ينابيـع الحب والشوق
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرج ال بيت محمد
ينابيـع الحب والشوق
عندما يحتل حب الله تعالى عقل الإنسان وقلبه ويتفاعل مع عواطفه ووجدانه، ويملأ روحه ومشاعره، يغدوا ديناً له، وطريقه في الحياة تظهر آثارها في كل سلوكه، وتنعكس روحه في كل نشاطاته وأحاسيسه، فتكون عبوديته لله قائمة في نفسه على أساس الحب والشوق الخالص لمعبوده، لأنه يرى فيه كل صفة محبوبة، بل يراه منتهى الكمال والغاية
لذا فإن هذا الحب والتعلق بالله، لا يفتأ يحركه ويدفعه نحو إلهه ومعبوده، فلا يستريح إلاّ بالعمل الذي يقربه منه ولا يسعى إلاّ لما يرضيه
وهو حينما يمارس هذا الحب، ويعيش هذا الشوق، يشعر بأنه يعانق أجمل لذائذ الحياة، وأرقى مراتب السعادة التي تقربه من معبوده الذي يتجه نحوه بحب وشوق
وإذا فصور الأداء والتعبير العبودي التي يمارسها الإنسان من صلاة وصوم وجهاد ودعاء... لا يتم معناها الحقيقي في النفس الإنسانية إلاّ بعد الشعور بالحب الصادق لله والشوق إليه
وفي دعاء الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله نجد تفجراً صادقاً لينابيع الحب والشوق الالهي فنقرأ
اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب من يقربني الى حبك. واجعل حبك أحب إليّ من الماء البارد
وها هو الامام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام حفيد الرسول صلى الله عليه وآله يغترف من ينابيع الحب الالهي ويصور لنا عذوبة مذاقه حتى إن من شرب منه لا يميل الى سواه
أَنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجأوا الى غيرك
أما حين تخبو في روح الانسان هذه الشعلة الوهّاجة ويجف هذا الينبوع المتفجر، فإنه يشعر بجفاف الحياة، ويحس بتراكم ظلمات النفس، وتعاسة العيش.. فيظل يتخبط في تعبده.. حيران في عالم الضياع.. بعيداً عن الله
وهو وإن مارس العبادة في هذه الحال، فصام وصلى.. وعمل أعمال الخير، إلاّ أن أعماله هذه ستبقى خاوية من مضمون العبادة الحقيقي.. خالية من محتواها الروحي الذي يرفع الإنسان درجات في عالم الرقي والكمال البشري بين العبادة والعبودية
اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب من يقربني الى حبك. واجعل حبك أحب إليّ من الماء البارد ياكريم
نسألكم الدعاء
التعليقات (0)