شخصية يهوذا الاسخريوطي
يهوذا الاسخريوطي الشخصية التي ترمز للشر والخيانة في الأناجيل وقوانين إيمان الكنائس فمن هو وما هي ملامح شخصيته وما هي علاقته بيسوع؟
- ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها, ويشفوا كل مرض وكل ضعف, (ثم قام بذكر أسماء التلاميذ) ويهوذا الاسخريوطي الذي أسلمه,
هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً:
إلى طريق أمم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا,
بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة,
وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقتربت مملكة السماء,
اشفوا مرضى, طهروا برصا, أقيموا موتى, اخرجوا شياطين,
مجاناً أخذتم مجانا أعطوا,
لا تقطنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً في مناطقكم,
ولا مزود للطريق, ولا ثوبين, ولا أحذية ولا عصا. (متّى10/1-10)
هذا النص هو أول مرة يذكر فيها يهوذا بالاسم, كما ان مرقس كتب في إنجيله قصة قريبة من هذا النص ذكر فيها يهوذا أيضاً بالاسم:
- ثم صعد إلى الجبل ودعا الذين أرادهم فذهبوا إليه, وأقام اثني عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا,
ويكون لهم سلطان على شفاء المرضى, وإخراج الشياطين, وجعل لسمعان اسم بطرس,
ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه وجعل لهما اسم بوانرجس أي ابني الرعد,
واندراوس وفيلبس وبرثولماوس ومتّى وتوما ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان القانوني ويهوذا الاسخريوطي الذي أسلمه. (مرقس3/13-19)
وكذلك ذكر لوقا اسم يهوذا في إنجيله بقصة مماثلة فكتب قائلاً:
- وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي,
وقضى الليل كله في الصلاة للرب,
ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضاً رسلاً, (ثم بدأ يعدد الأسماء حتى قال) ويهوذا الاسخريوطي الذي صار مسلماً أيضاً. (لوقا/12-16)
أما يوحنا كاتب الإنجيل الرابع فلم يذكر يهوذا بالاسم إلا بعد إحياء يسوع لعازر عندما قام يسوع بزيارته في بيته وقبل إلقاء القبض عليه بعدة أيام, في ذلك الوقت أتت أخت لعازر المعروفة بمريم المجدلية ودهنت قدمي يسوع بالطيب كما في النص التالي:
- ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر,
فصنعوا له عشاء, فأخذت مريم منّا من طيب ناردين كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها,
فقال واحد من تلاميذه وهو يهوذا الاسخريوطي لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمئة دينار ويعط للفقراء, قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقاً وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه, فقال يسوع اتركوها, انها ليوم تكفيني قد حفظته,
لان الفقراء معكم في كل حين واما أنا فلست معكم في كل حين. (يوحنا12/1-8)
كما نقرأ فان يهوذا الاسخريوطي من تلاميذ يسوع الأوائل باعتراف كتبة الأناجيل الأربعة وباعتراف الروح المقدس الذي كان مشرفاً على كتابة الأناجيل كما تقول الكنائس المختلفة, كما ان هذه الكنائس تقرّ بهذه الحقيقة ولا تنكرها!
ومن خلال هذه النصوص التي تقول ان يهوذا الاسخريوطي كان من التلاميذ الأوائل ليسوع, لا بل من التلاميذ الاثني عشر الذين سماهم يسوع رسلاً, كما في نص لوقا فهو بهذه المكانة والأسبقية يكون قد اكتسب الصفات كلها التي أعطاها يسوع لتلاميذه ومنها:
1- وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها.
2- ويشفوا كل مرض وكل ضعف.
3- طهِّروا برصاً.
4- أقيموا موتى.
