تسليم يهوذا ليسوع
ولكن كيف قام يهوذا بتسليم يسوع؟
لنقرأ النصوص التالية:
- وفيما هو يتكلم اذا يهوذا أحد الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب,
والذي أسلمه أعطاهم علامة قائلا الذي اقبله هو هو, أمسكوه,
فللوقت تقدم الى يسوع وقال السلام يا سيدي وقبّله,
فقال له يسوع يا صاحب لماذا جئت,
حينئذ تقدموا وألقوا الايادي على يسوع وأمسكوه. (متّى26/47-50)
- وللوقت فيما هو يتكلم أقبل يهوذا واحد من الاثني عشر ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ,
وكان مسلمه قد اعطاهم علامة قائلاً الذي اقبله هو هو, امسكوه وامضوا به بحرص,
فجاء للوقت وتقدم اليه قائلاً يا سيدي يا سيدي وقبله,
فألقوا أيديهم عليه وأمسكوه. (مرقس14/43-46)
- وبينما هو يتكلم اذا جمع والذي يدعى يهوذا احد الاثنى عشر يتقدم من يسوع ليقبله,
فقال له يسوع يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الانسان. (لوقا22/47-48)
في هذه النصوص نجد ان متّى ومرقس ولوقا قد اتفقوا على ذات القصة في الكيفية التي قام يهوذا بتسليم يسوع بها مع اختلافات يسيرة لا تضرّ بالمضمون, وان كانت تضر بالواقع الذي تخبرنا فيه الاناجيل عن شهرة يسوع وانتشار خبره في كل الارض المقدسة حتى وصل أمره إلى هيرودس, فكيف يكون رجلاً مشهوراُ قام بعشرات المعجزات وبالتعليم في الهيكل خافياً على اليهود حتى يضطر يهوذا إلى إعطائهم تلك العلامة العجيبة وهي القبلة؟
وما أرغب بالإشارة إليه هنا هو قول يسوع ليهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان, وهذه الجملة من غرائب الجمل التي قيلت على لسان يسوع في الأناجيل.
لان يهوذا لم يسلم يسوع مقابل القبلة بل من أجل الفضة كما ذكر لوقا ومرقس وبثلاثين من الفضة كما ذكر متّى, فكيف يقول يسوع ان يهوذا سلمه بقبلة؟
أم إن يسوع احد الاقانيم الثلاثة والذين هم واحد لا يعلم أن يهوذا سلمه مقابل الفضة؟
أم إن يهوذا لم يسلم يسوع لا بفضة ولا بقبلة؟!
هذا بالنسبة للأناجيل الثلاثة وأما يوحنا فقد كتب في إنجيله قصة تخالف ما كتبه الآخرون كما في النص التالي:
- قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه الى عبر وادي قِدرون حيث كان بستان دخله هو وتلاميذه,
وكان يهوذا مُسلمه يعرف الموضع لأن يسوع اجتمع هناك كثيراً مع تلاميذه,
فأخذ يهوذا الجند وخداماً من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح,
فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون,
أجابوه يسوع الناصري,
قال لهم يسوع أنا هو,
وكان يهوذا مسلمه ايضاً واقفاً معهم,
فلما قال لهم اني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض,
فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون,
ثم إن الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع وأوثقوه ومضوا به إلى حنان. (يوحنا18/1-13)
كما نلاحظ ان يوحنا لم يذكر القبلة, ولا ذكر فيما بعد هرب التلاميذ ولكنه دافع عن موقف التلاميذ بقول يسوع للجند ان يتركوا التلاميذ ليذهبوا!
وهذه الاختلافات والتناقضات بين الاناجيل في القصة الواحد تطرح أسئلة حائرة جدّية عن أصل هذه الشخصية وعن صدق القول بانها كتبت بسوق من الروح المقدس وهذا ما يظهر بشكل واضح في القصص التي كتبت عن نهاية يهوذا.
وللاطلاع على المزيد من مواضيع الاناجيل ارجو التكرم بزيارة روابط المدونة
نادر عيسى
التعليقات (0)