سوريالية:
في مقال قديم نشرته قبل سنوات حول إغتيال جبران تويني كتبتُ ما معناه أن النظام السوري عصيٌّ على التحليل السياسي، أي لايمكن مقاربته بأدوات تحليلية منطقية مستقرة في علم السياسة.
يبدو لي أن المعارضة السورية تلميذ نجيب للنظام . فما يقوم به معارضون بارزون وغير بارزين نوع من كتابة وممارسة الهذيان المنفلت من أي منطق وقاعدة ،على طريقة "الأحلام". هو إحياء للسوريالية لكن كمذهب في السياسة.
مقاتلون بدماء الآخرين:
عندما اجتاحت إسرائيل لبنان في عام 1982 التحق الكثير من الكتاب والشعراء العرب في صفوف مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية.. كان ذلك التصاقاً شديد الوضوح بمبادئهم وبما يقولونه ويكتبونه عن أهمية الكفاح المسلح كطريق وحيد لدحر العدوان وتحرير الأراضي المغتصبة.
اليوم هناك الكثير من الكتاب والمنظرين والناشطين والسياسيين السوريين ممن يؤيدون خيار الكفاح المسلح لإطاحة نظام الأسد؛ بل ويخونون من لا يقول بذلك؛ ويردحون ليل نهار على الفضائيات والجرايد والمدونات ومواقع التواصل حول أهمية التفاف الشعب حول الجيش الحر.
شخصياً لستُ ضد أحد يتبنى هذا الخيار، لكن عليه أن يقرن هذه "البعبعة" بالفعل ويذهب يقاتل في صفوف الجيش الحر أو "ياكل هوا" ويسكت لأن أرواح من يموتون ليست رخيصة أيضاً.
تحريض عن بعد:
لتجدن أكثر الناس تحريضا على قتل الأبرياء هم أولئك البعيدون؛ والذين لم يقتل لهم أحدٌ ولم يعتقل لهم أحد ولم يتعرض أحدٌ لأموالهم وأملاكهم و...
ولتجدن أكثر الناس تسامحاً ورجاحة عقل هم أولئك الذين على الأرض وقدموا الشهداء والمعتقلين ودمرت بيوتهم ونهبت ممتلكاتهم.
جريمة عن جريمة لاتختلف:
الذين صمتوا عن الجرائم والإنتهاكات التي ارتكبها ومازال يرتكبها مسلحون في صفوف الثورة؛ بحجة أن جرائم النظام تغطي على كل هذه الجرائم والانتهاكات.
الذين صمتوا بحجة أن النظام سيستفيد من نقد الثورة.
الذين صمتوا بحجة أن ذلك يكشف أخطاء الثورة أمام العالم.
الذين برروا ذلك؛ وقالوا إن الثورات تحدث فيها أشياء مثل هذه.
الذين صمتوا ليحصدوا شعبية على الإعلام.
الذين صمتوا لأنهم يبحثون عن مناصب قادمة.
الذين صمتوا لأنهم يؤيدون هذه الجرائم! استجابة لحالة غريزية همجية لديهم.
الذين صمتوا لأن روح الإنتقام تغلق عقولهم الصغيرة.
الذين أدانوا هذه الانتهاكات لفظيا. لكنهم "فلسفوها" ونمّقوا لها إطاراً فكريّاً ومرجعيات من بطون الكتب وتواريخ الثورات..
السياسيون والأبواق والحكماء والكتاب والناشطون الثوريون و... الذين لا يدينون الجرائم ضد الإنسانية والإنتهاكات التي يقوم بها مسلحون في صفوف الثورة بصورة واضحة وقاطعة؛ ويتحركون لإيقافها.. هم شركاء في الجريمة.
عن صلاح الدين:
لايوجد إثبات على أن حي صلاح الدين في حلب قد تمت السيطرة عليه من قوات الأسد، كما لا يوجد إثبات على أن الجيش الحر استعاد السيطرة الكاملة على حي صلاح الدين في حلب..
ولا يوجد ما يفيد بأن الجيش الحر استعاد مناطق استراتيجية في حي صلاح الدين بحلب. بل لا يوجد أي إثبات على أن حي صلاح الدين بحلب يحوي أي منطقة استراتيجية..
المثبت والمؤكد هو أن حي صلاح الدين دمر بشكل شبه كامل ولايوجد فيه نفاخ النار.