5- فقال لهم قد أعطي لكم أن تعرفوا سرّ مملكة الرب. (مرقس4/11)
6- ورفع عينيه إلى تلاميذه وقال طوباكم أيها المساكين لان لكم مملكة الرب.(لوقا6/20)
7- ها أنا أُعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب, وكل قوة العدو,
ولا يضركم شيء. (لوقا10/1-20)
فهذه الصفات وغيرها اكتسبها يهوذا كما اكتسبها باقي التلاميذ بقول يسوع نفسه, فيهوذا لديه القدرة على إخراج الأرواح النجسة أي الشياطين من الناس فكيف دخله الشيطان ولم يستطع ان يخرجه من نفسه إذا كانت وعود يسوع لتلاميذه حقيقية؟!
أم كيف لم يستطع يسوع أن يخرج الشيطان من يهوذا, والكنائس تطير من الفرح وهي تتحدث عن قدرات يسوع العجيبة باعتباره الاقنوم الثاني وخصوصاً قدرته على إخراج الشياطين؟!
كما إن يهوذا أُعطي معرفة سِرّ مملكة السماء ولم يكتف كتبة الأناجيل بإعطاء يهوذا معرفة سِرّ المملكة بل أعطوه مملكة السماء نفسها كما قال لوقا طبعاً باعتبار يهوذا أحد التلاميذ الاثني عشر!
كما اكتسب يهوذا القدرة على دوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو حتى انه لا يضره شيء, وأيضاً كما قال لوقا في النص السابق!
وآخر الصفات التي اكتسبها يهوذا من يسوع كما قال متّى باعتباره احد التلاميذ الاثني عشر هو إقامة الموتى من قبورهم وإحيائهم!
كما ان يهوذا خلال مرافقته ليسوع شاهد بأُم عينيه كل ما قام به يسوع من معجزات وسمع كل ما قاله يسوع من تعاليم وأمثال ونبوءات.
كل هذه الصفات والأحداث تكفي لوضعه كما وضعته الكنائس والاناجيل في أعلى مراتب الايمان, باعتباره احد التلاميذ الاثني عشر وزاد عليهم جميعاً وظيفته التي أوكلها له يسوع وهي حفظ الصندوق الذي يضع يسوع فيه المال, فهل كانت هذه الأموال من القلة بحيث جعلت يهوذا السارق كما يصفه يوحنا أن يستبدلها بثلاثين من الفضة مقابل تسليم يسوع, أحد الأقانيم الثلاثة والذين هم واحد كما تقول الكنائس, لليهود كي يجلدوه ويستهزئوا به ومن ثم يعلقوه على الخشبة مصلوباً وصارخاً إلى إلهه إلهي إلهي لماذا تركتني؟
أقول إن يهوذا كانت له وظيفة خاصة به متميزاً بها عن التلاميذ وهي حفظ الصندوق الذي يحتفظ به يسوع بالأموال التي يتبرع بها المؤمنون كما أخبرنا بهذا يوحنا في إنجيله.
وأما قول يوحنا عن يهوذا انه كان سارقاً فهذا ينقضه يوحنا نفسه في إنجيله بقوله:
- كان عرس في قانا الجليل فحوّل الماء إلى خمر في العرس,
هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل واظهر مجده,
فآمن به تلاميذه. (يوحنا2/1-11)
فقول يوحنا في هذا النص يظهر ان تلاميذ يسوع كانوا مؤمنين به وهذا القول قاله في بداية كرازة ودعوة يسوع, لأن تحويل الماء إلى خمر قال يوحنا انها كانت أول معجزات يسوع أي قبل إعطاء التلاميذ مملكة يسوع, وقبل إعطائهم الروح المقدس بالنفخة بعد قيامه من القبر!
