقا ويضم الاحياء التالية جبل محسن العالي -المشارقة- الاميركان- البقار -المهاجرين - السيدة - طلعة الشمال - الملولة - كواع القبة - الرابية - الريفيرا(الريفا سابقا) - الملاحية -الوادي.
يبلغ عدد سكان الجبل حوالي 80000 نسمة تقريبا، وهم بغالبيتهم من أبناء الطائفة الإسلامية العلوية.
طرابلس تشهد اشتباكات مسلحة بين مجموعات سلفية وهابية معارضة للنظام السوري وسكان جبل محسن
17th June
في اول تحد كبير لحكومة ميقاتي ، وفي محاولة اولية من غرمائه وتحديدا ، قوى 14 اذار لاثارة فتنة طائفية ، توترت الأوضاع في مدينة طرابلس، كبرى مدن شمالي لبنان والمحاذية للحدود مع سوريا، على خلفية الأوضاع في الدولة المجاورة، بعد انطلاق مظاهرة نظمتها جماعات سلفية وهابية بمشاركة مجموعات سنية يقودها رجال دين مناوئون لسوريا انطلقت بالمدينة لتأييد المعارضة السورية المطالبة بتغيير النظام في دمشق، توجهت الى جبل محسن حيث يسكنها مواطنون علويون ، واطلق مجموعات من المتظاهرين هتافات طائفية ضدهم.
وقالت التقارير الصحفية ، ان اثر انطلاق تلك التظاهرات وتوجهها نحو جيل محسن ، اندلعت مواجهات مسلحة بين سكان منطقتي جبل محسن ذات الغالبية العلوية ، والتبانة ذات الغالبية السنيّة أدت لمقتل المسؤول الأمني في الحزب "الديمقراطي العربي،" علي فارس، ويعتبر هذا الحزب هو صاحب التمثيل الأكبر لدى سكان منطقة جبل محسن.
وبحسب الوكالة فإن المعارك شهدت استخدام الرصاص والقذائف، وقد اضطر الجيش اللبناني إلى استقدام تعزيزات إلى الشارع الفاصل بين المنطقتين المتجاورتين.
وقد اتصل الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، مع كل من وزيري الدفاع فايز غصن والداخلية والبلديات مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وذلك لبحث "الوضع المضطرب في الشمال ووجوب العمل على إعادته إلى طبيعته."
وقد سبق اندلاع المواجهات بين الجانبين خروج نحو ألف شخص في مظاهرة بعد صلاة الجمعة، من أمام مسجد حمزة في منطقة القبة في طرابلس في اتجاه ساحة عبد الحميد كرامي بتحريض من مجموعات سلفية متطرفة ، ودعوة من رابطة الطلاب المسلمين والطلاب السوريين في الجامعة اللبنانية في طرابلس وبدعوة من رجال دين سلفيين وهابيين ، وهم يطلقون هتافات منددة بالنظام السوري ،وانضم إليهم المئات في الساحة.
و اتهم " لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية" من وصفهم بأنهم "مجموعة من المتواطئين على أمن لبنان وسوريا" بالتسبب في "تسيّب أمني."
وقال متحدث باسم اللقاء "جئنا اليوم إلى طرابلس لنحتفل بالحكومة وبالتمثيل الوازن للمدينة فيها، فوجئنا بأيدي الفتنة تعبث بأهلها، وما جرى في طرابلس مريب، لكن نؤكد أن السلم الاهلي خط أحمر ولا مساومة على الأمن ولا تراجع عن الانماء ".
أما رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، الذي كان قد أعلن تشكيل حكومته قبل أيام بعد خمسة أشهر من المراوحة، فقد عقد مؤتمراً صحفياً قال فيه إنه أعطى "تعليمات صارمة" للضرب "بيد من حديد" في المدينة التي ينحدر شخصياً منها، وقد اضطر أنصاره إلى تأجيل احتفالات كانوا يعتزمون القيام بها احتفالاً بالحكومة التي يقودها.