"هويات قاتلة":
في الحرب الأهلية اللبنانية وحينما أصبحنا نتابع الأخبار راج مصطلح "القتل على الهوية". كنتُ أقول لنفسي ما أغباهم هؤلاء اللبنانيين ! لماذا يحملون "الهوية" معهم حتى يتم قتلهم.. وكنت عندما أقرأ على الجدران الداخلية للباصات في سوريا في ذلك الحين عبارة "يجب على الركاب حمل هوياتهم" أحمد الله أننا لسنا في لبنان كي لا يتم قتلنا "على الهوية".
كان أكثر أنواع القتل عشوائية وبشاعة هو القتل على الهوية.. لكن يبدو أن هناك ماهو أسوء من القتل على الهوية.. هو القتل دون هوية!
وأخيراً انخطفنا:
قبل سنوات طويلة كتبت مقالا بعنوان "لماذا لا يخطف السوريون مثل بقية خلق الله". جاءت الثورة وأصبح للسوريين قيمة وأصبحوا يُخطفون من الأشقاء اللبنانيين.
حريات جديدة:
الدفاع عن الحرية الشخصية المنتشر هذه الأيام يجعلها في أزهى أيامها.. الإخوان والقاعدة والجهاديين والسلفيين والوهابيين... أصبحوا مدافعين شرسين عن الحرية الشخصية، من خلال دفاعهم عن الفيديو "الشخصي" المسرب للملازم عبد الرزاق طلاس. ليتهم يبقون متذكرين هذا الكلام إلى حين.
جرائم مستحدثة:
لم يذكر التاريخ عبر عمره المديد أن "إسعاف الجرحى"؛ وفي ظل أكثر الأنظمة بدائية وتوحشاً يعد جريمة يُعدم من يقوم بها أو يعتقل. هذا ابتداع خاص لعصابة لايوجد درك لانحطاطها.
فوارغ الرؤوس:
في بداية دخولي للفيس بوك أنشأت مجموعة باسم "لماذا يحتفظ السوريون بالفوارغ؟".
وعادة الاحتفاظ بالفوارغ عادة ملازمة للسوريين. فهم يحتفظون بالعبوات الزجاجية والبلاستيكية الفارغة وحتى أكياس التسوق... تحت شعار "إلا ما تلزم".
وفي أحيان كثيرة "ماتلزم" وتكون "الفائدة" منها هي تضييق المكان! وأحيانا أخرى تصبح غير صالحة للإستعمال!، لكنهم يظلون محتفظين بها بحكم العادة.
وقتها؛ وفي حينها أيضا؛ كتبت أن عادة السوريين هذه لا تقتصر على فوارغ الأشياء! فالنظام يحتفظ بـ "فوارغه" ولا يفرط بها حتى تموت؛ سواء خارج السجن أو داخله.
كما احتفظت المعارضة بكامل فوارغها منذ نشأتها حتى الآن، رغم أن بعضهم لم يعد غير صالح للإستعمال فقط، بل صار "يطلع ريحة"..
آن للسوريين أن يتحرروا من الفوارغ..
تكلم:
لا تصمت؛ قل شيئاً
قل شيئاً يترجم الصراخ والألم والبكاء والذهول والحيرة والتعاطف والأمل والرغبة و...
لا تصمت؛ قل شيئاً
أو اصمت.
فاصل شيوعي على وقع القذائف:
عندما كنت في الاعدادية حاول أحد الطلاب الشيوعيين عن طريق الوراثة من جهة الأب، أن يجعلني شيوعيا بالانتساب. وأصبح يمدني بالكتب ذات الأغلفة السميكة التي كان يشحنها الاتحاد السوفييتي "الصديق"، للشعوب الفقيرة بالمجان كي تتعلم المادية التاريخية والديالكتيك والأغاني الثورية وزراعة الشعير.
كان هناك كتب للرفيق لينين بالطبع، لكن كان هناك كتب مؤلفها "ماركس وإنغلز".. واستقر في ذهني أن هذا اسم شخص واحد.. فيما بعد وبعد تطور جراحة فصل التوائم السيامية أجريتُ للتوأم السيامي عملية فصل فكرية وأصبحا شخصين.. لكن كلما ذكر أحدهما أتذكر السيد ماركس وأنغلز أولاً ثم أتذكر أنه تم تقسيمه إلى اثنين.