كما ان اختيار يسوع له ليكون احد التلاميذ الاثني عشر هو دليل على ان قول يوحنا ليس صحيحاً اذ كيف يرضى الاقنوم الثاني ان يكون احد تلاميذه سارقاً وهو الذي سماهم رسلاً؟
وقول يوحنا هنا عن يهوذا انه كان لصاً هل يمكن القول انه قاله متأثراً بالروح التي كانت تتملكه احياناً وتظهر في كلماته حتى استنكر يسوع هذه الروح التي في يوحنا كما في النص التالي:
- وأرسل أمام وجهه رسلاً, فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين حتى يعدوا له, فلم يقبلوه,
فلما رأى ذلك التلميذان يعقوب ويوحنا قالا يا رب أتريد أن تقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضاً,
فالتفت وانتهرهما وقال لستما تعلمان من أي روح أنتما,
لان ابن الإنسان لم يأت ليهلك الأنفس بل ليخلص. (لوقا9/51-56)
فيسوع يقول عن يوحنا كاتب الإنجيل انه من روح لا يعرفها, كما هو الحال مع التلميذ يعقوب شقيق يوحنا, أي انه ليس من روح طيبة!
لنكمل الصفات التي اكتسبها يهوذا من يسوع فنقول ان يهوذا كان أيضاً قد تعمد من يسوع وهذا التعميد بمفهوم قانون إيمان الكنائس يعني حلول الروح المقدس في المعتمد, أي ان يهوذا حلّ فيه الروح المقدس لا بل ان يوحنا كاتب الانجيل قال ان تلاميذ يسوع كانوا يُعمدون وفي هذه القصة لم يستثني يهوذا من التعميد ولو كان يهوذا لا يُعمد لأظهر هذه الحقيقة كما قال عن يهوذا في مداخلته على القصة انه كان سارقاً.
- وجاء يسوع وتلاميذه إلى أرض اليهودية ومكث معهم وكان يُعمّد, وكان يوحنا أيضاً يعمد في عين نون بقرب ساليم لانه كان هناك مياه كثيرة, وكانوا يأتون ويعتمدون,
لأنه لم يكن يوحنا قد القي بعد في السجن. (يوحنا3/22-24)
- فلما علم الرب ان الفريسيين سمعوا ان يسوع يُصيّر ويُعمّد تلاميذ أكثر من يوحنا,
مع ان يسوع نفسه لم يكن يُعمّد بل تلاميذه. (يوحنا4/1-2)
كما ان الأناجيل لم تخبرنا عن أي مشكلة حدثت بين يسوع ويهوذا سوى حادثة تسليمه والتي سنناقشها لاحقاً, بعكس المشاكل والاعتراضات والمجادلات لا بل ووصل الأمر إلى انتهار يسوع نفسه من قبل بعض التلاميذ وفي النصوص التالية سأستعرض بعض جوانب العلاقة بين يسوع والتلاميذ الآخرين.
- من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يُظهر لتلاميذه انه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم ,
فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلا حاشاك يا رب لا يكون لك هذا,
فالتفت وقال لبطرس اذهب عني يا شيطان, أنت معثرة لي,
لأنك لا تهتم بما للإله ولكن بما للناس. (متى16/21-23)
في هذا النص نقرأ أن بطرس قام بانتهار يسوع احد الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد!
فيقول يسوع عن بطرس انه شيطان وانه لا يهتم بما للإله بل يهتم بما للناس, فلو قال كتبة الأناجيل إن الذي قام بتسليم يسوع هو بطرس الذي انتهر الاقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة والذين هم واحد كما تقول الكنائس لكان أقرب للصواب, لان بطرس بقول يسوع نفسه عنه انه شيطان, بدلاً من إلصاق هذه التهمة بيهوذا حافظ صندوق الأموال التي ينفق يسوع منها على نفسه وعلى تلاميذه!
- وقال من لمس ثيابي, فقال له تلاميذه أنت تنظر الجمع يزحمك وتقول من لمسني.
(مرقس5/30-31)
في هذا النص يستنكر التلاميذ قول يسوع من لمسني في قصة المرأة التي لمست هدب ثوبه فشفيت من نزف الدم الذي كان معها, وهذا القول من التلاميذ لا يُقبل ان يوجه إلى زعيم من الزعماء او نبي من الأنبياء فكيف يوجهه التلاميذ ليسوع الذي تقول عنه الكنائس انه أحد الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد, لو كانوا يؤمنون بما تقوله قوانين إيمان الكنائس عن يسوع.
