لفحٌ هنالكَ يَمتطي الصحراءَ
يحدوهُ الهجيرْ
ولظىً بحضن الرملِ
يفترش الفيافي مستجيرْ
وضراوةٌ كالمُهلِ تنهشُ في جبينِ الأفقِ
تدمي مقلةَ الكثبانِِ
تغتال النسائم والعبيرْ
ورُبىً تطمئن بعضها
أن احتلال القحط يتلوهُ انقلابٌ ابيضٌ
سيقوده يوم مطيرْ
لكنَّ هذا الابيضَ المرجوّ
لم يأت ولن يأتي
فكل خيوله شاخت
وأقعدها المسيرْ
والشوط في حر الهجيرة
يشربُ النضاح من دمع الصهيلْ
والحمحمات تثاءبت
مدت يديها
أسبلت رجلا ً
ورجلٌ لا يزال بخطوها
جور النهار
وسيرها العاتي الى عدل الاصيل
يأسٌ تدثر بالرمال
مترصدا امل الرجال
فكأنما عيناه مدت في فضاء الله
تعقد ما تفكك من خيوطْ
وتلملمُ الآمال من صدرِ الصحارى
حين بعثرها القنوط
يا كلّ هذا اللافح الحراقِ
رفقاً بالخليقةِ
لم يعدْ هذا السرابُ محفزاً
لظما الحقيقة
حين أربكه السؤالْ
ما عاد في هوجاء رملكَ
ميتُ أُحجيةٍ تكفنه
يمينُ الغيبِ حين ألح في فضح المآلْ
ما عادَ في نَغم الحياة
صدىً يُرجّعه انكسار الحلم
لو شطت به كف الرمالْ
التعليقات (0)