فبركات:
أكثر شيء عجبني في البيان المنسوب لمسيحيين يعلنون فيه إنشاء كتيبة لهم باسم انصار الله هو إصرارهم على أن هذا الوطن لا يعرف الطائفية ولا الفرقة. كان ينقص البيان تكبيــر في آخره... إلخ إلخ
تشابه طغاة:
من يقرأ رواية "حفلة التيس" ل يوسا سيعتقد في بداية الرواية أن زمن الديكتاتور تروخيو سرمدي لا ينتهي، وحتى حينما تقرأ استعدادات المجموعة لاغتيال تروخيو، تشعر أن هذه المجموعة مغامرة، وسيستمر الأبد مع تروخيو.. لكن الديكتاتور يموت.. وتعذب المجموعة المغامرة في البداية لكنهم في النهاية يعتبرون أبطالاً.. هذا ما فعله أطفال درعا مع شخص لايرقى إلى حذاء ديكتاتور، لكنه ورث إرث ديكتاتور.
إقرأ:
كل ما قرأت جملة "...الحاضنة الاجتماعية" التي شقت طريقها للشهرة بسرعة البرق في تناول شؤون الجيش الحر أتذكر الجملة الشهيرة والمستمرة في سوق التداول "نحن محكومون بالأمل".. ياصديقي.
ربما تطول:
لم يستخدم النظام الطيران الحربي إلا عبر موافقة روسية ودعم إيراني. ولن يصدر حظر طيران إلا عبر مجلس الامن ولن توافق روسيا على ذلك في المدى المنظور.. أعتقد أنه أمامنا شهرين من الحرب المفتوحة والعنيفة من النظام ضد السوريين... يفترض بالتشكيلات السياسية أن تعي هذا الواقع وتتصرف على اساسه.
25/7/2012
مجلس وهيكلة:
قام المجلس الوطني السوري وعبر قياداته وزعمائه المؤسسين وأبائه الروحيين بتعطيل أي أمكانية لأن يخرج مؤتمر القاهرة [المنعقد في 2 - 7] بأي شيء مهم. وكانوا مستعدين لهذا عبر توزيع المهام والأدوار والصراخ والمزايدات. وأعتقد جازما أن المفردات التي جعلت الأخوة الكرد ينسحبون؛ تم وضعها بشكل مقصود لإيقاف المؤتمر عند هذه النقطة وتدمير فكرة تشكيل لجنة اتصال بين المعارضة، والتي نجحت عبر التصويت عدة مرات. ووقف المجلس الوطني ضدها بعنف. وخرج المؤتمر بوثيقتين كان المجلس يود تأجيل أحدهما "وثيقة العهد".
المجلس الوطني يريد أن يبقى إلى الأبد "متصرفا" بشؤون المعارضة، ويتحدث عن الاصلاحات والهيكلة. كما وعدنا نظام الاسد بالاصلاح والتطوير منذ أقل من نصف قرن.
إنشقاق وسياسة:
انشقاق أي ضابط أو مسؤول كبير عن النظام يعني تداعي جزء من أعمدة النظام وركائزه؛ فما بالك إذا كان هذا الضابط صديقا وقريبا ومقربا من النظام!. هذا بالتأكيد سيعطي دافعا لضباط آخرين ليسوا قريبين ولا مقربين.. ويهز الصورة المتماسكة له.
التعامل مع هكذا انشقاقات يجب أن يتم على أساس سياسي وبما يخدم تخفيف كلفة اسقاط هذا النظام على الشعب السوري؛ وليس على أساس شعارات ومزايدات لا تننج إلا صراخا وضجيجا وتطيل عمر النظام.
رمزيات:
اعلم يارعاك الله أن مما فعلته هذه الثورة السورية العظيمة أنها بددت احتكار رأس المال الرمزي القادم من الاعتقال السياسي؛ وجعلته شبه عام بين السوريين.
فأصبح من النادر أن تجد عائلة سورية [إن لم يكن لديها شهيد على الأقل] ليس لديها معتقل على الأقل أو ملاحق أو لاجئاً نفذ بجلده.
تفاضل:
هذا الجنون المسعور الذي يقوم به النظام، ليس دلالة قوة. وليس دلالة على قرب الحسم كما يروج في إعلامه. إنه دلالة على فقدان الأمل بالقضاء على الثورة، لم يعد أمامه غير تصعيد الإجرام والقتل والقصف...
دون الإستناد إلى التاريخ الذي لا يذكر أن طاغية انتصر في صراعه مع شعبه. فإن علم التفاضل والتكامل الذي يدرس مسار "الدوال" يقول أن كل منحن صاعد له ذروة ما أن يبلغها حتى يبدأ بالانحدار.
النظام في ذروة إجرامه وسيبدأ إنحداره قريباً بصمود السوريين الذين يحيكون بدمائهم وأجسادهم "أسطورة الصمود".
