اليوم 18 يناير ذكرى الانتفاضة الشعبية التى اطاحت بشرعية حكم انور السادات ....ففى صباح هذا اليوم خرجت الجماهير فى كل المدن والمحافظات المصرية احتجاجا على الغاء الدعم عن 17 سلعة اساسية ورفع اسعارها ...بعد ان ظل السادات يبشرهم طويلا بالرخاء ...المزعوم
حيث بدأت المظاهرات صباحا فى مدينة الاسكندرية ثم القاهرة لتنفجر فى بقية محافظات الجمهورية... وصولا الى مدينة اسوان فى اقصى الجنوب حيث كان السادات فى استراحتة الشتوية المطلة على خزان اسوان ولا يعلم شيئا الا عندما حضر الية محافظ اسوان مذعورا يرجوة ان يغادر المدينة....فورا
محذرا الرئيس من الجماهير الزاحفة تجاة استراحتة... حيث بلغت نصف الطريق والبوليس يقاوم... دون جدوى..
فما كان امام السادات من سبيل الا الهروب المهين الى القاهرة حيث وصل الى بيتة فى الجيزة قادما من اسوان حيث كانت هناك طائرة هليكوبتر واقفة امام بيتة على شاطىء النيل جاهزة للاقلاع الى مطار ابو صوير حيث طائرتة الخاصة من طراز بوينج 707 جاهزة للطيران الى طهران اذا حتمت الظروف... حيث كان صديقة شاة ايران على استعداد لاستقبالة ....
وفى ذلك اليوم 18 يناير 1977 كنت فى طريقى الى جامعة عين شمس فى العباسية حيث بدأ انفجار شعبى تلقاقى غير مسبوق فى طوال الطريق فى كل شارع وحارة وصولا الى مقر الجامعة حيث بدأ تجمع الطلاب داخلها حيث وصل وفد من طلاب كلية الهندسة ومقرها فى ميدان (عبدة باشا) حيث تم الاتفاق على الخروج الى مقر كلية الهندسة هناك وبدات المسيرة الى ميدان التحرير حيث تجمع طلاب جامعة القاهرة وعمال حلوان وجماهير غفيرة من كل الفئات لتبدأاكبر انتفاضة شعبية وقدحملنا فيها صور عبد الناصر وهتفنا 0(ياجمال يا عود الفل... من بعدك شفنا الذل)...(عبد الناصر يا جمال الشعب العربى فى الاغلال).... ((يشرب ويسكى وياكلوا فراخ والشعب من الفول اهة داخ)... (سقرقوا الدوا م العيانين والكستور م العريانيين) (عيب عيب يابو ذبيبة ..تلبس موضة وتشرب بيبة )(يا سادات اصحى من نومك... يومك قرب... قرب يومك) ...حتى انتصف الليل وقامت قوات الامن بتفريق المظاهرة الى الشوارع الجانبية من ميدان التحرير
واذكر اننى عدت الى منزلى فى وقت متأخر من هذة الليلة وصحوت مبكرا فى اليوم التالى يوم 19 يناير محاولا العودة الى ميدان التحرير وسط عشرات الالاف من الزاحفين من منطقة شرق القاهرة والوايلى والاميرية والزاوية الحمراء الا ان قوات الامن حالت دون ذلك.... وحينما حاولنا اختراق الطوق الامنى اسفل كوبرى غمرة وصولا الى ميدان رمسيس اطلق علينا الرصاص الحى وتفرقنا
وفى نهاية اليوم تم اعلان حظر التجول... وعاد زملائى الى بلدتى فى الصعيد... وقام والدى بالسؤال عنى فاخبروة بانهم لم يرونى بعد اطلاق الرصاص على المتظاهرين ... وسرت شائعة باننى قتلت اثناء تلك المظاهرة... واخرى بانة تم اعتقالى وثالثة بأننى هربت الى ليبيا وتحملت اسرتى معناة البحث ..والقلق ..والترقب... وسيل من الشائعات... وعانت ايضا احزان ثقيلة حتى عودتى اليهم بعد اسابيع وهم غير مصدقين بين دموع الفرح وهول المفاجأة........ وقد توافد اهالى البلدة الى منزلى مهنئين غير مصدقين بأنى على قيد الحياة .....حقا لقد كانت انتفاضة 18 و19 يناير ثورة شعبية.... اطاحت بشرعية حكم انور السادات ...
التعليقات (0)