والأعجب من قول التلاميذ, أن لوقا كتب في إنجيله أن من قال هذا القول استنكاراً على يسوع هو بطرس الذي قال عنه يسوع انه شيطان وليس يهوذا كما قال يوحنا عن يهوذا انه كان سارقاً لصندوق الأموال.
- قال بطرس والذين معه يا معلم الجموع يضيقون عليك ويزحمونك وأنت تقول من الذي لمسني, فقال يسوع قد لمسني واحد لأني علمت أن قوة قد خرجت مني. (لوقا8/43-46)
ثم نجد قصة تتحدث عن علاقة يسوع بيوحنا الذي قال إن يهوذا كان سارقاً هذا نصها:
- وأرسل أمام وجهه رسلاً, فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين حتى يعدوا له, فلم يقبلوه,
فلما رأى ذلك التلميذان يعقوب ويوحنا قالا يا رب أتريد أن تقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضاً,
فالتفت وانتهرهما وقال لستما تعلمان من أي روح أنتما,
لان ابن الإنسان لم يأت ليهلك الأنفس بل ليخلص. (لوقا9/51-56)
في هذا النص نقرأ أن يوحنا وأخيه يعقوب يحاولان تغيير طبيعة منهج يسوع وكرازته!
وهذه القصة وقعت قبل الصلب بأقل من شهر أي ان يوحنا كاتب الإنجيل ويعقوب لم يعرفا طبيعة منهج يسوع إلى آخر زمن يسوع على الأرض, حتى حاولا ان يقترحا عليه ان يفني تلك القرية السامرية التي لم تقبله, ولكن يوحنا هنا وهو يحاول تغيير طبيعة دعوة يسوع ينسى أيضاً أن يسوع لم يُرسل للسامريين كما قال يسوع عن نفسه انه لم يُرسل الا الى خراف بيت إسرائيل الضالة كما انه منع تلاميذه من دخول مدن السامريين ودعوتهم كما تذكر الأناجيل, وان كان يوحنا وباقي التلاميذ والكنائس من بعدهم قد نجحوا في تغيير طبيعة دعوة يسوع فيما بعد وتوجهوا لدعوة الشعوب من غير اليهود وتركوا دعوة اليهود الذين لم يرسل يسوع إلا لدعوتهم!
لهذا نجد ان يسوع ينتهر يوحنا ويعقوب ويقول لهما إنهما لا يعرفان من أي روح, وأظن أن يسوع لا يقصد أنهما من روح طيبة بهذا الكلام بل يقصد أنهما من روح شريرة!
والذي يقول عنه يسوع انه من روح شريرة يكون اقرب في السعي إلى تسليمه لليهود مقابل الثلاثين من الفضة!
فلو قال كتبة الأناجيل أن يوحنا أو يعقوب هما من قاما بتسليم يسوع لكان اقرب للواقع من القصة التي كتبوها ونسبوها ليهوذا حافظ خزائن يسوع, أو لو نسبوا تلك القصة للتلميذ توما الذي شكّ ولم يؤمن في قيامة يسوع حتى وضع أصابعه في جراح يسوع والذي تذكر الأناجيل انه كان حاضراً وقت إحياء يسوع لعازر!
- قال لهم إن لعازر حبيبنا قد نام لكني اذهب لأوقظه, فقال تلاميذه إن كان قد نام فهو يشفى, وكان يسوع يقول عن موته وهم ظنوا انه يقول عن رقاد النوم, فقال لهم يسوع حينئذ علانية لعازر مات, وأنا افرح لأجلكم أني لم أكن هناك لتؤمنوا , ولكن لنذهب إليه,
فقال توما للتلاميذ رفقائه لنذهب نحن أيضا لكي نموت معه. (يوحنا11/11-16)
في هذا النص نجد أن توما كان متحمساً للذهاب ليس لمشاهدة يسوع وهو يقوم بمعجزة إحياء لعازر بل للموت معه أيضاً!