أوطان:
ما أتعس الأوطان التي لا تُبنى إلا بدماء الشهداء.
تناسخ ديكتاتوريات:
في مثل هذا اليوم من عام 2000 كنت في المكتبة المركزية لجامعة حلب أدرس. على الارجح كان هناك دورة لمستنفذي فرص الرسوب. لا أذكر المادة التي كنت أدرسها مع إنها يجب أن تؤرخ.
ولأنه لم يعد أحد من جيلي في الجامعة كنت لا أعرف أحدا من الطلبة. كانت الساعة قبل السادسة مساءاً. لاحظت أن الطلبة يدخلون القاعة يحملون كتبهم ويمضون دون صوت.
نظرت إلى ساعتي، ما زال هناك ساعات طويلة أمام المكتبة كي تغلق. ولأني لستُ فضولياً لم أسأل أحدا عن سبب المغادرة، لم يبق سوى عدد قليل من الطلبة متناثرين في القاعة.
جاء طالب إلى جانبي كي يحمل كتبه. سألته ببرود : "زميل شو في؟"، شايف الطلاب كلها تطلع من القاعة.
أجابني همساً: يقولون أن الرئيس مات.
مات! كالملسوع قفزت وخلال ثانية حملت كتبي وخرجت مهرولا أرقص من الفرح.
كانت جموع الطلبة تنحدر بصمت من المدينة الجامعية ومن الكليات الأخرى باتجاه ساحة الجامعة. كان الصمت هو الأكثر حضوراً.
عند فرع الجامعة للحزب شاهدتُ الإرتباك، والحراس الملسحين أشهروا الكلاشينكوفات بعد أن كانت اختفت لسنوات.
لا أدري كيف وصلت إلى البيت. لم أكن مصدقاً.. نزلتُ الى "منتدى الشام" القهوة التي كانت تطل على ساحة سعدالله الجابري. لا أذكر ماذا تحدثنا يومها.
لكن بعد قليل كان هناك "شبيحة" بلباس أسود يجوبون الشوارع يهتفون.. لا أذكر ماذا كانوا يهتفون. لكني أدركت أن حافظ الأسد عاد إلى الحياة بعد غيبوبة قصيرة.
منذ ذلك الوقت حتى الآن وأنا أسمي بشار الأسد.. حافظ الاسد. وعندما يحاول سامعي أن يصحح لي أؤكد له أنه حافظ الاسد وليس بشار وأن الأمر ليس خطأً.
المقاتل ذو الذاكرة الحديدية:
في العادة لا أقرب "المشاهير" وأبتعد عنهم. تقدمت من زكريا تامر . سلمت عليه وعرفته بنفسي. قال لي: أهلاً بالكاتب المشاكس. قلت له لم أتوقع أنك تقرأني وأنا الكاتب "المسكين". فأكد أنه يقرأ كثيراً ويتابع كثيرين. لكن منذ شهر لم يعد يستطيع القراءة من النت بسبب ألم في عينيه.
فيما بعد كنت أقنعه بـ "السلمية" فقال: إنت تحكي عن السلمية! أنت تبطش بأي حدا يكتب لك تعليق ضدك.. قلت له لن أترككك سأجلس معك على انفراد وأعمل لك "غسيل دماغ" ولن نخرج من هنا إلا وأنت مقتنع بالسلمية...
الرجل ذو الذاكرة الحديدية، والذي يروي تفاصيل بعيدة وقريبة.. كأنها وقعت قبل قليل.. زكريا تامر يجعلك تقر أن هناك شيء ما ينقصك قبل أن تتعرف عليه وتحبه.
غسان تويني ونظام سوريا:
رحل غسان تويني والسوريون يشيعون العشرات من ضحايا المجازر التي أصبحت يومية ومتكررة. لم ينتبه لموته الكثيرون. لكن السوريون يعرفون أن جبران تويني ابن غسان قدم دمه على مذبح الاستقلال، إستقلال لبنان الذي لايختلف عن إستقلال سوريا.
التقيت غسان في أبو ظبي قبل سنوات، ضمن "أسرة إيلاف"، ولأني أعرف الاستاذ جيداً وأعرف أنه يعرف هذا النظام جيدا وعاصره منذ ولادته، ادرتُ كثيرا من مفاصل الحوار ووجهت له الكثير من الاسئلة التي تعلقت بالشأن السوري. ولأني أدرك خطورة النظام كنت أتوقف عند بعض الاسرار التي يسربها وأسأله هل هذه للنشر؟ فيقول: لا.