يشار إلى أن مدينة طرابلس، التي تعتبر معقلاً أساسياً للسنّة في لبنان وتبذل السعودية من خلال حليفها سعد الحريري زعيم قوى 14 اذار امكانات كبيرة بهدف ابقائها قاعدة للتيار السني الطائفي لاستخدامه كورقة ضغط دينية وسياسية ، شهدت عدة مواجهات خلال السنوات الخمس الماضية مع سكان جبل محسن الذي تقطنه اغلبية علوية .
وتتقاسم مجموعة أحزاب وتيارات النفوذ في منطقة جبل محسن،وفي مقدمتها الحزب الديمقراطي العربي بزعامة النائب السابق، علي عيد، بينما يتواجد في منطقة باب التبانة،مؤيدون لتيار المستقبل، بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، إلى جانب حضور كثيف للجماعات السلفية الوهابية المرتبطة اكثرها بالمخابرات السعودية التي تحركها بين فترة واخرى حسب تطورات الوضع البناني والاوضاع في المنطقة .
مصدر امني رسمي اكد ان عدد قتلى المواجهات بلغ ستة قتلى واعداد من الجرحى ، فيما يفرض الجيش سيطرته على المنطفة بشكل حازم.
سقط 3 قتلى وسبعة جرحى على الاقل في اشتباكات مسلحة دارت الجمعة في طرابلس بين منطقة باب التبانة ومنطقة جبل محسن ، كما افادت مصادر امنية.
ودارت الاشتباكات في محيط شارع سوريا الفاصل بين المنطقتين وذلك عقب تظاهرة مناهضة للرئيس السوري بشار الاسد خرجت في شوارع المدينة بعد صلاة الجمعة تعرضت لرمي قنبلة عليها اثر عودة المشاركين فيها.
واسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل علي فارس وهو مسؤول امني في الحزب العربي الديموقراطي العلوي، وعنصر من الجيش اللبناني كان بلباس مدني كونه في مأذونية وسقوط مواطن آخر، اضافة الى سقوط جريحين من الجيش اللبناني وخمسة جرحى مدنيين حال احدهم خطرة وهو مسؤول ميداني في منطقة التبانة، كما افاد مصدر امني.
وألغى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مهرجانا كان مقررا الجمعة لاستقبال المهنئين بتشكيل الحكومة الجديدة، جراء هذه الاحداث. كما سجلت حركة نزوح للسكان من مناطق الاشتباكات.
ورغم انتشار الجيش اللبناني في المكان ظل التوتر مخيما على المنطقة مع استمرار انتشار عناصر مسلحة من الطرفين واطلاق نار متفرق.
هذا واشارت معلومات الى اطلاق قذائف اينريرغا من جبل محسن باتجاه منطقة القبة.
وتعليقا على التطورات، اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي ان ما توقيت ما جرى في طرابلس من اشتباكات مريب، مشيرا الى انه "مسؤوليتنا امن المواطنين ولذلك نؤكد ان السلم الاهلي خط احمر".
واشار ميقاتي في مؤتمر صحافي عقده بحضور وزراء المدينة الى ان "لا مساومة على الامن اطلاقا ولا تراجع عن الانماء لاننا نفهم المعارضة سلمية بناءة" في اتهام مبطن للمعارضة بافتعال الحوادث.
وتابع ميقاتي "اعطيت التعليمات للضرب بيد من جديد ويخطئ من يظن انه اقوى من الدولة والافلات من العقاب وكلفت الاجهزة بالتحقيق بما حصل اليوم وندعو اهلنا لوعي "الاهداف الخبيثة" واسقاطها حفاظا على المدينة".
واكد ميقاتي "نحاول استيعاب ما يحصل وفي الوقت الحاضر الامر هو امني"، مضيفا ردا على سؤال "لا اتهم احدا وقلنا اننا سنبدأ التحقيق ولا يمكن اتهام احد في هذا الظرف اذ لا ادلة لدي، وما يحصل في سوريا لا يد لدينا به".
التعليقات (0)