ثم نجده بعد عدة أيام يسأل يسوع أسئلة لا تدل على إيمانه بيسوع كما في النصوص التالية:
- قال له توما يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق, قال له يسوع أنا هو الطريق, والحق, والحياة, ليس أحد يأتي الأب إلا بي. (يوحنا 14/5-6)
في هذا النص يقول توما انه لا يعرف أين يذهب يسوع ولا يقدر أن يعرف الطريق الذي يوصل إلى الحق, وهذا القول قاله توما قبل يوم واحد من إلقاء القبض على يسوع, فهل هذا التلميذ الذي لا يعرف أين يذهب يسوع ولا يعرف الطريق الموصلة إليه, يمكن أن يقارن بالتلميذ الذي يحفظ صندوق أموال يسوع احد الاقانيم الثلاثة الذين هم واحد!
ألم يكن كتابة قصة تسليم يسوع في الأناجيل ونسبتها لتوما هو أولى من كتابتها ونسبتها ليهوذا؟!
ثم بعد أن سمع توما قول يسوع له بأنه هو الطريق والحق والحياة وانه لا يأتي أحد إلى الأب إلا به كما في النص السابق فهل اقتنع بهذا الكلام وآمن بان يسوع هو الطريق والحق والحياة؟
لنقرأ ردة فعل توما على قول التلاميذ بان يسوع قام من القبر:
- أما توما أحد الاثني الذي يقال له التوأم, فلم يكن معهم حين جاء يسوع, فقال له التلاميذ قد رأينا الرب,
فقال لهم إن لم أُبصر في يديه اثر المسامير, وأضع أُصبعي في اثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أُؤمن. (يوحنا20/24-25)
في هذا النص نجد أن توما لم يؤمن بقول التلاميذ الذين أعطاهم يسوع مملكة السماء وجعلهم رسلاً له أنهم رأوا يسوع, لا بل انه أجابهم بطريقة غريبة لا تدل على إيمان مما دفع يوحنا إلى كتابة نص آخر يصور كيف أن يسوع أظهر نفسه للتلاميذ وكان توما معهم فقال له ضع اصبعك ويدك في جراحي!
- وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم, فجاء يسوع والأبواب مغلقة, ووقف في الوسط وقال سلام لكم,
ثم قال لتوما هات اصبعك إلى هنا وأبصر يديّ وهات يدك وضعها في جنبي, ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا, أجاب توما وقال له ربي والهي,
قال له يسوع لأنك رأيتني يا توما آمنت. (يوحنا20/26-29)
فيسوع كما في النص نزل عند رغبة التلميذ الشكاك في قوله انه لن يؤمن حتى يضع اصبعه في أثر الجروح ويضع يده في جنبه! والأغرب من كل هذا أن الأناجيل أو غيرها من الكتب التي تتحدث عن التلاميذ لم تذكر لنا أي أثر لهذا التلميذ في نشر دعوة يسوع! فهل بقي توما على طريقته في الشك وعدم الإيمان؟
أو لو اختارت الأناجيل احد التلاميذ بالقرعة كما اختاروا التلميذ الذي أخذ مكان يهوذا بعد رفع يسوع كما يذكر لوقا في كتاب أعمال الرسل لكان أنسب في تصديق القصة, وخاصة أن الأناجيل الأربعة تتحدث عن هروب التلاميذ كلهم عن يسوع وقت إلقاء القبض عليه كما في النصين التاليين:
- حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا.(متّى26/56)
- فتركه الجميع وهربوا, وتبعه شاب لابساً إزاراً على عيريه فأمسكه الشبان, فترك الإزار وهرب منهم عرياناً. (مرقس14/50-52)
كما يقول النص الثاني ان التلاميذ جميعاً تركوه وهربوا حتى ان احدهم هرب وهو عريان!!!
وللاطلاع على المزيد من مواضيع الاناجيل ارجو التكرم بزيارة روابط المدونة وهي مصادر الاناجيل وشخصيات الاناجيل وكتاب يسوع ابن يوسف النجار اسئلة حائرة
نادر عيسى
التعليقات (0)