ومما قاله في ذلك اللقاء ولم ينشر.. أنه عندما كان مندوبا للبنان في الامم المتحدة، اتصل به عبد الحليم خدام وكان وزيرا للخارجية السورية، وقادما الى نيويورك من كوبا ( ان لم تخني الذاكرة). وقال له:
... اسمع يا غسان. لن ينتخب بشير الجميل وإن انتخب لن يحكم وإن حكم لن يعيش.
فرد عليه غسان: هل أعتبر هذا تهديداً ياسيادة الوزير؟
فرد عليه خدام: اعتبرها مثل ما تعتبرها..
وأضاف "الأستاذ" أنه سأله إن كان مطلوب منه أن ينقل هذه الرسالة لبلاده. فكان رد خدام: يعني إذا قلت لك لا تنقلها لن تنقلها؟
كان رد غسان: بكل تأكيد سأنقلها لكن هناك فرق بين أن أنقلها كرسالة تطلب توصيلها. وبين نقلها لأنه يجب علي ذلك..
رحل غسان قبل أن يشهد رحيل هذا النظام الذي حكم سوريا ولبنان بالقتل والاجرام.
عن المسلمين وأفلامهم:
الفيلم "المسيء" سخيف لأبعد الحدود، ولا أعتقد أن صنّاع الفيلم غافلين عن درجة السخافة في فيلمهم. لكني أعتقد أنهم حققوا جزءاً مما أرادوه وتوقعوه، من خلال ردة فعل المسلمين. وسيقولون: انظروا ماذا يفعل المسلمون؛ إنه تماما ما قلناه في"فيلمنا"، فهو واقعياً وطبيعياً.
وأعتقد أن ردة فعل المسلمين المتوقعة من طرفهم هي جزء من رسالة الفيلم لتصل فكرته بشكل أسهل لجمهوره المستهدف، وسيقولون للمشككين والمتسائلين حول صدقية الفيلم:
إذا كان المسلمون يتصرفون بهذه الطريقة الهمجية والإجرامية في القرن الحادي والعشرين, فلماذا لا يكونوا كذلك قبل أكثر من 1400 سنة! وإذا كانوا يدعون الإلتزام بتعاليم دينهم ويتصرفون بهذا الإجرام، فما الذي يجعل قرآنهم ونبيهم بعيداً عن هذا.!
نجح الفيلم في تحقيق رسالته للجمهور الموجه له. وكالعادة بدى فيلم المسلمين المضاد مخزياً.
ثورة وأفلام:
ياريت تكثر الأفلام اللي تلهي الإعلام العربي عن الثورة السورية.. فقد كان أحد أسوء الفاعلين في الثورة.
على هامش التكفير:
يتجاهل كثيرٌ من المدافعين عن الله، والذين يسفكون الدم لأجله، بموجب ما يقولون أنه تعاليم الدين الإسلامي أن الله لايحتاج دفاعهم عنه.! فكيف يحتاج من هو كلي القدرة إلى دفاع عبد ضعيف لاحول له ولاقوة.! فالله قادر على سحق من يشاء وقبض روح من يشاء.. ويعلم بكل شيء ويرى كل شيء.. فما حاجته إلى ضعفاء مساكين؛ لايجد بعضهم قوت يومه، كي يدافعوا عنه وعن كتابٍ أنزله ورسول أرسله!.
فلو شاء الله لجعل من يريد أثراً بعد عين ولما احتاج سيوفكم ولا شتائمكم..
إيمان وأخواتها:
في الدول الديموقراطية غير الدينية حق الاعتقاد مكفول، لكن حق اللا إعتقاد مكفول بنفس الدرجة.. والقانون محايد بين الإيمان والإلحاد واللا إيمان. لانريد سوريا القادمة دولة طالبانية جديدة. فالدولة الدينية انتهت ولم تجلب سوى خراب الدنيا والآخرة.
سؤال جدي:
لماذا لم يستجب الله لدعوات السوريين وتضرعاتهم وصلواتهم؛ خلال 17 شهراً من عمر الثورة؟ ولنتجاهل الـ 42 عاما من حكم الأسد ولنتجاهل الـ 50 عاما من حكم البعث!
لماذا لم يستجب الله لدعوات الفلسطينيين وتضرعاتهم ودمائهم خلال 64 عاماً من عمر إسرائيل؟
ولنترك صلوات وتضرعات باقي الشعوب..
خلف علي الخلف
التعليقات (0)